6/09/2008

برنامج حزب شباب مصر

برنامج حزب شباب مصر
إعداد: أمانة الإعلام
مقدمة لابد منها

المعركة استمرت سنوات طويلة .. بدأت مع بداية عام 2000م عندما بدأنا في وضع أسس برنامج حزب شباب مصر.. وانتهت يوم السبت الموافق الثاني من يوليو.. 2005م .. محطات كثيرة موجعة.. معارك كثيرة خضناها.. انتهت بزغرودة شقت صدر المكان الذي تلقينا فيه الخبر بأننا حصلنا على حكم قضائي بتأسيس وقيام حزب شباب مصر.. تحشرج الصوت ونحن نتلقى التهاني من مئات المصريين والعرب داخل مصر وخارجها .. انتصرنا ... انتصرت إرادة التغيير والفكر الجديد القادم بقوة على الساحة .... كنا على يقين من أننا سوف ننتصر .. المؤشرات في مصر في السنوات الأخيرة كانت تؤكد ذلك .. هناك حالة من التداعيات تشير إلى ذلك .. تغييرات تتم .. على كافة المستويات .. تعديلات دستورية .. تحالفات .. مظاهرات .. مقر جريدة شباب مصر الذي تحول في لحظة إلى مقر لحزب شباب مصر امتلأ عن آخره بالصحفيين .. ومراسلي وكالات الأنباء العالمية ... وهناك من داخل قرية صغيرة اسمها السمارة التي تقبع داخل محافظة الدقهلية كانت بداية الرحلة .. في المؤتمر الذي عقدناه هناك أكدنا أنه قد حان الوقت الذي يشارك فيه شباب مصر في صنع القرار السياسي المصري بعد أن تم الحجر عليه طويلا... أعطينا الفرصة لأول مرة لنخبة من الشباب لكي يقومون بإدارة منظومة حزبية كاملة ... حلم أبناء الفقراء والفلاحين في مصر تحول إلى حقيقة .. لحظتها أعلنا للجميع أن الفكر الجديد قادم أيضا على الطريق...
محطات هامة في حياة حزب شباب مصر
· 5 يوليو 2001 بدء حملة جمع توكيلات من مؤسسي الحزب في مختلف محافظات مصر..
· أغسطس 2001م اتصال المحافظات بوكيل المؤسسين لإحاطته علما برفض العديد من مكاتب الشهر العقاري بعمل التوكيلات ومحاولات فاشلة في إقناع الأجهزة الرسمية بالدولة للتدخل خاصة وأن الرفض غير مبرر قانونيا اللهم إلا بسبب الخوف من الأمن وجهاز مباحث أمن الدولة ..
· نوفمبر 2001 الصحف تبدأ في نشر عشرات الموضوعات عن الحزب باعتباره حدثا غير عاديا نظرا لأن كل من فيه مجرد شباب فقط وباعتباره تمرد من الصغار على الكبار ..
· على الرغم من رغبة المئات في عمل توكيلات للانضمام إلى الحزب إلا أن هذه الرغبة تم مواجهتها من قبل مكاتب الشهر العقاري بالرفض والتصدي لها بحسم وتم بالفعل تعطيل العشرات منها فكانت النتيجة أن مؤسسي الحزب لم يستطيعوا سوى جمع حوالي سبعين توكيل فقط دون أن تحاول أي جهة التدخل لوقف مايحدث ورفض وكيل المؤسسين تفسير الأمر تفسيرا سياسيا ..
· أول سبتمبر 2002 تقدم أحمد عبد الهادي إلى لجنة شئون الأحزاب بكافة الأوراق المطلوبة لتأسيس الحزب وتم إرجاء استلام الأوراق لحين استكمالها بعضها..
· 3 سبتمبر 2002م تم التقدم بالفعل رسميا إلى لجنة شئون الأحزاب وقبلت اللجنة الأوراق..
· 5 يناير 2003م عقدت لجنة شئون الأحزاب اجتماعها برئاسة الدكتور مصطفى كمال حلمي رئيس اللجنة وعضوية كل من اللواء حبيب العادلى وزير الداخلية وكمال الشاذلي وزير شئون مجلسي الشعب والشورى والمستشار فاروق سيف النصر وزير العدل وعدة مستشارين وناقشوا وكيل المؤسسين في برنامج الحزب..
· 6 يناير 2003م أعلنت لجنة شئون الأحزاب رفضها لحزب شباب مصر بزعم عدم تميز برنامجه..
· 16 يناير 2003م نشر قرار رفض حزب شباب مصر في الجريدة الرسمية..
· 9 فبراير 2003 أقام أحمد عبد الهادي الدعوى القضائية رقم 4317 لسنة 49ق ع أمام الدائرة الأولى ـ دائرة الأحزاب السياسية ـ أمام المحكمة الإدارية العليا..
· السبت الموافق 2 يوليو 2005م حكمت المحكمة الإدارية العليا بالموافقة على تأسيس حزب شباب مصر..
· الثلاثاء الموافق 4 إبريل 2006 أصدر حزب شباب مصر جريدة شباب مصر الورقية بعد أن نجح الحزب في إحداث ثورة تكنولوجية جديدة من نوعها في مجال تنفيذ الصحف حيث تم الاستغناء تماما عن نظام تجهيز الصحف بنظام الآبل ماكنتوش غالى التكلفة والاستعانة بنظام أجهزة الكومبيوتر الشخصية وهو ماجعل المجلس الأعلى للصحافة يبعث بخطاب إلى كافة الصحف القومية للاستفادة من تجربة شباب مصر التكنولوجية باعتبار أنها ستوفر لمصر حوالي مليار ونصف المليار دولار سنويا .
· عقد الحزب عشرات المؤتمرات والندوات في مختلف قرى ونجوع مصر وبدأ في إحداث بصمة حقيقية على الساحة السياسية .
برنامج حزب شباب مصر

يؤكد حزب شباب مصر على اهتمامه الخاص بالشباب كدعامة رئيسية ينطلق منها المستقبل . ويهتم بشكل خاص بدراسة بيئة هؤلاء الشباب في عصر العولمة والإنترنت . وعصر التكنولوجيا المتقدمة . والكومبيوتر. ويهتم اهتمام خاص بكافة مايتعلق به من قضايا . وإشكاليات . ويحاول إزالة كل مايتعلق به مشاكل من خلال تسخير كافة جهود الدولة له .
وهو إذا كان يعمل جاهدا على دراسة هذه الإشكاليات فانه على يقين من أن ذلك يعنى انطلاق المستقبل من بيئة أكثر استقرارا وإدراكا ووعيا..
ويتوقف حزب شباب مصر طويلا أمام هذه البيئة باعتبارها نقطة انطلاقته الأساسية . ويرى أنه لابد من بحث ودراسة كافة الإشكاليات المتعلقة به وباهتماماته. وبسماته الرئيسية. لمحاولة إزالة كل المعوقات التي تحول دون الاستفادة من الشباب وإمكانياتهم . وتسخير طاقاتهم بما يفيد الأمة في عصر العولمة . والنظام المعلوماتى . وعصر السماوات المفتوحة وانهيار الحواجز .
ومن هذا المنطلق فان حزب شباب مصر يحدد بداية مفهوم الشباب من وجهة نظره..

1 ـ مفهوم الشباب

حدد كل علم من العلوم الإنسانية مفهوم الشباب من منظوره الخاص وإن اختلف الباحثون حول بداية ونهاية مرحلة الشباب العمرية فالبعض اهتم بالنمو الجسمي ووظائفه وآخرون يهتمون بالنمو النفسي وفريق ثالث يركز على تغيير الوضع الإجتماعى والأدوار الاجتماعية . ويعتبر علماء السكان هم أول من حاول تقديم تحديد لمفهوم الشباب مستندين في ذلك إلى معيار السن أو العمر الذي يقضيه الفرد في أتون التفاعل الإجتماعى مع اختلافهم في تحديد بداية أو نهاية هذه المرحلة حيث يؤكد بعضهم على أن الشباب من هم دون سن العشرين محددين بذلك نقطة النهاية دون تحديد نقطة البداية وثمة من يؤكد أنهم يقعون في الشريحة العمرية ابتداء من سن الخامسة عشرة إلى سن الخامسة والعشرين بينما يذهب آخرون إلى أن الشباب هم من يزيدون على سن السادسة عشرة باعتبارهم المؤهلين للانضمام إلى قوة العمل .
أما علماء الاجتماع فيميلون إلى تحديد مرحلة الشباب على أنها تبدأ مع محاولة المجتمع تأهيل الشخص لاحتلال مكانة اجتماعية وممارسة دوره في مسيرة البناء والتنمية وتنتهي حينما يتمكن الفرد من احتلال هذه المكانة وممارسة الدور المنوط به مميزين في ذلك بين السياقات الاجتماعية التي يحيا فيها الشباب بمعنى أن المجتمعات النامية تكاد تشهد غيابا لمرحلة الشباب أو ينتهي الحد الأقصى فيها سريعا قبل المجتمعات المتقدمة التي تولى مرحلة الشباب أهمية كبيرة بوصفها مرحلة التدريب والإعداد للمسئولية وتحمل الأعباء التي تتصل بهذه المجتمعات وتنميتها اجتماعيا واقتصاديا..
ومن جانبهم يرى علماء البيولوجيا أن مرحلة الشباب هي التي ترتبط بنمو البناء العضوي الفيزيقي من حيث الطول والعرض أو من حيث نمو واكتمال الأعضاء في الجسم فتنتهي مرحلة الشباب باكتمال هذا النمو وإن بدأت ببروز مجموعة التغيرات التي تحدث في البناء البيولوجي للكائن الحي .
وأخذا في الاعتبار تلك الرؤى جميعها يمكن القول بأن مرحلة الشباب هي مرحلة تغير كمي ونوعى في ملامح الشخصية تتميز بدرجة عالية من التعقيد إذ تختلط فيها الرغبة في تأكيد الذات مع البحث عن دور اجتماعي والتمرد على ماسبق انجازه . إلى جانب الإحساس بالمسئولية والرغبة في مجتمع أكثر مثالية مع السعي المستمر إلى التغير . وبذلك فإن هناك من العناصر ما إن توافر فانه يعكس ملامح مايمكن أن يسميه البعض بالشخصية الشابة ومن هذه العناصر :
العنصر البيولوجي . والعنصر الإجتماعى الذي يتزود فيه الفرد ببعض الحاجات الاجتماعية التي يسعى لإشباعها جنبا إلى جنب مع حاجاته البيولوجية الأساسية . والعنصر السيكولوجي الذي يعنى مجموعة الخبرات التي يكونها الشخص نتيجة التعامل مع العالم الخارجي. إلى جانب اتجاهاته حول هذا العالم. وأخيرا المكون أو العنصر الثقافي والذي يتم من خلاله ضبط حركة الفرد في السياق الاجتماعي.

2 ـ الشباب وحركات التمرد

يتسم الشباب دوما برفض القديم . والتمرد عليه . ومحاولة تكسير كل ماله صله بالقديم . والتمرد هو في الأساس محاولة التحرر من النظام الإجتماعى القائم . وسعيا من جانب المشتركين للاعتراف بذواتهم واستقلاليتهم . ولعل أبرز وأولى حالات أو صور التمرد تتمثل في محاولة تمرد أو رفض الشباب المراهق لتوجيهات والديه..
ويود حزب شباب مصر أن يؤكد على أن المكون الرئيسي لحركات التمرد هم الشباب بالنظر إلى الخصائص السيكولوجية والسلوكية للمرحلة العمرية التي يمرون بها . فالشباب يمثلون طاقة وقوة واندفاع . ومن ثم قد يتسم سلوكه السياسي بالخيال والمثالية مع رفض للواقع والسعي لإيجاد إطار أو نظام حياة جديدا.
ويمكن اعتبار الرفض أو التمرد الذي يمارسه الشباب بمثابة ظاهرة معبرة عن وعيه المتردد بأن هناك أوضاعا أو ظروفا اجتماعية قد تفرض الاعتراض أو التمرد.
ويعتبر حزب شباب مصر أن أحد العوامل الدافعة لتمرد الشباب هو تشكيل الشباب لما يسمى بالثقافة الفرعية الخاصة بهم. وهى تلك الثقافة التي تحدث نوعا من الانفصال والتباعد بين المراهقين والشباب من جهة والكبار من جهة أخرى . وقد يحدث الانفصال بين الشباب وبين المجتمع بأسره. فثقافة الشباب بهذا المعنى هي ثقافة مضادة تعبر عن تحد سافر للقيم والمعايير التي يعتبرها المجتمع أساس النظام القائم.
وثقافة الشباب الفرعية بهذه الصورة تمثل حلا جمعيا للمشكلات الناجمة عن الطموحات المحيطة بهم . وتأخذ شكل المقاومة لجوانب التنظيم الإجتماعى القائم . ويرى البعض أن أكثر المجتمعات قابلية لبروز ثقافة الشباب الفرعية المضادة للمجتمع ـ أو بعبارة أوسع ـ صراع الأجيال هي تلك المجتمعات التي تمر بمرحلة تغير سريع. وهو التغير الذي لايسمح بتوافر أرضية مشتركة مابين الشباب والأكبر سنا حول القيم والقواعد السائدة في هذا المجتمع .
لكن لا ينبغي التسليم بالأمر السابق على إطلاقه بمعنى أن ثمة اختلافات بين رؤى الشباب لتنمية أو تغير مجتمعهم. فمقولة الثقافة الفرعية بما نفترضه من تجانس واتساق ورؤى الشباب المنتمين لشريحة عمرية واحدة قد لا يجد له سندا كبيرا في الواقع على النحو الذي تذهب إليه هذه المقولة . حيث نجد أن هناك فروقا بل وتباينا في هذه الرؤى ما بين من يمكن أن نطلق عليهم الشباب التقليدي الذي يقبل الوضع القائم. وذلك الشباب الرافض المتمرد الساعي إلى التغير . وهو مايمكن اعتباره الشريحة الأكبر حيث يشعر هذا الشباب المتردد بأنه بمثابة جماعة اجتماعية حديثة تقاوم القديم .
ومن هنا تحاول بعض القوى غير الشرعية أو قوى خارجية استغلال هذه النقطة تحديدا. ومحاولة استقطاب قطاعات الشباب من خلال اقتحام عمليات الفراغ والبطالة التي بدأت تتفشى في مصر في السنوات الأخيرة نتيجة مرورها بمراحل انتقالية تمر بها كل دول العالم. أو نتيجة لعمليات الخصخصة التي تقوم بها الحكومة على قدما وساق . أو نتيجة أيضا لعمليات الانهيار الإقتصادى التي تشهدها البلاد جراء ممارسات خاطئة من قبل بعض المسئولين وتكون النتيجة أن مصر فقدت أغلى طاقاتها على الإطلاق .
وليس من شك في أن الهدف الأساسي من حركات التمرد التي يقوم بها الشباب هو التغير. ولكن يتراوح هذا التغيير مابين تغيير يخص فئة بعينها أو تغيير عام يستهدف إحلال قواعد ونظام جديد محل السائد. وكثيرة هي الأمثلة التي يمكن أن تساق في هذا الصدد منها مطالبة شباب الجامعات بتغيير أو تخفيض الرسوم الدراسية. أو نظام المناهج . أو تعديل الساعات الدراسية و ما قد يرتبط بذلك من مظاهرات أو أعمال عنف بين المتمردين على قواعد النظام التعليمي وبين السلطات الجامعية أو قوات الشرطة .
كذلك فإن شباب العمال يمارسون احتجاجهم على نظام العمل أو ساعاته من خلال الإضراب أو الاعتصام الذي قد يتطور ليتخذ شكلا عنيفا كالتمرد وخلافه . مرتبطا في ذلك بطبيعة العناصر المنخرطة فيه وبمدى استجابة الحكومة لهم.
ويمكن تفهم هذه التمردات أو أعمال الاحتجاج من قبل بعض الفئات كالعمال انطلاقا مما قد يمرون به من ظروف اقتصادية سيئة تجعل شعورهم متزايدا بأن خطط الإصلاح الإقتصادى الإجتماعى لم يترتب عليها تحسن ملحوظ في أحوالهم المعيشية .
كما قد تظهر بعض الحركات المطالبة بالديمقراطية أو العدالة الاجتماعية أو احترام حقوق الإنسان.
ولكي تتحول المطالب الشبابية إن جاز التعبير إلى مطالب ذات طبيعة سياسية واجتماعية عامة يورد البعض عددا من الشروط منها. محورية المطالب الشبابية ومعقوليتها بالنظر إلى الشباب أنفسهم وبالنظر إلى الجماهير الخاضعة لهذا النظام السياسي وكذلك استخدام أساليب القهر المادي والمعنوي وذلك لفرض استمرار عدم الاستجابة للمطالب الشبابية مما قد يؤدى إلى تعاطف الجماهير معها . واتساع رقعة المؤيدين لهذه المطالب . وتحولها من كونها مطالب شبابية على نحو مابدأت لتصبح مطالب اجتماعية لها مؤيديها الآخرون من غير الشباب .
لكن المطالب التي تنادى بها حركات التمرد الشبابية قد تتجاوز حدود المحلية لتأخذ اتجاها عالميا يظهر تحت وطأة قواعد النظام العلمى سياسيا أو اقتصاديا وتعزز من بروز التطور المذهل فى وسائل الإتصال التى قضت أو كادت على الإنفصال الزمانى والمكانى بين الشباب فى مختلف المجتمعات مما جعل الصورة تختلف عن الأوضاع السابقة . وتبرز مايسمى بالحركات الإجتماعية الجديدة التى ينضوى تحت لوائها شباب من مختلف الجنسيات . وتستهدف اظهار اعتراضها على السياسات العالمية خاصة فى فترات انعقاد المؤتمرات الدولية التى تناقش أو تضع تلك السياسات.
ومما سبق يرى الحزب أنه لابد من بحث كافة الأسباب التى تحول دون تحول قوى الشباب فى المجتمع إلى قوة مدمرة ومعطلة . ومحاولة الوقوف على مطالبها ووضع الخطط التى يمكنها أن تستوعب هذه القدرات .
كما يؤكد الحزب على أهمية وجود قنوات إتصال حقيقية وليس مجرد قنوات روتينية ورقية فى الأساس لتقف على مطالب الشباب خاصة هؤلاء الموجودين فى الجامعات . وبما يعمل على الوقوف على هذه المطالب أولا بأول حتى لايفقدون الثقة فى المجتمع وفى موقفهم منه . ولايجعلهم يشعرون بأن هذا المجتمع يأخذ منهم موقفا ما ويتعامل معهم باعتبارهم قاصرين عن إتخاذ القرار المناسب أو التفكير بمنطقية وعقلانية مما قد يدفعهم فى النهاية إلى البحث عن ثمة دور فى هذا المجتمع بشكل خاطئ

3 ـ أسباب تمرد الشباب

ويؤكد حزبنا على أهمية دراسة وبحث الأسباب الدافعة لعمليات التمرد التى دث فى نطاق الشباب بما يؤدى فى النهاية لعلاجها ويحدد الحزب هذه الأسباب فى :
1ـ غياب قنوات المشاركة السياسية التقليدية من أحزاب وجماعات ضغط وشيوع ظواهر الإنفراد بالسلطة . وضعف القدرة على التكيف مع المتغيرات والمطالب المجتمعية المستجدة . واستيعابها واللجوء إلى فرض المزيد من القيود القانونية وغير القانونية على الأحزاب والنقابات وغيرها من تنظيمات المجتمع المدنى ـ حال السماح بقيامها ـ وهو الأمر الذى يفقدها فاعليتها ويحد من دورها كقنوات وسيطة لتنظيم العلاقة بين الحاكم والمحكوم من ناحية . ولإدارة الصراعات الإجتماعية من ناحية أخرى . فضلا عن شيوع ظاهرة التلاعب فى الإنتخابات . وغياب القواعد القانونية المنظمة للعلاقة بين الحاكم والمحكوم .
2 ـ التباين فى عملية الحراك الإجتماعى . والتعسف فى عمليات الإرتقاء أو السقوط الإجتماعى لأفراد المجتمع بما ينتجه من اختلالات فى نسيج العلاقات الإجتماعية وفى درجة تماسك بنية المجتمع والمنظومات القيمية والمعيارية وبالتالى رفض صريح للنخب الإجتماعية التى أفرزتها عمليات الحراك السريع والتساؤل عن مشروعية المكانة التى تحتلها والإمتيازات التى تحظى بها .
3 ـ تردى وتدهور الأوضاع الإقتصادية فى المجتمع . ففى الوقت الذى قد تشهد فيه مجتمعات الدول النامية نموا سكانيا وحضريا كبيرا نجدها تعانى غياب النمو الإقتصادى الحقيقى ويفقد الحكومة القدرة على تلبية حاجات مواطنيها من توفير السلع أو الخدمات أو فرص التعليم أو المسكن . وهكذا فان تزايد النمو السكانى مع ثبات نسبة الموارد المتاحة أو سوء استغلالها يعد بمثابة برميل بارود قابل للإنفجار أو الإشتعال تحت وطاة سوء الأحوال سيما إذا تزايدت نسبة الشباب فى التركيب العمرى للسكان مع مايتميز به الشباب من حماس ورغبة فى التغيير مع وعيهم بتردى الأوضاع الإقتصادية . بعبارة أخرى فان الحرمان الإقتصادى إذا ما تفاقمت حدته بحيث يدرك الأفراد أو يعوق سوء أحوالهم بالمقارنة بما تستحوذ عليه أقلية أو جماعة من المقربين قد يؤدى إلى شيوع حالة من الإحباط والإستياء الإجتماعى المولد للعنف .
4 ـ ضعف تلبية الحكومة لتلبية حاجات مواطنيها خاصة الشباب أو تعرضها لهزيمة عسكرية أو جمودهها وعدم تكيفها مع مطالب طبقة وسطى بازغة يسعى افرادها لإعتلاء مراكز وممارسة أدوار اجتماعية لايسمح لهم الواقع القيام بها .
وللإستفادة من عمليات تمرد الشباب وطاقاهتم فى هذا الصدد فان حزب شباب مصر يقترح الآتى :
ـ دراسة بيئة الشباب دراسة وافية والعمل على إستغلال قدرات وثقافات الشباب الخاصة . ومحاولة عقد دورات متخصصة للوالدين من قبل مراكز مهتمة بما يؤدى فى النهاية إلى إقتراب وتواصل كل الأجيال معا .
ـ يركز حزب شباب مصر على أهمية دور وسائل الإعلام فى الثقافة الأسرية عبر وسائل الإعلام الرسمية بما يعمل فى النهاية على إغلاق الفجوة التى تحدث فى العادة بين الشباب وكافة الأجيال السابقة لهم
ـ التأكيد على القدرات الخاصة لدى الشباب خاصة فى مرحلة التكوين والنمو منذ بدء المرحلة الإبتدائية ولمدة ثلاث سنوات حتى يتم فرز المواهب الخاصة بالشباب مع بداية المرحلة الثانوية العامة بما يؤدى فى النهاية إلى توجيه جيد لقدرات الشباب بشكل فعال بما يضمن فى النهاية تنمية هذه القدرات وإمتصاصها لطاقة الشباب . ومنحهم فى النهاية قدرة على تحقيق مايطمحون إليه . وبما يؤدى إلى تفعيل مواهبهم وجعلهم قوة فعالة فى المجتمع .
ـ يؤكد حزب شباب مصر على أن أحد أهم الأسباب وراء بلورة الشباب كجماعة اجتماعية حديثة وتبلورها كجماعة صانعة لثقافة خاصة بها ومعزولة عن بقية فئات المجتمع وبما يجعلها فى النهاية قوى فى مهب الريح بالإمكان إستقطابها بشكل سلبى هو إنحسار دور الأسرة كمحدد لنوع المهنة أو النشاط الإقتصادى لأبنائها وكلما ازداد المجتمع مرونة وانفتاحا زادت فرص حراك الفرد عن الموقع الذى كانت تشغله أسرته . كما فقدت الأسرة كثيرا من مواطن قوتها وسيطرتها على الفرد العضو فيها وهو ما يستتبعه من تغير فى نظرة هذا الفرد للاسرة . وهكذا تضعف الوظيفة الضبطية للأسرة وهى الوظيفة التى كانت تتولى غرس البعد الإجتماعى أو لنقل تأسيس الإنتماء لدى الفرد عبر مراحل تنشئته . وتتحول الروابط الأسرية المستنيرة من وحدة الدم إلى علاقات عابرة تنتهى بعد فترة إثر وصول الأبناء إلى مرحلة النضج الفسيولوجى . ومن ثم يخرج جيل كامل لم يستوعب من مجتمعه شيئا وتصبح روابطه العضوية مع هذا المجتمع ومع قيمة وثقافتة ضعيفة .
ولذلك فان حزب شباب مصر يؤكد على أهمية الدور الذى تلعبه الأسرة فى حياة الشباب وتوجهاتهم ويؤكد على ضرورة إستعادتها لهذا الدور مرة أخرى خاصة فى عصر إنهيار الحواجز والعولمة والعلاقات والصداقات العابرة للقارات وهو مايستتبع تضافر قوى كافة الوزارات المعنية فى هذا الشأن وفى مقدمتها وزارتى الإعلام والأوقاف والمراكز البحثية المتخصصة من أجل وضع آليات حماية لهذا الدور المنوط بالأسرة .
ِـ يعتبر حزبنا أن نظام التعليم يمثل العامل الثاني فى تحول الشباب إلى جماعة حديثة صانعة لثقافتها مع اتساع نطاقة من ناحية وما يعانية فى أحيان كثيرة من تباين فى ممارساته عن شعاراته بل وتباين شعاراته وقيمه عن قيم الأسرة فى أحيان أخرى بما يؤثر سلبا على تنشئته الشباب وينحو بهم إلى البحث عن نموذج مثالى يهدف إلى تغيير الوضع القائم والتمرد عليه . وقد تشكل بيئة العمل أحد العوامل الدافعة وراء احباط الشباب وتوجيههم لبناء ثقافتهم الفرعية الرافضة حيث تعانى مصر ومنذ سنوات طويلة حالة من عدم الإتساق بين مخرجات النظام التعليمى واحتياجات سوق العمل ولعل تعدد المهارات المطلوبة للإنضمام إلى سوق العمل فى ظل ما أصابه من تطور مذهل بحكم بروز تعدد وسائل الإتصال الحديثة يمثل سببا جديدا . حيث لم يعد مطلوبا من الفرد انهاء مساره التعليمى فحسب بل يتعين أن يتقن مايمكن تسميته بلغة العصر وهى التعامل بكفاءة مع أجهزة الحاسب الآلى واستجلاب بيانات ومعلومات عن شبكات المعلومات العالمية " الإنترنت " واتقان لغات أجنبية وهو مايضيف المزيد نحو إحباط القطاعات الشبابية غير القادرة على ذلك من ناحية . كما أنه يسمح بمزيد من الإنعزال بين جيل الشباب القادر على استيعاب تلك التكنولوجيا وبين الأكبر سنا الذين لم يستجيبوا لتطور العصر فتزداد قطيعة هذا الجيل الشبابى ويزداد تمرده على واقعة .
ويعزز من تلك القطيعة ذلك التواصل الذى ينتج عن استخدام أجهزة الإنترنت مع شباب فى مجتمعات متقدمة بما يسمح بالإطلاع السريع جدا على عالمهم دون التسليم بان هناك مراحل للنمو تختلف باختلاف المجتمعات وفق درجة تطورها الإقتصادى والإجتماعى والسياسى .
ولكل ذلك فان حزبنا يرى أن مجرد وضع أجهز الكومبيوتر فى المدارس ليس وسيلة حقيقية لتطوير آليات وقدرات الشباب بما يتفق مع تطورات العصر الحديث بل يرى أنه لابد من جعل مادة الحاسب الآلى مادة أساسية فى كل سنوات الدراسة . كما يؤكد على ضرورة وضعها شرطا أساسيا للتعيين فى أى وظيفة أو مهنة . ويرى أيضا أنه قد حان الوقت الذى تضع فيه الدولة خطة حقيقية لمحو أمية شبابنا فى مجال الكومبيوتر جنبا إلى جنب مع محو أمية الكبار الذين لم ينالوا حظا من التعليم العادى
ـ كما يرى الحزب أنه لابد من تنمية الوازع الدينى فى كل سنوات الدراسة لمحاولة التصدى لعمليات الإختراق الجنسى التى تتم عبر الإنترنت واجهزة الكومبيوتر لشبابنا . خاصة وأنه قد ثبت بالدليل القاطع أن هناك أجهزة ومنظمات دولية تقف وراء آلاف الرسائل التى يتم إرسالها عبر البريد الالكترونى عبر الإنترنت لآلاف من الشباب المصرى والتى تحمل مئات الصور الفاضحة والأفلام الجنسية التى تستهدف تدمير أخلاقيات الشباب المصرى وتستهدف النيل منه بما يؤدى فى النهاية إلى تدمير طاقة الأمة . وهذا الأمر لن يأتى من مجرد محاولة زيادة حصص مواد التربية الدينية فحسب وإعتبارها هى الأخرى مادة أساسية بل لابد من التأكيد على تنمية الدور الوطنى الذى يقوم به الشباب منذ بدء المرحلة الإبتدائية . وإعادة مادة التربية القومية . وإعادة روح الوطنية والتركيز عليها فى طوابير الصباح المدرسية . دون الإحساس بعدم جدواها لأن مثل هذه الأشياء الصغيرة و البسيطة لها قيمتها وجدواها وفاعليتها فى عصر الصداقات والعلاقات العابرة للقارات . وإفساح المجال للشباب من أجل المشاركة فى الحياة السياسية والإجتماعية بشكل فعال بما يجعلهم فى النهاية يشعرون أنهم جزء من هذا الوطن وأنهم ليسوا فئة مهمشة .
ويؤكد الحزب على أن أسلوب التنشئة على المشاركة السياسية هو الأكثر حسما كما يؤكد على فاعلية دور الأسرة المركزى فى هذا الصدد .

4 ـ حركات مناهضة العولمة نموذج لتمرد الشباب

يؤكد حزب شباب مصر على أن الشباب المصرى هو إبن بيئته . البيئة المحلية والبيئة الدولية . ويرى أن الشباب أصبح كثر تأثرا بالبيئة الدولية خاصة بعد التطورات الهائلة التى حدثت فى الأونة الأخيرة على المستوى المعلوماتى والسياسى والتكنولوجى . حيث أن الإنترنت والحاسب عملا على تقريب المسافات وإزالة الحواجز بشكل كبير إلى درحة أن الشباب المصرى أصبح اليوم يملك صداقات عابرة للقارات . من خلال المحادثات والدردرشات التى يمارسها عبر الإنترنت .وقد تطورت هذه الأوضاع بعدما نجحت مصر فى توفير الإنترنت والكومبيوتر لغالبية المواطنين .
ولذلك فان حزب شباب مصر يرى أن أى حركة عالمية تحدث فى الخارج فانها ستجد صداها سريعا لدى الشباب المصرى ..ومن هذا المنطلق فاننا نؤكد على أهمية دراسة البيئة الخارجية المحيطة بالشباب مثلما نؤكد على دراسة البيئة المحلية .
والبيئة العالمية تشير إلى أن المظاهرات قد توالت فى مدن العالم خلال السنوات الأخيرة من القرن العشرين ومطلع الألفية الثالثة للتعبير عن رفض المشاركين فيها لصياغة قواعد النظام الإقتصادى العالمى والمطالبة بقواعد أكثر عدلا.
وتتضمن الحركة العالمية المناهضة للعولمة اتجاهات متباينة وقد تكون متناقضة ايدلوجيا إذ تجمع عمال الصلب إلى المدافعين عن السلاحف البحرية ومنظمات الدفاع عن المرأة ونشطاء حقوق الإنسان مع المزارعين الصغار وممثلى الكنائس . مع المدافعين عن شعوب العالم الثالث ومنظمات الدفاع عن المستهلكين مع منظمة أطباء بلا حدود الحائزة على جائزة نوبل . والتنظيمات الشيوعية مع التنظيمات السياسية اليمينية . والفوضويين مع جماعات اليمين المتطرفة والفاشية . وكل هؤلاء فى مواجهة عدو واحد هو سياسات العولمة .
وتتمثل أحد الأهداف الرئيسية لحركة مناهضة العولمة عبر اجتماعاتها والتى تسبق أى عمل تظاهرى تقوم به هو إنتاج خطاب مواز للخطاب العالمى السائد وإبراز مظاهر توحش العولمة فى شتى المجالات بما يقتضى تدريجيا على هذا الخطاب العالمى . ومن ثم يصبح الهدف العام لها هو نشر الوعى بين المواطنين بشأن العولمة من خلال تنظيم حركات الإحتجاج الكبرى التى تسعى إلى جذب انتباه الجماهير إلى القضية .
وتركز الحركة على احتجاجات الشوارع التى ينخرط فيها أعداد كبيرة من الشباب الذين وجدوا فى تلك الحركة متنفسا كبيرا للتعبير عن رفضهم وسخطهم على الأوضاع الإقتصادية العالمية التى لاتتسم بالعدالة من وجهة نظرهم . إلى جانب مظاهر التوحش الأخرى التى ولدتها العولمة . ولعل نموذج مظاهرات سياتل التى شارك فيها قرابة خمسين ألف شخص عام 1999 قريب إلى الأذهان . حيث تظاهر الآلاف أثناء انعقاد منظمة التجارة العالمية ومايهمنا فى هذا الصدد أساليب تلك الحركة التى استقطبت الآلاف من الشباب فى شتى دول العالم المتقدم . واتبعت طرقا للتعبير كالمشاركة عبر احد نوافذ المبانى لمحاولة منع المؤتمر من الانعقاد أو تجوب مجموعة أخرى الشوارع بينما تسمى مجموعة ثالثة بالمجموعة الطائرة التى يمكن أن تحل محل أى من المجموعات المتواجدة فى الصفوف الأمامية عند الحاجة .
كما تلجأ تلك الحركة إلى جمع أعضائها عبر شبكة الإنترنت حيث يمكن لأى فرد الإنضمام إليها خاصة عند الإعداد للمظاهرات التى تجتاح العالم .
ولعل إصرار تلك الحركة وانتشارها فى بقاع العالم المتقدم وامتداد بعض منها إلى نطاق الدول النامية يعيد إلى الأذهان تلك الثورة الشبابية التى ميزت أواخر اعوام الستينيات والتى جمع بينها مضمون واحد وإن اختلفوا فى التجليات ووسائل التعبير ودرجة شدتها وهو ماينبئ عن استمرار تمردات الشباب دون أن يعفينا ذلك من القول باختلاف توجهات ومطالب تمردات الستينيات التى كانت تدعو إلى تأكيد مفاهيم الحرية والوطنية عن تمردات الألفية الثالثة التى ترتبط بتظاهرات شباب الجنس الثالث أو نضال للترويج لديانات جديدة يمارسها عبدة الشيطان وهو مادفع البعض إلى التنبؤ بموت الفاعل الثورى وانسحاب روح الشباب وطهارته من المسرح العالمى .
ويرى حزب شباب مصر أنه لابد من بحث هذه التمردات العالمية باعتبار أنها أمر ليست بعيد عن الشباب المصرى . وإنما هى جزء من حركة الشباب المصرى . هذا الشباب الذى يراه حزبنا أنه أصبح قريب جدا وأقرب من أى وقت مضى من حركة التمرد العالمية خاصة مع تطور نظم المعلومات والإتصالات حيث أصبح شبابنا يملك آلياته القوية التى وطدت علاقاته بكل شباب العالم . ويكفى أن نعلم أن غالبية شباب مصر أصبحوا يمتلكون أجهزة كومبيوتر وإن لم يكن يمتلكها فهو يجيدها ويتعامل معها عبر المقاهى والأندية والأصدقاء . وأصبحوا من خلالها يوطدون علاقاتهم مع الآلاف من شباب العالم عبر الإنترنت وأصبح غالبيتهم يمتلك صداقات متنوعة عابر للقارات لاتتوقف عبر الحدود وتتخطى كل القيود السياسية بشكل مذهل وتتطور هذه العلاقات بمعدلات تفوق الوصف والتخيل . ولذلك فان الشباب المصرى لم يعد بعيدا عن هذه الحركات . ويؤمن حزب شباب مصر بأهمية الربط بين مايحدث فى العالم ومايحدث فى مصر . وعدم الحجر على رأى ومظاهرات الشباب لأنه سوف يشعر بوجود فوارق حقيقية بينه وبين شباب العالم الذى يسمح له بحق التظاهر وحق الإضراب فيما يمنع هو من مجرد ممارسة أى نشاط سياسى داخل الجامعات والمدارس وهناك عشرات القيود التى تحول دونه ودون ممارسة هواياته ونشاطاته الطبيعية .
ويرى حزب شباب مصر أنه قد حان الوقت الذى نتعامل فيه مع الشباب باعتبار أنهم كاملى الأهلية وعضو فاعل فى المجتمع بل ومنتج أيضا .

5 ـ سمات جيل الشباب المصرى الموجود على الساحة

يضم جيل الشباب الحالى الموجود على الساحة حاليا فى مصر هؤلاء الشباب الذين ولدوا بين منتصف الستينيات ومنتصف السبعينيات تقريبا . أبناء هذا الجيل هم الآن بين أواسط العشرينات وأواخر الثلاثينات من عمرهم والذين لم يعانوا منهم من البطالة لفترة غير قليلة عقب تأهلهم ويشغلون المواقع الوسطى فى أعمالهم والتفاوتات فى المهارات والكفايات بين أبناء هذا الجيل هائلة بحكم تأثرهم بالتغيرات الهائلة التى لحقت بنظام التعليم فى مصر .
ويعتبر اغتيال أنور السادات على منصة احتفالات أكتوبر 1981 هو أولى الوقائع الهامة التى شدت انتباه هذا الجيل إلى عالم السياسة . ومصر التى يعرفها هذا الجيل ـ والتى لم يعرف سواها حتى الآن ـ هى مصر الثمانينيات . مصر حسنى مبارك . أى مصر التعدد الحزبى والمشروعات الخاصة . والإنفتاح وحرية الصحافة . والعلاقة الطيبة التى عادت مع العالم العربى .
ويؤكد حزبنا على أن السمة الأساسية لأبناء هذا الجيل هى القلق بفعل ضغوط مطالب الحياة كما ان التفاوتات الإجتماعية والإقتصادية الكبيرة بينهم تجعل منهم " عوالم " مختلفة مشتتة ثقافيا وفكريا . والذكريات التى استمعوا لها عن عهد عبد الناصر والأفكار التى عرضت عليهم عن البدائل السلفية أو الإشتراكية للوضع القائم جعلتهم رصيدا محتملا لاتجاهات سياسية متباينة خاصة فى ظل تنشئتهم ـ منذ اللحظات الأولى ـ على قيم التعددية السياسية وحرية التعبير ولذلك فان رصيد هذا الجيل وطاقته الكامنة هى من نصيب القوى التى تبادر إلى التوجه الواعى والمنظم إليه إذا أرادت أن يكون لها تأثير فى المستقبل السياسى القريب لمصر .
أما الجيل التالى له .. والذى ولد بين منتصف السبعينيات ومنتصف الثمانينات تقريبا أبناء هذا الجيل هم طلاب فى المدارس والجامعات أوشباب حديثوا التخرج أى أنهم عانوا ـ أكثر من الجيل السابق لهم ـ من التحولات الكبيرة فى نظام التعليم والتدهور الذى أصاب التعليم العام كما أنهم الجيل الأكثر خوفا من شبح البطالة أو الأكثر معاناة منها .
والوقائع الكبرى فى حياة هذا الجيل خارجية واقليمية أكثر منها داخلية : فوعيهم السياسى تفتح مع سقوط الإتحاد السوفيتى والنظام الإشتراكى بأكمله وكذلك حرب الخليج وفى حين أن الجيل السابق لهم تزامن نضج وعيه السياسى مع التفاؤل بآفاق السلام فى المنطقة فان هذا الجيل عاد مع أحداث التسعينيات إلى أجواء ماقبل السلام . ولذلك فان أبناءه يشكلون اليوم الكتلة الأساسية للمتظاهرين ضد إسرائيل وتأييد الفلسطينين .
أبناء هذا الجيل ـ مثل سابقهم ـ لايعرفون إلا مصر حسنى مبارك ومعرفتهم بعبدالناصر والسادات تشبه معرفتهم التاريخية بسعد زغلول ومصطفى النحاس .
والجيل الذى يمسك بمقاليد السلطة الآن فى مصر هو بالأساس جيل مابعد الضباط الأحرار وأن أخذ يستعين بالتدريج بعناصر من أبناء الجيلين التاليين له . ولكن تظل الغالبية العظمى من تلك الأجيال التالية موجودة فى الصفوف الثانية أو الثالثة ولم تأخذ بعد فرصتها للقيادة والمبادرة .
ومع أنه يصعب القول بوجود " صراع أجيال " على الساحة السياسية المصرية فى الوقت الراهن . إلا أن عمق التحديات التى تواجهها مصر والطابع المزمن لكثير من مشكلاتها والتعثر فى مواجهة كثير من تلك المشاكل والتحديات يجعل من تجديد الدم فى النخبة السياسية المصرية سواء فى مواقع الحكم أو المعارضة مطلبا حيويا . وإذا كان الجيل التالى للضباط الأحرار الممسك بزمام السلطة يحاول أن يتلافى ـ بالإنفتاح والديمقراطية ـ أخطاء الجيل السابق له فربما كان أفضل مايمكن أن يفعله ـ على طريق تلافى تلك الأخطاء ـ هو أن يفسح المجال بوعى ورحابة صدر للأجيال التالية فى اللحظة المناسبة ولايقصد حزب شباب مصر بالأجيال مجرد عناصر وأفراد من شرائح عمريه أصغر بقدر مايقصد به تعبيرهم عن فكر جديد وروح جديدة ترتبط بجيلهم الذى ينتمون إليه ذلك مطلب أساسى إذا قدر لمصر ان تنتفع بأغلى ماتملكه أى ثروتها البشرية وطاقة أبنائها الخصبة والمتجددة

6 ـ أزمة الهوية لدى الشباب

يلفت حزب شباب مصر النظر إلى أن الشباب المصرى يعانى كجماعة لها ثقافتها الفرعية من عدم القدرة على تحقيق الذات من الناحية الإقتصادية والإجتماعية والسياسية بسبب أزمة الهوية الوطنية لدى شريحة لا يستهان بها منهم مما ينعكس ذلك سلبا على المجتمع فى صورة حركات سياسية وإجتماعية تظهر فى صورة الرفض أو التمرد أو الإنسحاب فيما يعرف بالإغتراب السياسى .
وحزب شباب مصر يؤكد على أن أزمة الهوية لدى الشباب المصرى لها أسبابها التى أدت إلى تفاقمها مؤكدا على أهمية دراستها للعمل على إيجاد مخرج وحلول عاجلة لها . ومن هذه الأسباب :
أولاـ سرعة التغيير
فالعالم بصفة عامة يتغير بسرعة كبيرة . والتغير صار يشمل كل مناحى الحياة ومن ثم فان الشباب مصاب ببلبلة وتشتت وعدم القدرة على التكيف مع المتغيرات المتلاحقة على مستوى العالم . ولذلك يقترح الحزب عقد دورات صيفية للشباب منذ مرحلة الإعدادية تستهدف الإطلاع على كل مايجرى فى العالم من تغيرات . والربط بين حضارته وقيمة وعاداتة وعقيدته بهذه التغيرات ووضع الخطط التى من شأنها الإستفادة من هذه التطورات والتغيرات العالمية .
ثانيا ـ التحديث
لاشك أن الشباب المصرى يعانى من اهتزاز الهوية نتيجة التحديث والتغير الضخم الشامل فى عالم حوله . فلم يعد فى مقدور أى جماعة بأن تكون بمنأى عن هذه التطورات الأمر الذى يتطلب القدرة على التعامل بنجاح فى مجتمع شديد التغير تكنولوجيا واقتصاديا واجتماعيا ولذلك فان حزبنا يؤكد على أهمية مواكبة التحديث على كافة المستويات . ودمج ثقافة الشباب بهذه العملية بما يؤدى فى النهاية إلى دمج فئات الشباب وكافة قطاعات المجتمع
ثالثا ـ الشعارات
بعد ازدهار الصناعة والتطوير التكنولوجى زادت المشكلات الثقافية والنفسية لاسيما فى أشكال التمرد المختلفة التى انتشرت بين المثقفين من الشباب والتى تعبر عن ثورة التطلعات لديهم وكلها جميعا تصطدم على أرض الواقع ويحاولون البحث عن كل ماهو جديد من خلال صيحات وشعارات قد تكون جوفاء وقد تكون جيدة لكنها فى كل الأحوال محاولة للتمرد على الواقع الموجود حولهم . ويؤكد حزبنا على أهمية إستغلال هذه النقطة وتوظيفها بشكل يحقق المرجو من أحلام الشباب . وطموحاتهم .
رابعا ـ التشتت النفسى
لاشك أن الصراع بين الهوية القومية أو الوطنية وبين الحضارة الحديثة وقبول أو عدم قبول تقويم الحضارة الغربية للحضارة الوطنية وقيمها ورموزها وطريقة حياة الشعب قد أدى إلى تنازع الهويات الوطنية والعرقية والطائفية والعالمية لدى الشباب . ويؤكد حزبنا على ضرورة توظيف الإعلام توظيفا جيدا بما يعمل فى النهاية على توضيح كل الهويات والكشف عن ملامحها جيدا من خلال ثقافة إجتماعية يتم حقن الشباب بها .

7 ـ الهوية الوطنية لدى الشباب

يرى حزب شباب مصر أن الشباب المصرى محاط بأربعة هويات رئيسية وهى :
1 ـ الهوية العربية : وهى تلك التى ترتكز على الحدود السياسية للدولة وتبنى هذه الهوية على الإنتماء والولاء والمواطنة فى الدولة .
2ـ الهوية الوطنية : وهى تلك التى ترتكز على التماثل فى الحضارة واللغة والثقافة ومن ثم تحقيق الوحدة العربية .
3 ـ الهوية الإسلامية : وترتكز على العقيدة أكثر من الوطنية أو القومية ويميل العديد من الشباب إلى هذا الإتجاه .
4 ـ أما الهوية العالمية فانه فى ظل ظروف التحول نحو العالمية فى كافة مناحى الحياة تزداد المؤثرات الخارجية على القيم السياسية لكافة المواطنين ومن ثم الشباب لاسيما المصرى الذى أصبح فى ظل العولمة مشتتا مابين قيمة الموروثة والقدرة على التوافق مع الحضارة العالمية الجديدة بكافة جوانبها التكنولوجية والثقافية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية .
ويرى حزب شباب مصر أن هذه الأوضاع تحتم على كافة الوزارات التكاتف معا لمواجهة التناقضات الحالية بين ماهو داخلى وبين القادم من العالم الخارجى ومحاولة الإستفادة من أفضل ماهو قادم من الخارج وبما لايتعارض مع القيم الإسلامية وتنمية الرقابة الذاتية لدى الشباب وتدريبهم على أفضل الطرق للتعامل مع التطورات العالمية .

8 ـ قضية الإغتراب الإجتماعى والنفسى

يرى حزب شباب مصر أن قضية الإغتراب الإجتماعى والنفسى للشباب المصرى تعتبر بمثابة تحدى يواجه مجتمع الشباب المصرى نتيجة لتعقد الحياة وسرعة إيقاعها مما نتج عنه افتقاد الأمن والتواصل مع الآخرين وتضاؤل فرص التعبير وتحقيق الذات . ومايرتبط بذلك من شعور بالوحدة أو الخوف وعدم الإحساس بتكامل الشخصية وشعور الفرد أنه أصبح فردا بلا موقف واضح وضحية ضغوط غامضه متصارعة يعيشها المجتمع ولايجد لدى المجتمع حلا لتلك الحالة التى يعيشها مما يجعله يشعر بدعم القدرة على ضبط الأحداث والتحكم فيها وبالتالى يفقد الثقة فى نفسه وتترسخ لديه قيم السلبية والقلق والرفض .
وغالبا مايحاول التعبير عن أزمته بأى شكل من الأشكال التى قد تكون فى مظاهر العنف والتمرد أو التخريب أو الإنغلاق على الذات والوقوع فريسة لمشاعر الذنب والإنسحاب من الواقع . أوالهجرة إلى الخارج أو إلى الماضى محاولا البحث عن هوية . وهو مايتطلب تنمية الوعى لدى الشباب ومنحهم صلاحيات واسعة تنمى فيهم القدرة على مواجهة أعباء الحياة . ونرى أن هذه القضية وعلاجها لن يكون وليد يوم وليلة بل هى قضية تحتاج منا إلى جهد كبير وتحتاج إلى إفساح المجال لشبابنا منذ نعومة أظافرهم وإبعاد شبح الوساطة والمحسوبية الذى أصبح يهدد كل شئ فى حياتنا الإجتماعية . وإتاحة الفرصة للكفاءات والنماذج الجيدة منهم بما يعمل على التقارب بينهم وبين مجتمعهم وإحساسهم بأنهم جزء من هذا المجتمع .

9 ـ التنشئة السياسية لدى الشباب

يؤكد حزبنا علىأن التنشئة السياسية عملية لازمة لخلق شعور عام قوى بالهوية الثقافية والتوحد مع الجماعة القومية عبر الإنتماء والولاء والمواطنة .
والتنشئة السياسية من وجهة نظر حزبنا هى عملية مستمرة لتلقين القيم السياسية . وتشرب الإتجاهات الإجتماعات تجاه السلطة والنظام السياسى منذ الطفولة وحتى الشيخوخة بهدف تأهيلهم كى يلعبوا أدوار متعددة فى الحياة أى أن التنشئة السياسية تهدف إلى نقل الثقافة السياسية داخل المجتمع من جيل إلى جيل وتساهم فى تكوين الثقافة السياسية وتعييرها .
وهى عملية اكتساب المرء لهوية شخصية تسمح له بالتعبير عن ذاته وقضاء مطالبه وفقا لما يراه صوابا . أى أنها بمثابة عملية محدودة لسلوك الفرد السياسى سواء بقبول أو رفض النظام السياسى أو المجتمع ككل أو إحدى مؤسساته .

10 ـ التوجهات السياسية للشباب

يؤكد حزب شباب مصر على أن هناك ثقافة سياسية راسخة لدى الجيل الأكبر فى المجتمع المصرى تتجنب السياسة . وترفض مشاركة الشباب فى العملية السياسية . وفى المقابل هناك توجه سياسى إيجابى لدى غالبية الشباب الجامعى يؤكد ضرورة المشاركة . وتوجه أقل إيجابية نحو العمل السياسى بين شباب العمال ويمكن القول أن الشباب المصرى لديه توجه إيجابى نحو قيمة المشاركة يقابلها عدم توفر الأساليب والآليات التى تستوعب هذه الرغبة إلى جانب عدم ثقة الأطراف والمؤسسات القائمة . وتشير دراسة حديثة أجريت على طلبة جامعة القاهرة إلى أن 61 % من الشباب يرون أن الأسلوب الأمثل الذى يساعد الشباب على القيام بدور فعال فى المجتمع هو إتاحة الفرصة للمشاركة الفعالة . يليه عضوية الأندية السياسية والثقافية بنسبة 16% ثم الإنضمام للأحزاب السياسية بنسبة 14% . كما أنهم يفضلون الإهتمام بالشأن العام وشغل المناصب السياسية وأماكن النفوذ وأدوار الرياسة وعضوية الأحزاب وعضوية المجالس النيابية والخطابة السياسية .
ويفسر حزبنا ذلك بأن هناك رغبة فى المشاركة ولكن عدم الثقة يحول دون ذلك . فالمشكلة ليست فى نقص الوعى السياسى وإنما اللامبالاة وعدم الثقة وحالة الإغتراب السياسى والنظرة السوداء المتشائمة وافتقاد القدوة .
وتعتبر قدرة الشباب على تحمل أعباء العمل السياسى قضية خلافية بين جيل الشباب وجيل الكبار . بل إنها قضية خلافية بين أبناء الجيل الواحد حيث يؤكد 83 % من جيل الكبار ضرورة انصراف الشباب عن الإنشغال بالعمل السياسى إلى الإهتمام بمستقبلهم الدراسى والمهنى فى حين يؤكد 54 % من شباب الجامعة ضرورة مشاركة الشباب فى العمل السياسى حتى قبل انخراطهم فى مجال الحياة العملية أو الإنتهاء من عملية التحصيل الأكاديمى بينما يؤكد 33 % من الشباب العامل ضرورة المشاركة . ويؤكد ذلك أثر التعليم فى تنمية الوعى السياسى فى مقابل أثر متطلبات الحياة وضغوطها على شباب العمال التى تعوق العمل السياسى .
وبينما يؤكد 36 % و25 % من شباب الجامعة وشباب العمال ضرورة الإنتماء لأحد الأحزاب السياسية يرفض ذلك 87 % من الكبار . ولعل من مظاهر الفجوة بين جيل الشباب وجيل الكبار مايراه الشباب فى جيل الكبار من إصرار على احتكار المناصب القيادية فى المجتمع . ومايتصوره الكبار فى الشباب من عدم نضج يحول دون حسن توليهم وإدارة لهذه المناصب ودون قدرتهم على إتخاذ قرارات رشيدة فيؤكد 87 % من الكبار ضرورة ترك هذه المهام لكبار السن بينما يؤكد 42 % من الشباب قدرة الشباب على تحمل أعباء القيادة . وهى نسبة قليلة أيضا مما يشير إلى طبيعة الثقافة السياسية السائدة التى تؤكد على عامل السن كمعيار للخبرة والمشاركة السياسية .
وبصفة عامة فان الإتجاه العام للشباب نحو السلطة إيجابى إدراكا منهم لمحورية دورها فى المجتمع على الرغم من الأداء السلبى للجهاز الإدارى ومن هذه السلبيات تأثير الواسطة حيث اعتبر 61 % من الطلاب أن السبيل الأكثر فعالية للحصول على وظيفة هى الوساطة بينما رأى 20 % فقط أن الكفاءة هى المعيار مما يؤدى للقلق من المستقبل أو التغيير . ويتزايد بين شباب المعلمين الشعور بعدم الثقة أو القدرة على التغيير أو استرداد الحق من الحكومة ويشير ذلك لانخفاض مستوى المواطنة الفعالة بين شباب المعلمين مقارنة بالكبار الذين ارتفعت مستوياتهم الوظيفية وهناك بعض المؤشرات لتدنى الإنتماء بين الأجيال الشابة من المعلمين نظرا لوطأة الظروف الإقتصادية والإجتماعية والسياسية وعدم استيعابهم فى المؤسسات القائمة .
ويرى حزب شباب مصر أن الإنتماء طاقة نفسية ضرورية وعلاقة وجدانية تمكن الإنسان من التعامل مع وضع يرفضه . فقوة الإنتماء بمثابة الشرط الضرورى والمبدئى لدخول الشباب بقوة فى الحياة السياسية للمجتمع . ويؤكد حزب شباب مصر على أن التحدى الأساسى للشباب المصرى فى الوقت الراهن يتمثل فى التفاعل مع الوضع الذى يرفضه وفى نفس الوقت يحتفظ بالقدرة على الرفض فتظل له إمكانيتا الإستمرار فى الرفض والتعايش مع الواقع الذى يرفضه . ويمكن القول أن السائد بين الشباب المصرى ليس حالة اللانتماء كما يرى البعض . وانما حالة وهن الإنتماء بل إن التمرد والعنف السياسى بين الشباب الإسلامى إنما يجسد انتماءا مريضا لأنه يعبر عن رغبة فى تغيير الأوضاع العامة وأى رغبة فى التغيير تعبر عن الإنتماء حيث يكون الشباب قد خرج من ذاته الفردية واصبح أكثر اهتماما بالشان العام .
ولعل وسائل الإعلام من أبرز مكونات الوعى السياسى للشباب المصرى والذى يعتمد إلى حد كبير على وسائل الإعلام الرسمية فى تكوين وعيه السياسى . ولكن بعض الشباب يشير إلى عدم مصداقية وسائل الإعلام فى بعض الأزمات فقد كان 64 % من طلاب جامعة قناة السويس يثقون فى إذاعتى مونت كارلو ولندن أثناء حرب الخليج بينما لايثق فى إذاعة البرنامج العام سوى 2 % تقريبا
ويؤكد حزب شباب مصر على أنه قد حدث تحول إيجابى لدى الشباب المصرى بسبب الإنفتاح الإعلامى المصرى فى ظل التنافس بين القنوات الفضائية ويؤكد الحزب على أن هناك اعتماد كبيرا بين الشباب على ماتقدمه وسائل الإعلام المصرية وإن كان من العوامل التى تؤدى لذلك عدم توافر وسائل بديلة أو الإعتياد على التعرض لوسائل معينة . ويؤكد 72 % من الشباب أنهم يحرصون على مشاهدة البرامج السياسية فى التلفزيون .

11 ـ الشباب وصور المشاركة السياسية

يرى حزب شباب مصر أن ثقافة الشباب تميل بطبيعتها باعتبارها ثقافة فرعية إلى تجميع الشباب فى تجمعات غير رسمية خاصة بهم . مثل جماعات الأقران وشلل الأصدقاء . وقد تأخذ شكلا رسميا معترفا به كالمعسكرات الكشفية والجوالة ونوادى الشباب . وقد تميل ثقافة الشباب فى بعض الأحيان إلى تنظيم الشباب فى منظمات سرية أو معادية للنظام المجتمعى .
وبينما ترى الغالبية العظمى من الشباب ضرورة تكوين جماعات شبابية منظمة ومعترف بها للإفصاح عن مشكلاتهم واحتياجاتهم ومواقفهم واتجاهاتهم . فان غالبية الكبار لاترى ضرورة لتكوين مثل هذه الجماعات الشبابية . وعلى الرغم من الفكرة المبدئية عن رغبة الشباب فى المشاركة فقد تجلت ظواهر عزوف الشباب عن المشاركة السياسية فى العديد من الصور والمؤشرات . وإذا كان الطلاب عازفين عن المشاركة فى الإنتخابات الطلابية فان الشباب بصفة عامة أكثر عزوفا عن أنماط المشاركة المتعلقة بالأحزاب السياسية والجمعيات الاهلية . مع مشاركة محدودة فى التنظيمات الإسلامية وتؤدى هذه الظواهر إلى أزمة شبابية عامة تلقى بظلالها الكئيبة على مشاركة الشباب فى الحياة السياسية .
وإذا كان الشباب عازفا عن المشاركة فى الإنتخابات فان القضايا المتعلقة بالشأن العام الوطنية والمحلية لاتنال حظها المشروع من اهتماماته . ويمكن أن نلاحظ على مشاركة الشباب وإطلالاتهم العامة أما أنها شديدة الجماهيرية والعفوية كمشهدهم فى مباريات كرة القدم أو فى الحفلات الغنائية وإما أنها شديدة النخبوية تعتمد على التفوق والموهبة فى مجال ما . وبين هذين الحدين نجد الشباب جمهرة غير منظمة فى الجامعات أو شللا فى الأحياء . وفى حين ينصرف الشباب عن الأحزاب السياسية متمردين على الأطر النظامية فان لديهم اهتماما محدودا بالعمل فى الجمعيات الأهلية واهتماما أكبر بالمخيمات والبرلمانات الشبابية التى يجدون فيها الفرصة للإنطلاق والتعبير عن أنفسهم مما يعكس رغبة جامحة فى التفلت وعدم الإنتظام . يغذيه صراع الأجيال واحتكار الجيل القديم مواقع القوة والنفوذ فى جميع الهيئات والمؤسسات والجمعيات والتى يقتصر حضور الشباب فيها على مساحات محددة ومحكومة وبصورة أقرب إلى السلبية وعدم الفعل وبالتالى يغيب الشباب عن السياسة وعن القضايا العامة محل الإهتمام المشترك ويظهرون كأفراد منعزلين أو معزولين تنفعهم حريتهم فى حياتهم ومشاريعهم الخاصة ويتعاونون أو يتعاركون فى إطار شلة الأصدقاء .
ولكى يتم الإستفادة من قدرات وإمكانيات وطاقات الشباب فان حزب شباب مصر يضع شكل وصور وأبعاد مشاركة الشباب سواء فى التصويت الإنتخابى أو عضوية الأحزاب والإتحادات الطلابية أو الترشيح للمناصب العامة.
أولا ـ المشاركة فى الإتحادات الطلابية :
يؤكد حزبنا أن حوالى 66 % من الطلاب فى الجامعات لم يشاركوا فى الإنتخابات الطلابية مطلقا . وقد أظهرت كافة الدراسات المعنية أن حوالى 46.8 % من الطلاب لايؤيدون ممارسة النشاط السياسى من خلال الإتحادات الطلابية . ويرى الخبراء والمهتمين أن هناك ضعفا شديدا فى إقبال الطلبة على ممارسة الأنشطة فى الإتحاد . فهناك عشرة آلاف طالب فقط يمارسون الأنشطة من خلال الإتحاد من أكثر من 120 ألف طالب .
وتشير الأبحاث المهتمة إلى أن 91 % من الطلاب لايشاركون فى المنتديات الفكرية أو الثقافية أو السياسية . ويعتبرون أن أسباب عدم مشاركتهم فى انتخابات الإتحاد تتمثل فى الإنشغال بالدراسة وضيق الوقت بسبب نظام التيرم وعدم الإهتمام بالعمل العام . وعدم تعبير الإتحاد عن مطالب واهتمامات الطلاب وتركيزه على الأنشطة التافهة كالحفلات والرحلات . كما أنه لاتوجد جدوى حقيقية للإتحاد واستخدامه كأداة للصراع الحزبى والسياسى.
كما تقلصت أعداد المرشحين بسبب الشطب التى تطول الطلاب الذين يمارسوا النشاط الطلابى أو الذين تم توقيع عقوبات تأديبية عليهم كما يجرى شطب طلاب من المنتمين إلى إتجاهات سياسية معينة .
ويلاحظ التباين الواضح بين المشاركة الشبابية الواسعة فى المظاهرات المؤيدة للإنتفاضة الفلسطينية . وبين ضعف المشاركة فى التصويت الإنتخابى نظرا لعدم الثقة فى العملية الإنتخابية والمؤسسات المعبرة عن الشباب . فالإتحادات الطلابية صارت مجرد ديكور شكلى لاتمارس وظائفها ولاتؤدى أدوارها . أما المظاهرات فهى مؤقتة بطبيعتها ولكنها تعكس مشاعر وطنية جارفة تبدو بقوة فى لحظات معينة أكثر ارتباطا بموضوع الصراع الإسرائيلى .
وفى الحقيقة فان التطور الأكثر أهمية فى الصورة الجديدة للعمل الطلابى هو تفجر المظاهرات التلقائية بخصوص قضايا طلابية . وانتشار العنف والبلطجة بين الشباب . ولقد تراجعت السياسة لصالح الخدمات وتراجع دور التنظيمات لصالح الدور النقابى والخدماتى ثم تراجع الدور النقابى لصالح الترفيه والرحلات .
ومن هذا المنطلق يرى حزبنا أنه لابد من إعادة الروح مرة أخرى فى الإتحادات الطلابية وإلغاء آلية الرقابة الداخلية للإتحادات وإطلاق العنان لتحرك الطلاب على كافة المستويات بما فيها المستوى السياسى بحيث تتحول الإتحادات الطلابية إلى مدرسة يتعلم فيها الطلاب كافة فنون العمل العام . والتدريب على أن يضطلعوا بمهام المستقبل . وهو أمر سوف يفيدنا مستقبلا بدلا من ترك الطلاب نهبا لتيارات سياسية قد تتبنى العنف سبيلا لتحقيق أهدافها مستغلة فى ذلك الفراغ السياسى الموجود على الساحة . كما يؤكد حزب شباب مصر على ضرورة ألغاء نظام التيرم فى الإمتحانات بما يتيح للطلاب مرة أخرى العمل العام . ورفع كافة القيود المفروضة على العمل الطلابى . وعدم السماح لإدارة الجامعة أو الأمن بالتدخل فى أى نشاط طلابى . أو أى إنتخابات طلابية داخل الجامعات أو داخل المدارس .

ثانيا ـ الإشتراك فى التصويت السياسى :

تشير الإحصاءات والأرقام الرسمية بأن 87 % من الشباب لايملكون بطاقة إنتخابية . كما أن حوالى 79.8 % من الشباب لم يشاركوا فى الإنتخابات البرلمانية لعام 1990 . وقد بلغت نسبة الذين شاركوا فى الإنتخابات البرلمانية لعام 1995 من الشباب ( أقل من 30 سنة ) 20.5 % من إجمالى الناخبين .
وتشير البيانات الصادرة عن مراكز بحثية مهتمه أن 5 % فقط من طلاب كلية الإقتصادية والعلوم السياسية يصوتون فى الإنتخابات العامة و23 % منهم لديه بطاقة إنتخابية . ونسبة الشباب الذين لايثقون فى إشراف الشرطة على الإنتخابات تتعدى 86 % .
وتعد مشاركة الشباب فى بعض النقابات المهنية ضعيفة . فشباب المعلمين أقل مشاركة من نظرائهم من الكبار . و37 % منهم يندرجون بالفئة الدنيا من المشاركة و36 % فى الفئة المتوسطة و27 % فى الفئة العليا .
ويرى حزبنا أنه من المهم إعادة الثقة المفقودة بين الشباب وبين مؤسسات الدولة المعنيه . بما يجعلهم فى النهاية عنصر إيجابى فى كافة الإنتخابات التي تجرى بالدولة على أى مستوى وفى أى مؤسسة سواء كانت إنتخابات عامة أو إنتخابات خاصة باتحادات الطلاب . لأن سلبيتهم تنعكس على كل ملامح المستقبل . ويحصد الجميع ثمار هذه السلبية .

ثالثا ـ الشباب والأحزاب :

يؤكد حزب شباب مصر أن نسبة المشاركين فى الأحزاب السياسية من الشباب لا تتعدى 9 % مما يوضح عزوف الشباب عن الإنضمام للأحزاب السياسية . و 80 % من المشاركين فى الأحزاب يرفضون الترشيح عن الحزب . مما يدل على أن مشاركتهم صورية قد تجبرهم عليها أوضاع إجتماعية معينة ورغم هذه الأرقام إلا أن 80 % من الشباب يفضلون وجود أحزاب سياسية . و58 % منهم يفضلون أحزاب المعارضة على الرغم من رفضهم الإنتماء إليها . ويرى الشباب أنه ليس لهم مكان فى الأحزاب ويشيرون إلى سيطرة الشيوخ ومن هم فوق سن الستين على المناصب القيادية وعدم تواجد لجان شبابية للأحزاب داخل الجامعة . وفشل الأحزاب فى تعريف الشباب بها . ويشير الشباب إلى بعض إيجابيات الأحزاب مثل الكشف عن الفساد وإثراء الديمقراطية .
ويؤكد حزبنا على أن الأجواء داخل الأحزاب المصرية تدعو للإحباط وتشبه إلى حد كبير حالة " موات " . ومنذ فترة طويلة يحجم الشباب عن المشاركة فى العمل الحزبى . على خلاف النجاح الذى أحرزته التيارات الإسلامية خلال العقدين الماضيين فى استقطاب قطاعات معينة من الشباب .
وتخلو البنية الداخلية للأحزاب من التجديد والحيوية اللذين يدفعانهما فى جسد أى عمل سياسى أو إجتماعى . وتسيطر كوادر كبيرة فى السن وقديمة فى طرحها السياسى والعمل التنفيذى على مجريات العمل فى الأحزاب المصرية التى غاب عنها الشباب الذى يمثل القوة الدافعة لأى عمل سياسى فأضيفت مفردات جديدة إلى قاموس السياسة المصرية . مثل صراع الأجيال وتغييب الشباب وعصر الشيوخ .
وإذا كانت الأحزاب لم تنجح فى الوصول لقطاعات شبابية واسعة فان للمسألة أسبابا تتعلق بالأحزاب وبالشباب أنفسهم . وبالعملية السياسية فى مصر برمتها . فبالنسبة للأحزاب لايمكن إدعاء أن الأحزاب فعلت كل ماهو مطلوب منها موضوعيا فى نطاق الشباب ولابد أن هناك تقصيرا ربما يكون موجودا بحكم ظروف نشأة الأحزاب نفسها . أو نموذج العمل الحزبى فى مصر حديثا لأن العمل الشبابى ظل لفترة طويلة فى إطار التنظيم السياسى الواحد وفى إطار مجموعة من الشعارات والأهداف القومية العامة التى كان الشباب كلهم يحتشدون من أجلها . ولم تأخذ تجربة دخول الشباب الأحزاب باختياراته الشخصية ووفقا لقناعاته الفكرية والسياسية الحيز الزمنى أو المدى الزمنى المناسب لها .
وتقتصر مشاركة الشباب على مجموعات نخبوية من الشباب فلا نستطيع القول أن شباب الفلاحين أو شباب العمال لديهم الإستعداد للممارسة السياسية من خلال الأحزاب بنفس درجة الإستعداد لدى طلاب الجامعة أو الشباب المنتمى للنقابات المهنية أو الخريجيين . فهذه الشريحة هى الأكثر فاعلية ولو رصدنا هذه الشريحة سنجد معوقات كثيرة تمنعها من التواصل مع الأحزاب منها على سبيل المثال قرار سياسى بمنع ممارسة الأحزاب لنشاطها داخل الجامعات أو بين صفوف الطلاب مما يحرم الأحزاب من العمل وسط قطاع عريض من الشباب فى سن حساسة جدا من 18 إلى 22 سنة هى المرحلة التى يمكن فيها تشكيل وعى ووجدان الشباب والتأثير فيه فيما عدا بعض المحاولات الفردية بين الحين والآخر التى تتم مع العناصر الشبابية التى تتجه وحدها وباختيارها إلى الأحزاب والعمل السياسى من خلالها .
ويجب أن نعترف بأن السبب فى عدم التواصل بين الأحزاب والشباب يكمن فى خطاب الأحزاب نفسه . فالأحزاب لاتملك خطابا قادرا على التواصل مع الشارع المصرى لأنه خطاب تقليدى وقديم أصابته الشيخوخة منذ فترة بعيدة فالأحزاب سلفية وتطرح قضايا سلفية وينعكس ذلك بوضوح على علاقتها بالشباب الذين يريدون خطابا جديدا يتعامل مع مشكلاتهم الجديدة ومع العصر ومع المستقبل .
ويؤمن حزب شباب مصر بضرورة إطلاق العنان لتأسيس الأحزاب بشكل أكثر مرونة ويتفق مع متطلبات وروح العصر . من خلال تأسيس الأحزاب باخطار لجنة شئون الأحزاب فقط . على أن يترك للشارع المصرى عملية تقييم كل حزب بنفسه . وهو ماسوف يؤدى إلى وفاة الأحزاب الهامشية تلقائيا دون الحاجة إلى تدخل من قبل المؤسسات المعنية .

رابعا ـ الشباب وتجديد النخبة :

كانت فى مصر مؤسسات سياسية مسئوليتها التنشئة السياسية وتنمية الولاء الوطنى والقومى وتربية الشباب على دافع الخدمة العامة . وكان من أهم هذه المؤسسات منظمة الشباب ـ بصرف النظر عن مدى ديمقراطيتها ـ والإتحادات الطلابية . وكانت منظمة الشباب تابعة لأمانة الشباب فى الإتحاد الإشتراكى فى تسلسل قيادى وشبكة تنظيمية مكنت من الربط بين كل فئات شباب مصر من الطلاب وشباب العمال والحرفيين وشباب الفلاحين . وقد تم التخلص منها فى منتصف السبعينيات وبعد إلغاء الإتحاد الإشتراكى وتأسيس الأحزاب لم يعد فى مصر مؤسسة وطنية تتولى مسئولية التنشئة السياسية والثقافية لشباب مصر . فجاء الدور على الإتحادات الطلابية التى أثبتت جدارة عالية من الوعى الوطنى فى الحركتين الطلابيتين عامى 1968 و 1972 . وأثبت الطلاب من خلال تنظيمهم الطلابى أنهم أهل للمسئولية وانهم على درجة عالية من الوعى والإنتماء الوطنى . وكانت للطلاب قيادة طلابية عليا ممثلة فى الإتحاد العام لطلاب الجمهورية الذى كان يضم خمسة أفراد من اتحاد طلاب كل جامعة فى مصر يتم انتخابهم فى المؤتمر العام السنوى لإتحاد طلاب الجمهورية . الذى كان يربط كل الإتحادات الطلابية فى الجامعات المصرية . ولدوافع أمنية تم تصفية العمل الطلابى وبالذات العمل السياسى فى الجامعات وتحويل الإتحادات الطلابية إلى مجرد منتديات للأنشطة بصدور لائحة عام 1979 .
ويؤكد حزبنا أنه لابد من وجود مؤسسة عليا تضطلع بالإشراف على عملية التنشئة السياسية للشباب . تكون مهمتها وضع البرامج السياسية والإجتماعية والإقتصادية التى تعمل على دعم هذا التوجه . ويكون أعضاء هذا المؤسسة مختارين بالإنتخاب من قبل الأحزاب والنقابات والمدارس والجامعات بحيث يكون كل قطاع ممثل بها .

خامسا ـ عنف الشباب :

يمثل الشباب العنصر الهام لأعمال الإحتجاج الجماعى والعنف السياسى وإذا كان السلوك التظاهرى هو الغالب على النشاط الطلابى فان فئات من الطلبة مارست إلى جانب المظاهرات المحدودة بعض أعمال الشغب والإضرابات والإعتصامات . ويوضح حزب شباب مصر سمات النشاط الطلابى الإحتجاجى أهمها :
ـ بروز دور الطلبة فى جامعات العاصمة بخاصة القاهرة وعين شمس والأزهر .
ـ العفوية والإستقلالية بخاصة فى أعمال الإحتجاج والمظاهرات الكبرى نسبيا مثل مظاهرات حرب الخليج الثانية 1991 والحرم الإبراهيمى 1994 وجامعة الأزهر 2000 والإنتفاضة الفلسطينية عام 2002 . أما الأعمال الجزئية والمحدودة فقد مارستها فئات من الطلبة تحت لافتات وشعارات سياسية وفكرية مختلفة .
ـ يتزايد حجم المشاركة الطلابية فى القضايا ذات الدلالات الوطنية والقومية والإسلامية .
ـ تراجع الإهتمام بقضايا الحريات والديمقراطية .
ـ أغلب القوى التى مارست الإحتجاج والعنف غير مستوعبة فى إطار المؤسسات والتنظيمات السياسية والنقابية والطلابية الرسمية القائمة .
ـ يمكن أن تزداد فعالية وخطورة الحركة الطلابية إذا التحمت وتفاعلت مع قوى وفئات إجتماعية أخرى كالعمال ولذلك تحرص أجهزة الأمن على محاصرة المظاهرات داخل أسوار الجامعات . وعلى الرغم من أن الطلبة يمتلكون القدرة على رفع راية الرفض والإحتجاج فى وجه المجتمع . وقد يشكلون فى بعض الفترات تحديا خطيرا إلا أنهم لايستطيعون طرح بديل بحكم صغر السن والمثالية وعذرية الخبرة . فضلا عن أن عملية طرح بديل للأوضاع التى يرفضونها تتطلب حركة سياسية منظمة لها تصورها الفكرى وكوادرها القيادية وأطرها التنظيمية وبرامجها السياسية . وعندها يمكن للحركة الطلابية أن تنخرط فى إطارها .
ولذلك فان حزبنا يؤكد على ضرورة إستيعاب قدرات الشباب فى قنوات شرعية أفضل من تركهم نهبا لكافة القوى غير الشرعية . خاصة مع ترصد قوى خارجية لجبهة مصر الداخلية ومحاولة إستقطاب فئات الشباب تحديدا كما لاحظنا من خلال تكشف شبكات التجسس التى كان معظم أفرادها من شباب حاول ممارسة دوره فلم يجد ثمة قناة شرعية لها مطلق الحرية فى التحرك .وهذا لن يحدث هو الآخر إلا مع إطلاق العنان لكافة الحريات ورفع كافة القيود التي تحاصر الأحزاب وكافة التيارات والقوى السياسية الموجودة على الساحة .

سادسا ـ مراكز الشباب :

لعل الوحدة الأساسية للإعداد للشباب هى تلك الشبكة الهائلة من مراكز الشباب المنتشرة بطول مصر وعرضها التى يبلغ عددها أربعة آلاف مركز ربما تكون هى الشبكة الإجتماعية الثانية من ناحية الكثافة بعد شبكة المساجد . ولكن هذه الكثرة العددية تعانى من مشاكل مادية وإهمال . ويمكن أن تكون مراكز الشباب مكانا للإعداد السليم فى المجالات الرياضية والإجتماعية والعلمية والمعرفية والسياسية . وفى الواقع فان التربية السياسية التى يمكن أن تسهم فيها مراكز الشباب يمكن أن تنبت شبابا متسامحا وقادرا على الممارسة الديمقراطية من خلال الحوار الحر والمتاح لكل الأحزاب والقوى السياسية الشرعية فى المجمتع . ويمكن أن يحدث ذلك من خلال ضمان نزاهة انتخابات مراكز الشباب وإقامة برلمانات شبابية لمناقشة مشاكل وهموم الشباب . وتمكينهم من ممارسة حقهم فى الإختيار وصنع القرار وتنفيذه .
ولكن مراكز الشباب تعانى من عدة مشاكل تعوق عملية المشاركة منها بروز دور العصبيات واقتصار العضوية على من هم فوق سن الواحد والعشرين عاما وعدم تواجد أعضاء المجلس بشكل فعال بمراكز الشباب . والأزمات المالية المستمرة . ولذلك فان حزب شباب مصر يؤكد على ضرورة بحث هذه المشاكل والعمل على سرعة تلافيها . وتحويل مراكز الشباب من مجرد مقار تحتوى على بعض الملابس وصالات البولينج والتنس إلى مقار فاعلة . ومدارس حقيقية لتخريج شباب قادر على ممارسة دور فاعل فى المجتمع . ومقار تواصل بين شباب الجمهورية من خلال تنظيم المسابقات الرياضية والثقافية والحفلات والمنتديات . مع العلم بأن المسؤليين لايتوانون عن إطلاق التصريحات التى تؤكد على أن مراكز الشباب تقوم بهذه الأدوار التى يشير إليها حزبنا . لكن حزب شباب مصر يؤكد على أن هذه الأنشطة هى فى الأساس أنشطة ورقية أكثر منها أنشطة فعلية . وأن مايحدث من أنشطة لايتجاوز الورق . نظرا لإنعدام الرقابة على أنشطة هذه المراكز . وهو مايتطلب رقابة فعالة على هذه المراكز .
وينتهى حزب شباب مصر بعدما طرحه السابق على أن مشكلة عزوف الشباب عن السياسة تعود إلى أسباب عديدة ومتشابكة . وقد صار الهم الأساسى له بعد التخرج من الجامعة البحث عن عمل والطالب الجامعى مهموم فى فترة الإجازة بالبحث عن أى عمل يوفر له بعض المطالب المادية أثناء فترة الدراسة . وبالتالى فان العمل السياسى بالنسبة له يعتبر نوعا من الرفاهية التى لايستطيع القيام بها فيدخر وقته وجهده لشئ آخر أهم بالنسبة له . من ناحية أخرى حدث تغير فى الشباب المصرى بالمقارنة بجيل السبعينيات وبداية الثمانينيات حيث انحدر معدل الإهتمام بالحياة السياسية والعمل السياسى نتيجة لتزايد التنافس على القيم المادية والمظاهر كتوجه عام فى المجتمع . مع ازدياد الصراع بين التيارات السياسية والفكرية خصوصا الإسلامية والعلمانية كما أصبحت حرية الفكر والإعتقاد محل شكوك عديدة كما أن التعليم يساهم باشكالياته المختلفة فى عرقلة إمكانيات تحقيق المشاركة . وقد صار من الخطورة بمكان استمرار حظر العمل السياسى والحزبى داخل الجامعة وهو الموقف الذى يستند إلى تبرير مؤداه ضرورة الفصل بين التعليم والسياسة وبين التعليم والأحزاب حتى يمكن لمؤسسات التعليم أن تنهض بوظيفتها الرئيسية فى نشر العلم . وهناك اتجاه رسمى يؤيد تشجيع العمل السياسى للطلبة بمعناه الثقافى ويرفض العمل الحزبى . وذلك من خلال دعم الثقافة السياسة للطلاب ورفع مستوى وعيهم بالأحداث والتيارات السياسية وتخشى إدارة الجامعة من الصراعات السياسية والحزبية وإمكانية التأثير على صغار الطلاب . كما تبغى هذه الرؤية عزل النشاط الطلابى عن الأحزاب كى لاتصبح الجامعة مسرحا للتنافس والصراع الحزبى من أجل السيطرة على النشاط الطلابى .
وإذا كان هذا التوجه مع السماح بالنشاط الثقافى ـ السياسى النظرى فان الخبرة الواقعية تؤكد تدنى الثقافة السياسية لدى طلبة الجامعة . كما أن الإتحادات الطلابية قد أصابها الجمود واصبحت مجرد شكل أو هيكل من دون مضمون حقيقى فانصرف عنها الطلاب مما يؤدى فى النهاية إلى بروز تنظيمات وقوى سياسية تعمل من خارجها .
ويؤكد حزب شباب مصر على رفضه الفصل بين التعليم والسياسة . لان ذلك معناه مصادرة حق الطلاب فى الإهتمام بالشؤن العامة ويضعف إنتماءهم الوطنى .
وفى ظل هذا الوضع تصبح السياسة فى خطر فان امتنع الشباب عن المشاركة فى صياغة تصوراتهم وأحلامهم العامة . وأمسك عن إبداع وتطوير أشكال تترجم هذه التصورات إلى واقع غدت السياسة مهددة : لأنها تبقى بين أيد قديمة لم تتجدد وتبقى رهينة عقلية وأطر لم تستوعب روح العصر . كما يتولد عن هذا الغياب بروز الفئات الرافضة التى تنحو نحو السلبية والإنعزال وتقف موقف المتفرج من قضايا الأمة ومشاريع النهضة والتنمية أو الفئات التى تنحو نحو أساليب الإرهاب والعنف والقتل . مما يعنى أن هناك حاجة ماسة لجذب هذه الفئات على اختلافها إلى مربع الإصلاح وإعطائها حق التعبير عن رايها من خلال القنوات الشرعية .
ولعل الكثير من الظواهر السلبية فى المجتمع يمكن تفسيرها فى ظل هذا الإطار فهجرة الكفاءات إلى الخارج تكون بسبب الفساد السياسى واسلوب التجنيد للمناصب الذى يقوم على الولاء الشخصى . ومشكلة غياب الصف الثانى من الشباب الذين يصلحون لتولى المناصب الهامة بسبب غياب السياسة . وعدم وجود اتحادات طلابية يمارس فيها الشباب الأنشطة السياسية .
والسؤال الذى يطرح نفسه الآن وبعد كل ماسبق :
هل إنتهت علاقة شباب مصر بالسياسة نتيجة كل ماسبق؟
يؤكد حزب شباب مصر على أنه من الصعب النظر إلى أحوال الشباب وأحوال السياسة فى مصر فى الألفية الثالثة مثلما كنا ننظر إليها طوال القرن الماضى . فاذا قلنا أن شباب اليوم ليس هو شباب الأمس . وأن اهتمامات من يعيش ثورة المعلومات وثقافة البريد الالكترونى ليست هى اهتمامات وثقافة من عاش عصر " الإستقلال التام أو الموت الزؤام " . فإنه من المؤكد أن السياسة فى نفس هذا العصر تختلف أيضا عن السياسة فى العصر الماضى .
وإذا كانت السياسة ومفاهيم العمل السياسى قد تغيرت فى عصر العولمة . فان بقاء العمل السياسى فى بلادنا حكرا على الجيل والمفاهيم القديمة أضر ليس فقط بالسياسة إنما أيضا بتفاعل الشباب معها .
وإذا عدنا إلى بدايات هذا القرن ونظرنا تحديدا إلى علاقات الشباب بالسياسة منذ ثورة 1919 وحتى بداية العقد الماضى سنكتشف أن هناك خيطا رفيعا ممتدا ربط بين هذا الشباب والعمل السياسى رغم الإختلاف الشديد فى الظروف التاريخية وفى نظم الحكم .
وفى الحقيقة أنه يمكن القول أن هذا الجيل عاش عصر الأيدلوجيات والأحلام الكبرى على مدار مايزيد عن نصف قرن . فكان يكفى الشاب أن يكون " وطنيا " حتى يكون منغمسا حتى النخاع فى العمل السياسى . وكان يكفى أن يكون معاديا للإحتلال البريطانى حتى يجد عشرات التنظيمات العلنية والسرية القادرة على توظيف طاقته الوطنية فى النضال السياسى . وقد كان منطقيا ومشروعا فى ظل الإحتلال البريطانى المباشر لمصر أن تكون قيمة الإستقلال والتحرر قادرة فى حد ذاتها على التعبئة وعلى الحشد السياسى بصرف النظر عن واقع تلك التنظيمات السياسية الحاملة لراية الإستقلال حيث مثل فى حد ذاته قيمة كبرى . وأيضا حلما كبيرا غابت معه تفاصيل كثيرة وبدا وكأنه يحمل الحلول السحرية لكل مشكلات مصر وأزماتها .
وعندما جاءت ثورة يوليو 1952 وأعلنت النظام الجمهورى فى مصر وخاضت معركة الإستقلال والتحرر بنجاح ملحوظ أقامت مثلها مثل الغالبية الساحقة فى بلدان العالم الثالث الخارجة من تحت نير الإستعمار نظاما سياسيا قائما على الحزب الواحد . حيث رفضت نظريا وعمليا فكرة التعددية الحزبية . وقد تفاعل الشباب معها تفاعلا إيجابيا ومثلت قيادة الرئيس جمال عبد الناصر التاريخية عنصر جذب للغالبية العظمى من أبناء الشعب المصرى وعلى رأسهم الشباب .
وقد حرص الشباب القومى والناصرى طوال ذلك الوقت على التأكيد بأنه ينتمى إلى أيدلوجية ملتصقة بالواقع وتؤمن بالرسالات السماوية وليست " مستوردة " من الخارج .
وقد اتضح الدور السياسى للشباب الذى تربى فى عصر الثورة وتنظيماتها فى أعقاب هزيمة 1967 حين تمرد جيل كامل من طلاب الجامعات على كثير من مثالب النظام القائم . وقام بمظاهرات عارمة اجتاحت الجامعات المصرية وبصورة لم تشهدها منذ إنطلاق الثورة بالإحتجاج فى البداية على ضعف الأحكام الصادرة بحق كثير من القادة العسكريين المسئوليين عن الهزيمة وانتهت إلى المطالبة باجراء إصلاحات ديمقراطية وسياسية داخل النظام تمحورت حول المطالبة بالتعددية الحزبية وإستقلالية العمل النقابى واحترام حرية الرأى والتعبير إضافة إلى حرية الصحافة .
ولعل المفارقة تبدو هائلة حين نجد أن بعض رموز هذا الجيل التى بدأت فى أقصى اليسار عادت فى عصر العولمة ووقفت فى أقصى حدود اليمين فى تحول هائل بدا أن القاسم الوحيد فيه هو التطرف يسارا أو يمينا والعداء للثورة إما بالمزايدة عليها يسارا فى الستينيات أو بالتنصل من إنجازاتها فى التسعينيات .
ومع ذلك فقد نجحت قطاعات يعتد بها من هذا الجيل فى إعادة صياغة أفكارها " الثورية " الأولى بشكل عصرى جديد تجاوزت فيها تقسيماتها الأيدلوجية الضيقة وثناياتها المطلقة ودون أن تفقد فى نفس الوقت جوهر المعانى وقيمة الخبرات التى اكتسبتها .
وعلى الرغم من أن هذا الجيل إجمالا كان من أكثر أجيال مصر خبرة سياسية إلا أنه فى نفس الوقت تعرض لاستبعاد واضح من الحياة السياسية ومن التأثير السياسى داخل النخبة الحاكمة وظل ينظر إليه باعتباره معارضا .
وقد إستمرت حالة الإستقطاب السياسى والأيدلوجى فى مصر طوال عقدى الثمانينيات والتسعينيات وفق ثنائيات النصوص الأيدلوجية والعقائدية الكبرى التى فصلت بين التقدميين والرجعيين . والشيوعيين والناصريين . والإسلاميين والليبراليين .
وقد ظهرت على الساحة الطلابية المصرية عقب حرب 1973 وبدء الرئيس الراحل أنور السادات سياسة الإنفتاح الإقتصادى أندية اليسار فى الجامعات المصرية فكان نادى الفكر الناصرى الذى تاسس عام 1974 تعبيرا عن التيار الناصرى وكان نادى التقدم الإشتراكى الذى تأسس بعده بقليل تعبيرا عن القطاع الأكبر من التيار الماركسى . واخيرا كانت الجماعات الإسلامية التى تنامى دورها بعد أحداث 18 و 19 يناير 1977 تعبيرا عن التيار الإسلامى فى مجمله .
وقد استمرت تيارات النصوص الأيدلوجية فى لعب دور رئيسى فى تعبئة طلاب الجامعات المصرية وشبابها طوال عقدى السبعينيات والثمانينيات وكان المدخل إلى الفعل السياسى يتم عبر الإنتماء إلى أحد التنظيمات السياسية ذات الخطاب الأيدلوجى الناصرى أو الماركسى أو الإسلامى وبقى اليمين الليبرالى فى مصر غير قادر على إحداث نفس تلك التعبئة الأيدلوجية فى صفوف طلاب الجامعات .

12 ـ معوقات المشاركة السياسية للشباب

يرى حزبنا أنه لابد من الإعتراف صراحة بوجود أزمة عميقة يمر بها المجتمع المصرى ومركبة أيضا وحادة . ويرى أن استمرارها لايمكن أن يؤدى إلا إلى الإنفجار بشكل يهدد الأوضاع برمتها . ويؤكد حزب شباب مصر على أن أزمة المجتمع المصرى تتكون من عدة أزمات فرعية :
‍1 ـ أزمة إقتصادية : ( المديونية والتبعية الإقتصادية وتدهور مستوى المعيشة .. الخ ) .
2 ـ أزمة إجتماعية : ( مشكلة الإسكان والإزدواجية بين الريف والمدينة وتزايد الهوة بين الطبقات . وتخلخل نظام القيم . وغياب القدوة وتفشى الفساد السياسى والأدارى .. الخ ) .
3 ـ أزمة سياسية : ( عدم تمكن بعض القوى الإجتماعية الفاعلة من التعبير عن نفسها بشكل رسمى . وتذبذب العلاقة بين الحكومة والمعارضة . وعدم الإكتراث السياسى . ووجود ترسانة من القيود والقوانين المقيدة للحريات .. الخ ) .
4 ـ أزمة ثقافية وسلوكية : بالإضافة إلى تدهور الأداء فيما يتعلق بالمشكلات اليومية للمواطن مثل المواصلات والمرافق والصرف الصحى والأسعار .. الخ ).
ويرى حزب شباب مصر أن هناك نوعين من المعوقات التي تحول دون مشاركة المصريين فى العملية السياسية وفى المقدمة منهم الشباب وهى معوقات عامة وأخرى خاصة .

أولا : المعوقات العامة :
1 ـ عند استقرائنا للدستور وخاصة البنود الرئيسية التى تمس المشاركة السياسية يمكن ملاحظة أن الدستور تبنى عملية المشاركة السياسية الشعبية من خلال إقرار المساواة بين المواطنين فى الفرص السياسية أولا . وإعطاء حرية العمل الجماعى على مستوى الأحزاب والمنظمات والجمعيات ثانيا . وأخيرا جعل السيادة ملكا للشعب . ولكن عند تحليل الأمر الواقع نرى ان عملية اتخاذ القرار وتركيز السلطة السياسية ترتبط بيد حاكم وجماعة صغيرة من المريدين والتابعين . والتى تقرر بدورها الشكل الذى تراه مناسبا لمشاركة المواطنين فى الحياة السياسية وليس أمام الشعب سوى قبول القيادة السياسية والإمتثال لتوجيهاتها ويعكس شكل المشاركة السياسية النموذج البطريركى حيث يتجه القرار من أعلى إلى أسفل ولايسمح بالرأى المخالف إلا فى حدود ضيقة . لأن القيم الثقافية التى تتحكم فى عملية اتخاذ القرار هى نوع من القيم العمودية التى تبارك التأييد وتحث على التضامن .
ولذا يمكن القول إن المواطنين لايملكون إمكانات الضغط والإستحواذ على وسائل السلطة الأمر الذى أدى إلى تهميش دورهم وتحويلهم إلى تابعين للسلطة وليس محركين لها . وهذا أول معضلة وأزمة فى المشاركة السياسية إذ لايمكن أن يبدأ ويستمر عطاؤهم إلا عندما يصبح فى قدرة الإدارة الشعبية توجيه الإرادة السياسية .
2 ـ تتصف البنية السياسية بغياب أو ضعف مؤسسات المشاركة السياسية كالمجالس النيابية والاحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية . فالبرلمانات شكلية لاتكاد تزاول دورها التشريعى والرقابى واعضاؤها " نواب خدمات " تشغلهم المصالح الذاتية والفئوية . وسلوكهم التصويتى مع ماتريده الحكومة وإذا تصادف وجود مجلس نشط يغلب أن يكون مصيره الحل . وعلى الرغم من التعددية الحزبية فى النظام السياسى المصرى إلا أنها تنظيمات تنقصها الديناميكية السياسية والوظيفية فى الربط الحقيقى بين النخبة والجماهير . فهى محاصرة بقيود قانونية وعملية تجعلها أقرب إلى نظام الحزب الواحد . كما أنها تفتقد الممارسات الديمقراطية على صعيدها الداخلى وفى علاقاتها ببعضها البعض وبالجماهير . وفيما يتعلق بالمنظمات الجماهيرية يلاحظ أنها لاتتواجد فى الأساس وفى حالة تواجدها يغلب أن تفقد حرياتها الأساسية وتعانى من ضعف التأثير بسبب دورانها فى فلك الحكومة أو الحزب الحاكم وضيق قاعدة العضوية أحيانا .
وتؤكد الخبرة العملية أن هذه المنظمات فى معظمها ليست مدرسة للديمقراطية بل هى مؤسسات وظيفتها تقديم خدمات للأعضاء .
ويرى حزب شباب مصر أنه لابد من تفعيل الدور الرقابى والتشريعى الذى تمارسه المجالس النيابية بشكل يتفق والتغيرات الحادثة فى العالم المحيط بنا . ورفع كافة القيود التى تحد من حركة كافة منظمات العمل الأهلى والسياسى.
3 ـ الأمية : تعتبر مشكلة الأمية مشكلة ترتبط بالبنية الإجتماعية / السياسية للدولة فهى من أخطر المشكلات التى تعانى منها مصر . خاصة وهى تعمل جاهدة بقدر إمكانياتها وطاقاتها وإمكانياتها للتخلص من دائرة التخلف لكى تلحق بركب المجتمعات المتقدمة .
ويؤكد حزب شباب مصر إلى أنه لاسبيل أمام مصر لتنمية مواردها البشرية ومن ثم تحقيق معدلات عالية من التنمية إلا من خلال المواجهة الشاملة لمشكلة الأمية . والتى تعد من أعقد المشكلات التى تواجه خطط التنمية لمالها من ابعاد ومحاور متشابكة اجتماعية واقتصادية وسياسية .
وطبقا لإحصاء اليونسكو لعام 1990 فان نسبة 49 % من إجمالى عدد البالغين من 15 سنة فما فوق أميون وكذلك أشار منتدى الفكر العربى الذى عقد ندوة فى مايو 1990 بعمان إلى أن نسبة الأمية لم تنخفض عن 50% وهى ترتفع بين الإناث لتصل إلى 70 % وقد اعتبرت القيادة السياسية فى مصر العقد التسعين عقد المواجهة للأمية فى مصر . وعلى الرغم من كثرة الجهود التى بذلت فى مكافحة الأمية . إلا أنه مايزال هناك معاناة من هذه المعضلة .
ويؤمن حزبنا بأن الأمى مواطن فقد حقا من حقوقه الأساسية المكفولة له دوليا فى حقوق الإنسان بحرمانه من التعليم ثم هو يفقد تبعا لذلك كثيرا من حقوقه الإجتماعية والسياسية . فيحرم من الإسهام فى الحياة العامة سواء فى المشاركة الفعالة فى مجال الإنتاج أو فى المجال السياسى وفى تكوين الرأى العام وصنع القرارات .
ويعرب حزبنا عن أسفه فى نفس التوقيت لكل الخطط التى تم وضعها من قبل لعلاج هذه المشكلة الخطيرة بعد أن أثبتت الوقائع فشلها وتأكد للمسئولين ولكافة الجهات المعنية أنه تم إنفاق ملايين الجنيهات والكثير من الجهود دون طائل وبلا أى فائدة . ويقترح فى هذا الصدد إشتراط تعليم ومحو أمية عشرين مواطن لكل شاب يتم إختياره لوظيفة ما سواء فى القطاع العام أو الحكومى . كما يشترط على القطاع الخاص فى ذات الوقت أن يقوم بمحو أمية كل العاملين لديه على ان يتم منحه عام لتسوية أوضاعه فى هذا الشأن وكل من لايلتزم بذلك يتم تحصيل رسوم محو أمية العاملين لديه ليتم محو أميتهم بواسطة الأجهزة التابعة للدولة على أن يتم عقد دورات تدريبة لمن تم محو أميتهم لتثقيفهم ثقافة بها الحد الأدنى المطلوب .
4 ـ البطالة : تعد مشكلة البطالة من المشكلات الحادة التى يعانى منها المجتمع وهو الأمر الذى تؤكده دوما البيانات والإحصاءات المتعاقبة . وعلى الرغم من أن بطالة الشباب جزء من مشكلة أشمل هى مشكلة البطالة عموما . إلا أنها لها خصوصيتها عندما تتعلق بالشباب فهى تحمل معها توترات اجتماعية وسياسية كثيرة وخاصة عندما تكون بين المتعلمين منهم .
ومن دون الدخول فى دوامة تقديرات معدل البطالة فى مصر فالمؤكد أنها تمثل مشكلة حقيقية سواء من حيث حجمها أو طبيعتها . وهكذا فليس من المعقول أن نتوقع من الشباب المتعطل أن يكون مشاركا فاعلا فى قضايا مجتمعه . وقد ثبت بالدليل القاطع أن نسبة يعتد بها من أعضاء التنظيمات المتطرفة هى من العاطلين .

ثانيا : المعوقات الخاصة :
تهتم وسائل التنشئة السياسية بغرس القيم السياسية وبث الوعى السياسى فى نفوس الأفراد لكى تدفع بهم إلى المشاركة فى الحياة السياسية بفاعلية . ولكن ربما تكون هذه الآليات هى التى قد تعوق عملية التنشئة السياسية وبالتالى المشاركة السياسية للأفراد . ومن هذه المعوقات :
1 ـ عدم قدرة الأسرة المصرية على التوجيه السليم لتشكيل التكوين القيمى والأخلاقى لأفرادها لانشغال الآباء فى أعباء الحياة ومتطلباتها . فضلا عن ذلك فإن الطفل فى الاسرة المصرية يتكرس لديه شعور بأن مسئوليته الأساسية هى تجاه العائلة وليس المجتمع . ولأن الطفل لايتاح له سوى مجال ضيق لتحقيق استقلاله الذاتى نجده يشعر بالعجز عن اتخاذ قراراته بنفسه كما أن القيم التى تسود العائلة من سلطة وتسلسل وتبعية هى التى تسود العلاقات الإجتماعية والسياسيسة بوجه عام .
2 ـ وفيما يتعلق بالمدرسة فمن الملاحظ ضعف قدرة المدرسة على أداء واجبها التربوى نتيجة لإرتفاع كثافة الفصول والتوسع فى الأبنية على حساب مرافق الأنشطة المكملة للمناهج التعليمية لاستيعاب الأعداد المتزايدة من التلاميذ سنويا وطبقا لدراسة علمية اعتمدت على تحليل مضمون كتب التاريخ والتربية الوطنية فى مصر وسوريا والأردن ولبنان اتضح تركيزها الشديد على دور الحكومة " مرادفة للسلطة التنفيذية " باعتبارها مصدر القرارات فى كل مايتعلق بحياة الأفراد بينما لايتناول دور المواطن إلا لماما وبشكل عارض ولايقتصر الامر على محتوى المقررات الدراسية بل يتعداه إلى الأساليب التربوية من تلقين وتخجيل وربما عقاب بدنى وهذه ولاشك أبعد ماتكون عن تنمية الإستعداد لإبداء الرأى والمقدرة على التفكير المستقل والشعور بالثقة فى النفس .
ويقترح حزب شباب مصر إدخال مناهج الممارسة الديمقراطية بطريقة جذابة للمساعدة فى دفع الشباب للمشاركة السياسية . وعمل توازن بين التوسع فى التعليم كما ونوعا . ومحاولة تقليل كثافة الفصول بما لايؤدى إلى هضم حقوق الطلاب التربوية .
3 ـ أما عن الأحزاب السياسية فإن ضعفها وعدم قدرتها وفاعليتها لاستيعاب الشباب والمواطنين بصفة عامة والتعبير عن مطالبهم واحتياجاتهم أدى إلى تهميش دور هذه الأحزاب . فضلا عن أن هذه الأحزاب تفتقد الديناميكية السياسية والوظيفية فى الربط الحقيقى بين النخبة والجماهير لأنها محاصرة بقيود قانونية وعملية تكبل من حركتها كما انها تفتقد أيضا الديمقراطية على صعيدها الداخلى .
4 ـ بينما تخضع وسائل الإعلام لرقابة صارمة من جانب الدولة . وتملك الحكومة الصحف . وتتولى إدارتها ويستتبع ذلك غياب حرية الصحافة وحتى إذا توافرت هذه الحرية تظل هناك دوائر يحظر الإقتراب منها وحدود لما يكتب ومالايكتب . وبقدر ما تسهم أدوات ووسائل الإعلام فى إنضاج الوعى السياسى إذا أتيح له قدر معقول من الحرية يمكن أن تؤدى هذه الوسائل إلى تزييف الوعى إذا فهمت وظيفتها فى حدود تبرير سياسات الدولة وصرف الناس عن الإهتمام بالمشاكل الهامة للمجتمع .
وعموما فان وسائل الإعلام لاتثير نقاشات جادة حول القضايا العامة . وهى أبعد ماتكون عن بث القيم أو طرح النماذج السلوكية التى تغذى الممارسة الديمقراطية إذ تنقل وسائل الإعلام من القمة إلى القاعدة دون القيام بالتغذية العكسية بمعنى نقل ردود أفعال القاعدة إلى القمة ..مما حتم معها إعادة تقييم الدور المنوط بهذه الوسائل من جديد .
5 ـ تزايد حدة بعض المشكلات الإجتماعية والإقتصادية والثقافية وعدم كفاية الحلول التى تطرحها الحكومة لمواجهتها أو حتى التخفيف من حدتها .
فعلى الصعيد الإقتصادى : هناك مشكلات عديدة منها تباطؤ معدل النمو الإقتصادى والتزايد المستمر فى مشكلات عديدة منها تباطؤ معدل النمو الإقتصادى والتزايد المستمر فى أعداد العاطلين عن العمل وخصوصا بين الشباب المتعلم . والإرتفاع المتواصل فى الأسعار وتدهور مستويات المعيشة ونوعية الحياة بالنسبة إلى قطاع عريض من المواطنين .
وعلى الصعيد الإجتماعى : يتمثل أبرز المشكلات فى التفاوتات الحادة فى توزيع الدخول والثروات فى المجتمع وتآكل الطبقة الوسطى نظرا إلى تدهور أوضاعها الإقتصادية وتفاقم مشكلات الإسكان والمواصلات والرعاية الصحية وانتشار المخدرات والجريمة أما المشكلات المرتبطة بالجوانب الثقافية فتتمثل أهمها فى اختلال نظام القيم فى المجتمع حيث طغت على السطح قيم دخيلة ومبتذلة جوهرها الإنتهازية والبراغماتية والكسب السريع وعدم احترام القانون.
6 ـ تعدد قضايا الفساد : من المؤكد أن مظاهر الفساد قد انتشرت على مستويات مختلفة وفى قطاعات عديدة . ومن هذه المظاهر على سبيل المثال الرشوة والعمولات والاتجار فى الوظيفة العامة والوساطة والمحسوبية والتحايل على القوانين واللوائح .. الخ . وعلى الرغم من الجهود التى تبذلها أجهزة المراقبة والمحاسبة للحد من هذه الظواهر . فإن الواقع يؤكد أنها فى تزايد مستمر خصوصا أن بعض التحولات الإقتصادية والإجتماعية التى يشهدها المجتمع وكذلك الثغرات فى القوانين واللوائح تعتبر من العوامل المساعدة على انتشار الفساد .
ويؤكد حزبنا على اهمية التصدى لهذا الملف تحديدا باعتباره هو الاساس الذى يتوقف عليه مدى قوة البناء المجتمعى . حيث يصبح هذا البناء أكثر إقترابا من الإنهيار فى حالة تفشى عمليات الفساد السياسى والإدارى .. ويفقد الأفراد الثقة فى المنظومة كلها . وتسود حالة من الإحباط والياس كما يحدث منذ سنوات . ولذلك يقترح حزبنا التمسك بمبدأ الشفافية والضرب بشدة على يد كل من يحاول إستغلال منصبه بطريقة غير مشروعة وعدم التستر على أى فساد . والإعلان عن اسباب إقالة المسئوليين والتى تصاحب بحالة من الغموض والتكتم مما يعطى فرصة للإشاعات وإستغلال هذا الأمر لزعزعة الثقة فى النظام كله من قبل بعض وسائل الإعلام الخارجية .
7 ـ ضعف القيم والتقاليد الديمقراطية فى بنية الثقافة السياسية : ويرى حزب شباب مصر أن الديمقراطية ليست مجرد أحزاب وانتخابات فحسب ولكنها إلى جانب ذلك منظومة من القيم التى ينتشر بها أفراد المجتمع عبر مختلف مؤسسات التنشئة والتوجيه . وأهم هذه القيم تتمثل فى الإيمان بالتعددية والقبول بالآخر . والتسامح السياسى والفكرى والإيمان بالحوار كأداة للإقناع والإقتناع . ولكن يمكننا القول إن المبادئ الديمقراطية لاتشكل مكونا رئيسيا فى بنية الثقافة السياسية .
وقد ظهرت نتائج ذلك بشكل واضح خلال الإنتخابات البرلمانية السابقة فنصف اجمالى عدد الناخبين المقيدين فى الجداول الإنتخابية أى نحو عشرة ملايين ناخب لم يشاركوا فى الإنتخابات لاعتبارات تتعلق بعدم الثقة فى العملية الإنتخابية او لأسباب تتعلق بشيوع قيم القدرية والتواكل .
8 ـ عدم وجود تشريعات صارمة وجادة تضمن وتؤكد وتحمس عملية المشاركة السياسية للشباب . وكذلك الوسائل والأساليب المتنوعة لتقديم وعرض الآراء والأفكار والإقتراحات بوضوح تام وحرية كاملة .
9 ـ غياب دور المثقفين الذين يعدون العامل الأساسى فى الحراك الإجتماعى والمفروض أن يلعبوا دوار أساسيا من أجل ملء الفراغ فى المجتمع خدمة لرسم السياسة الخاصة بالمشاركة السياسية للشباب أو بحقوق الإنسان وحرياته وتجدهم لايعطون فى غالبيتهم المثل للتعاون الديمقراطى والحوار الديمقراطى بينهم وليس لديهم التسامح الكافى فى علاقاتهم بعضهم ببعض .
وهكذا نتبين وجود عدد كبير من المعوقات التى تحول دون مشاركة المواطنين المصريين فى الحياة السياسية . ويرى حزب شباب مصر إن تلك المعوقات من الممكن التعامل معها بما يفضى إلى دعم تلك المشاركة . ويرى حزبنا أنه لابد من إعادة النظر فى كافة المعوقات التى تحول دون مشاركة الأفراد فى الحياة السياسية .
ويؤكد حزب شباب مصر على أنه وفى ظل الأزمات الإقتصادية لابد من التأكيد على إستمرار دعم السلع الأساسية حتى لاتحدث ثورة بين أبناء الطبقات المتوسطة والكادحة . وإعادة النظر فى نظام البطاقات التموينية . وتفعيل هذا النظام مرة أخرى باعتباره الضمان الوحيد لتأمين الحاجات الدنيا للطبقات الدنيا من المجتمع المصرى . وبما يعمل على إحساس الأفراد بأنه وفى عصر العولمة لم تتخل الدولة عن دورها الحقيقى نحو الأفراد . وبما يعطى للأفراد إحساس بالأمان . والإنتماء قبل مجتمعهم . ونظامهم المجتمعى . وبما يعمل على المساهمة فى مشاركة الأفراد فى النظام السياسى كله . مع ضرورة الإهتمام بالقطاعات المهمشة فى الدولة مثل فئات الحرفيين والعمال والفنيين . وتثقيفهم .
ويؤمن حزب شباب مصر بأهمية التنشئة السياسية الصحيحة بما يؤدى فى النهاية إلى مشاركة حقيقية للأفراد وهذه التنشئة تتم من خلال التعاون والتنسيق بين عدة مؤسسات أهمها :
أ ـ الأسرة : تعتبر الأسرة أول إطار اجتماعى يعيش من خلاله الفرد ويتم ترشيح القيم داخل الفرد منذ صغره وفقا لخبراته فى التعامل مع أفراد الأسرة والتى تنعكس على اتجاهاته وقيما عندما يكبر .
ويرى حزبنا أهمية وضرورة الإهتمام بالإسرة ودعم قدرات الوالدين بما يؤدى فى النهاية إلى تشكيل وعى سياسى حقيقى لهما عبر دورات تدريبة تعقد فى العمل وفى وسائل الإعلام .
ب ـ المدرسة : فالمقررات المدرسية تلعب دورا محوريا فى ترشيح القيم داخل نفوس التلاميذ مما يحتم عمل تقييم دورى لكافة المناهج التى يتم تدريسها للطلاب كل فترة قليلة لاتتجاوز عامين دراسيين نظرا لتسارع التراكم المعرفى بمعدلات كبيرة جدا . واصبحت أكثر تطورا . ويحذر حزبنا فى ذات الوقت أيضا من إهمال عملية التطوير المنهجى تلك نظرا لأنها تؤدى إلى عملية عزلة كاملة للطلاب وعقلياتهم عن التطورات العالمية المتسارعة .
جـ ـ دور العبادة : ان السلوك السياسى للأفراد ليس بمعزل عن المؤثرات الدينية التى تؤثر عليه من خلال الكنيسة أو المسجد ويلعب هذا المكان دور مهم جدا فى عملية التنشئة السياسية . ويجب أن نعترف جميعا أن دور العبادة كان لها دور بارز فى توجيه فكر وتنشئة الشباب فى لحظة ضعف الدور المنوط بالأسرة والمدرسة . ويؤكد حزبنا على ضرورة تغذية دور العبادة بأشخاص مؤهلين تأهيل تربوى وعقائدى قوى ذوى فكر غير منتمى إلى أيدلوجية معينة وإنما ينتمى إلى إسلام صحيح بعيدا عن أى توجهات قد تحيد عن الطريق الصحيح .
د ـ الرفاق : إن الأصدقاء يمكنهم أن يعززوا قيما معينة لدى الشباب أو أن يخلقوا مع بعضهم أشكالا جديدة فى التفكير والسلوك والإتجاهات . ومن هنا يتأكد أهمية الدور المنوط بالأسرة ورقابتها على الإبن من خلال دراسات ودورات تربوية يتم تخطيطها من خلال برامج التلفزيون والصحف .. والتخطيط لحملات فعالة تتبناها بعض المؤسسات المتخصة فى هذا الشأن . والمؤتمرات والحملات الإنتخابية الخاصة بها والبرامج التى تقدمها والأعضاء الذين تقوم بتجنيدهم . ويرى حزبنا أن عدم إعطاء الأحزاب ماتنشده من حريات وقدرة على التحرك السليم وسط الجماهير يدفع الشباب إلى البحث عن وسائل أكثر تأثيرا فى المجتمع وبالتالى يبتعد عن الأحزاب الشرعية ويبحث عن هيئات ومنظمات تحت الأرض تمارس دورها بشكل يرى شبابنا فيها أنها تمارس دور ذو فاعلية .. مما يهدد الجميع بالسقوط فى دائرة القنوات غير الشرعية التى تستقطب الشباب والتى توجههم بما يخدم مصالحها هى .. ولذلك يؤكد حزبنا على أن الوقت قد حان لإفساح الفرصة أمام الأحزاب للنزول للشارع وتوسيع الهامش الديمقراطى المتاح على كافة المستويات .
ويرى حزب شباب مصر أن هناك أدوارا منتظرة من قبل بعض الجهات والمؤسسات فى مصر وذلك من أجل تنشئة سياسية آمنه للشباب وأهمها :
ـ وزارة الشباب
يؤمن حزب شباب مصر بأنه يقع على عاتق وزارة الشباب عبء كبير فى تنشيط الحياة الثقافية السياسية داخل المجتمع المصرى وبالذات بالنسبة للشباب . وغربلة القيم الثقافية السياسية بحثا عن الوسيلة الحقيقية لجعل الشباب يشارك فى بناء وطنه . ومن ثم يصبح قادرا على أن يعرف نفسه ويحقق ذاته .
ولابد أ ن يكون لدى وزارة الشباب القدرة على استيعاب طاقات الشباب بالإضافة إلى قيامها بمهمة التثقيف السياسى للشباب . لأنها من المهام الرئيسية لكل من وزارة الشباب بجانب الإعلام والتربية والتعليم والثقافة فلا توجد هيئة بذاتها منوطة بتثقيف الشباب من النواحى السياسية وإنما تتكاتف جهود كافة هذه الهيئات بالتثقيف السياسى للشباب .
ويؤكد الحزب على أهمية الثقافة السياسية للشباب لتعريفهم حقوقهم وواجباتهم . ويرى أنه لابد من تربية الشباب على المشاركة فى صنع القرار واحترام الرأى والرأى الآخر . ويؤمن بأن الثقافة العامة هى اللبنة الأولى فى تنمية الوعى الثقافى والإقتصادى والسياسى للشباب . وهنا يجب ألا ننسى الدور الفعال الذى يجب أن تقوم به مراكز الشباب فى جميع أنحاء مصر المحروسة .
ـ وزارة التعليم
ويرى حزبنا ضرورة قيام وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر فى برامج التربية والتعليم لمحو الأمية السياسية وذلك بخلق مفاهيم تنمى فكرة المشاركة السياسية . بالإضافة إلى ضرورة الإهتمام بتدريس المعارف السياسية كمادة اساسية فى كل من المدارس والجامعات مع التركيز على المشاركة . وبطاقات الإنتخاب . والنظام الدستورى . والمواطنة وحقوق الإنسان وغيرها من موضوعات التربية المدنية .
ـ المؤسسات العاملة فى مجال الشباب
يؤكد حزب شباب مصر على أن هناك العديد من المؤسسات التى يجب أن تلعب دورا هاما فى تشكيل الثقافة السياسية لدى الشباب وأهمها
ـ المدرسة
ـ الجامعة
ـ العمل
ويرى أنه ينبغى تشجيع الشباب ولفت أنظارهم إلى أن المشاركة متاحة ومتعددة بتعدد المؤسسات التى يتاح المرور من خلالها .
ويرى حزبنا أن لكل هذه المؤسسات دور فى تدعيم مشاعر الإنتماء والولاء لدى الشباب . ومن ثم لابد أن يكون لدى قيادتها إيمان بدور الشباب فى التنمية والعمل على تهيئتهم للمشاركة فى قضايا مجتمعهم . فالشباب بحاجة إلى من يشعرهم بالامن والإنتماء والتقدير والإحترام وإلى من يعطيه الفرصة ويمتدح النجاحات والإنجازات التى يقوم بها . وكذلك الشباب بحاجة إلى حل مشكلاته وتلبيه احتياجاته بما ينعكس بصورة إيجابية على مشاركته الفاعلة فى كل قضايا المجتمع مما يشجع الشباب على نبذ اللامبالاه والإنخراط فى العمل الوطنى .
ويرى حزبنا أنه وقبل إتخاذ التحركات والخطوات العملية من أجل تنشئة سياسية قوية وفاعلة للشباب أن يتم إتخاذ الخطوات التالية :
ـ إعداد قاعدة بيانات أولية عن الشباب : تتضمن هذه القاعدة تعداد الشباب فى المجتمع المصرى . والمستويات التعليمية لهم وتوزيعهم إلى فئات عمرية . وتوزيعهم الجغرافى بين الريف والحضر . وتوزيعهم من حيث الجنس وأوضاعهم الإقتصادية والإجتماعية . والإنتماءات العقائدية وعلاقتهم بالإعلام على أن تكون هذه القاعدة متاحة أمام كل المؤسسات والأجهزة والمراكز البحثية المهتمة .
ـ دراسة المنظمات العاملة فى مجال خدمة الشباب : مثل المدارس والأندية الرياضية والجامعات والمؤسسات الثقافية والإعلامية ودور العبادة من المؤسسات التى تعمل فى مجال الشباب وتنشئته وإعداده للخدمة العامة حيث تقع عليها مسئولية كبيرة فى تفعيل دور الشباب مما يتطلب تعظيم الإستفادة من إمكانيات هذه المؤسسات .
ولابد من قياس مدى نجاح هذه المؤسسات فى تلبية احتياجات الشباب ومدى إقبالهم على التعامل معها ولاسيما إذا كانت تتسم بالديمقراطية فى تكوينها وتنظيمها ونشاطها .
13 ـ جيل عصر العولمة

يؤكد حزب شباب مصر أن هناك أجندة عالمية جديدة فرضت نفسها على شباب الألفية الثالثة فى مصر . حيث لم يعد الدخول إلى حقل السياسة حكرا فقط على التنظيمات والأيدلوجيات الوطنية إنما نافسها على الساحة تنظيمات وأفكار عابرة للقوميات .
ويرى أن عصر العولمة يتسم بتراجع النمط التعبوى التقليدى وغياب الآلاف عن التظاهر فى الشوارع . وعلى اختفاء الحشود عن المشاركة فى المؤتمرات السياسية والحزبية . ويؤكد أن هذا النمط من التعبئة السياسية صار من الصعب تكراره مع كل التعقيدات التى يشهدها العالم . وبات دوره يقتصر على الإحتفالات . والإحتجاجات الكبرى أو الاحداث التاريخية الهامة . وليس كوسيلة نضال يومى كما كان فى بعض الفترات التاريخية السابقة . وهكذا فاذا كان من الوارد القول أن اهتمام شباب الألفية الثالثة بالعمل السياسى قد تراجع نسبيا . فان الصورة بلاشك لن تكون بمثل هذه القتامة حين ننظر إلى تجربة هذا الجيل من خلال المفاهيم والصور الجديدة التى يقدمها للعمل السياسى والتى تختلف كثيرا عن الصورة التى قدمتها الأجيال السابقة .
ويدعو حزب شباب مصر إلى قراءة أفكار وأساليب هذا الجيل من خلال العصر والسياق الذى يعيش فيه . فكما قرأنا تجارب الأجيال السابقة على ضوء ظروفها التاريخية فانه من الإنصاف قراءة تجارب هذا الجيل وفق ظروف عصره . والمناخ الذى تربى فيه . ولابد من دراسة كافة الأمور المحيطة بتشكيل وعى هذا الجيل بما يساعد فى النهاية على رسم الصورة الكلية له فى محاولة للوصول إلى رؤية محددة الملامح من أجل تشكيل وعيه الذى يتناسب مع تطورات العصر وظروفه .
ويرىحزب شباب مصر أننا أصبحنا أمام صورة جديدة للعمل السياسى واشكال جديدة للتعبئة . وصور مختلفة للضغط والإحتجاج يجب فهمها جميعا وإدراكها والتواكب معها . لأنها فى الأساس تحمل فرصا هائلة للتطور والتواصل مع مايجرى فى العالم الديمقراطى . وفى صياغة صورة جديدة للعمل السياسى وهى صورة لاتعنى بأى حال من الأحوال اختفاء السياسة أو تغييبها كما يروج البعض
14 ـ حوار الحضارات قضية يفرضها النظام العالمى الجديد

يؤكد حزب شباب مصر على أن هناك الكثير من المستجدات العالمية التى فرضت نفسها على الساحة العالمية . وتأثرت بها الساحة المصرية تبعا لذلك وفى مقدمة هذه المستجدات قضية حوار الحضارات . وهى قضية فرضت نفسها على الساحة العالمية خاصة بعد تداعيات أحداث 11 سبتمبر 2001 والتى حاول الغرب بعدها إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام والمسلمين . حيث إكتشف العالم الإسلامى عامة والمنطقة العربية بصفة خاصة أنهم مهددين بالإقصاء عن الساحة العالمية والنفى تماما من قبل " الآخر " . فكان لابد من دق أجراس الخطر للبحث عن حل عاجل وحاسم دفاعا عن الوجود العربى والإسلامى فى هذا العالم خاصة وأن الإعلام الصهيونى تمكن من إستغلال الفرصة وإستغلال إنفجارات واشنطن الماضية وراح يؤكد على أن الإرهاب والإسلام صنوان .
ويرى حزبنا أنه لابد من دور مصرى فعال نحو هذه التداعيات . والعمل فى ظل هذه التطورات والأوضاع التى تفرض نفسها على الساحة بشكل قوى وحاسم لايمكن تجنبه . ويحذر فى ذات الوقت من إنتظار ماتفرضه هذه الأوضاع العالمية . ويؤمن بقدرات مصر والمصريين فى إتخاذ مواقف إيجابية وحاسمة فى هذه القضية تحديدا .
ويرى حزبنا أن المنطقة العربية تنتظر من مصر فى هذا الشأن دورا ومخططا ذا شأن يعمل على دعم الدور العربى فى قضية حوار الحضارات تلك . ولايمكن أن يتم إتخاذ خطوات فعالة فى هذا الشأن إلا من خلال دور مصرى بارز يتبنى خطة عربية إسلامية .. تنطلق من إعادة تقويم شبكات الإرسال التليفزيوني والإذاعي وما تقدمه القنوات الفضائية من مواد إعلامية واخبارية وثقافية عن العرب والمسلمين‏ تحقيقا لهذا الغرض بالإضافة إلى تخصيص قناة فضائية تتحدث بلغات أجنبية إلي العالم الغربي‏ . يشارك في تحديد مضمون بثها متخصصون في الثقافة العربية والإسلامية والإعلام وفنونه‏.‏ وكذلك مراجعة وتنقية المواد التعليمية والإعلامية التي تتحدث عن العرب والمسلمين في الغرب‏ . وتلك التي تتحدث عن الثقافة الغربية والغرب في الدول العربية والإسلامية‏ . وذلك بقصد ايجاد المساحة المشتركة التي تيسر التعاون والتواصل‏ . واستبعاد المواد الإعلامية والتعليمية التي من شأنها إثارة العداوة بين اتباع الحضارتين أو تصويرهما‏ . كمــا لو كانا نقيضين لا يلتقيان ولا سبيل للتعاون بينهما‏.‏
ـ ويرى حزب شباب مصر أن المشروع المنتظر من مصر نحو قضية حوار الحضارات من أجل تصحيح صورة العرب والمسلمين فى العقل والوجدان الغربى يجب أن ينطلق من محاصرة الدعوة إلى العزلة الثقافية داخل المجتمعات العربية والإسلامية والتوجه بغير إبطاء إلى ممارسة ثقافة التواصل النشط مع الآخر . ويؤكد حزبنا أن العزلة هى المسئولة عن غياب الصوت العربى والصوت المسلم من الساحة الإعلامية والثقافية فى الغرب وهو غياب زاد من خطورتة أن أطرافا أخرى نعرفها جميعا قد إستثمرته فى خلق صورة بالغة السوء والسلبية لكل ماهو عربى أو إسلامى حتى أوشكت هذه الصورة السيئة أن تكون عنصرا ثابتا ومستقرا فى العقل الغربى وعلى أساسها تحددت مواقف كثير من الناس فى الغرب من العرب والمسلمين .
وحزب شباب مصر يعلن بكل أسف أنه قد ضاعت من أيدينا فرص كبير لتصحيح صورتنا عند الآخرين وهى ذات السنوات التى تعاظم فيها دور الإعلام . وتأثيرة على العقول والمشاعر . ولكن الخيار الوحيد أمامنا الآن هو الخروج السريع من العزلة ومعاودة الحضور والظهور على ساحة الآخرين فى الغرب . ومحاولة دمج الشباب المصرى فى قلب النظم الدولية السائده بما يؤهله للتصدى لأى إختراق ثقافى يحدث . مسلحا بكافة فنون وأسلحة المقاومة العقائدية الصحيحة . والثقافة الوطنية والإنتماء لوطنه .
ويؤكد الحزب فى ذات الوقت على أهمية تبنى الإعلام المصرى إستراتيجية إعلامية متميزة تنطلق من مراجعة الخطاب السياسى والثقافى والإعلامى مراجعة تؤكد على المعانى الآتية :
1ـ التوقف عن تصوير الغرب بأنه عدونا الأول وملاحظة أن كلمة " الغرب " كلمة عامة وخالية من كل تحديد وتكاد تكشف عن موقف عاطفى غير علمى ولامدروس . ذلك أن استعداء الغرب على هذا النحو لابد أن يقابلة رد فعل مماثل يصور العرب والمسلمين ويتصورهم على أنهم هم العدو .
2ـ تجنب المبالغة فى إبراز الفوارق الثقافية بين الحضارة الغربية والحضارة العربية والإسلامية والإلحاح بدلا من ذلك على العناصر المشتركة بين الحضارتين .
3ـ تصحيح الرؤية التاريخية للآخر الحضارى .
4ـ الإلحاح على بعض القيم الإسلامية الأساسية التى لم يتم التعبير بشكل كاف ولاعلمى فى الخطاب السياسى والإعلامى عنها . مثل قيم الرحمة والتسامح والعفو والسلام مع الآخر . وحرمة الدماء وقدسيتها وتجريم العدوان عليها . وإحترام حرية الإعتقاد بشكل مطلق وحرية الرأى والتعبير .
وماطرحه الحزب سابقا لايعطى أى مبرر لإقامة أى علاقات طبيعية مع إسرائيل . فهو يعتبرها كيانا مغتصبا لحقوق عربية يجب إستردادها .. وحتى هذه اللحظة لايمكن إقامة أى علاقات من أى نوع معها ويرفض عمليات التطبيع معها . مؤكدا أن ذلك من مسلماته الأساسية والمبادئ التى منها ينطلق . باعتبار إن إسرائيل ليست سوى كيان مهدد لأمن كافة دول المنطقة وفى المقدمة منها أمن مصر .
وفى محاولة لإنجاح حوار الحضارات بالشكل المطلوب على كافة المستويات المصرى منها والعربى فان حزب شباب مصر يقترح العديد من المبادئ والخطوات المرحلية فى هذا الصدد تنطلق من دور مصرى فعال وبارز يقوم على :
ـ ضرورة إضفاء تعديلات أساسية على محتوى الخطاب الدينى السائد فى مصر من خلال إحياء المنهج العلمى وأسلوب التفكير العقلى المنضبط فى فهم النصوص الدينية . وإشاعة منهج التيسير ورفع الحرج وتمكين الشباب من أن يمارسوا التدين فى جو من الراحة والبهجة النفسية بدلا من منهج التشدد الذى تذبل معه الملكات وتضيق فى ظله الحياة وتنتشر روح الكآبة والإنقباض وضرورة تصحيح الموقف من الآخر . وإحياء قيمة السماحة والرفق . وإدراك أن واجب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ليس دعوة للفوضى وفرض بعض الناس وصايتهم على سائر الناس وإنما هو واجب كفائى نظمتة الشريعة وجعلت من أحكامه أن النهى عن المنكر إذ أدى إلى وقوع مفسدة أكبر وجب تركه اعمالا لقاعدة أن الضرر الأكبر يدفع بالضرر الأصغر .
وتصحيح الخطاب الدينى بهذه الطريقة لابد أن يتممه الترويج النشط لهذه المفاهيم حتى تسد الأبواب أمام الفكر الناشز المخالف لروح الإسلام ومبادئه وأحكامه القطعية .
ويؤكد حزب شباب مصر على أنه ثمة اعتبارات لابد من أن نأخذها في الحسبان عند التفكير في وسائل التصدي للهجمة الراهنة في الغرب ضد الحضارة الإسلامية والهوية العربية والدور المصرى منها‏:‏
أ ـ العداء عميق الجذور الناجم عن حقيقة أن صورة الإسلام والعرب فرضت نفسها اول مافرضت علي الغرب في ظل حروب دينية طاحنة‏.‏
ب ـ شيوع مشاعر من النفور لدي العامة في الغرب تجاه العرب والمسلمين بوجه عام‏ .‏
جـ ـ شيوع اعتقاد لدي الخاصة في الغرب بأن المسلمين‏(‏ والإسلام‏)‏ يمثلون عقبة في سبيل مسيرة الأمور علي مايوافق هواهم ومصالحهم وتنفيذ مخططاتهم المرتبطة بفرض العولمة والنظام العالمي الجديد‏.‏
د ـ اقتران المخططات الغربية للهيمنة علي مقدرات أقطار العالم الإسلامي بضرورة ابراز الجوانب السلبية والمتخلفة لتلك الاقطار من أجل استئصال أي إحساس بالذنب أو تأنيب الضمير قد يشعر به المسلمون من جراء استغلالهم او استعمارهم‏.‏
وعلى الرغم من الصعوبات السابقة إلا أن حزبنا يؤكد أن للوضع جوانب قد تبعث على الأمل وتشجع على الحوار الحضارى والتصدى للهجوم ضد الحضارة الإسلامية . منها ذلك الإستعداد الملحوظ والمبادرة النشطة من جانب الغرب فى السنوات الأولى من سبعينيات القرن الماضى لنشر المؤلفات المنصفة للحضارة الإسلامية ولنبى الإسلام وإنجازات العرب الحضارية
ويؤكد حزبنا على أن الخبرات الماضية علمتنا أن ظروفا سياسية أو إقتصادية أو حضارية قد تدفع الغرب إلى تعديل مواقفة من الإسلام والعروبة . فمن الإعتبارات السياسية إيمان الغرب فى حقبة ما بضرورة التحالف مع الإسلام وإستخدامه من أجل وقف الزحف الشيوعى . ومن الإعتبارات الإقتصادية حاجة الغرب الماسة إلى نفط المنطقة ودعم إستثماراته فيها وحمايتها فان كان الخطر الشيوعى قد زال الآن . وإن كانت الولايات المتحدة بعد حربها ضد العراق قد هيمنت أو كادت على أهم منابع نفط المنطقة . فلا يزال بوسعنا أن نتصور قيام أوضاع جديدة تتطلب تعزيز التفاهم والدخول فى حوار خاصة ان نحن أمكننا أن نثبت للغرب قدرة الإسلام والعرب على تقديم مساهمة إيجابية نشطة فى الحضارة العالمية الجديدة .
ويلفت الحزب الإنتباه إلى أن النجاح المصرى فى تغيير معالم الثورة الراهنة يتوقف على جهد ضخم . كما يتوقف على جهد من الغرب وعلى إدراك المسئوليين والمهتمين لحقائق من أهمها :
ن نجاح التصدى الإعلامى للهجمة الراهنة ضد الحضارة الإسلامية والهوية العربية لايرتبط بعدالة قضايا أو بيان حقوق ومظالم أوبمدى كفاءة أساليب الدعاية قدر مايرتبط بالقدرة على اقناع الغرب بأن له مصلحة أكيدة من وراء الدخول فى حوار من أجل تعديل الصورة فيه عن الإسلام والعروبة . وبأن ثمة خطورة عليه قد تنجم من تجاهله لهذه الضرورة . ولاشك فى أن إدراك الإسرائيليون لهذه الحقيقة سرنجاح حملاتهم . لامجرد كفاءتهم فى تدبير وصوغ تلك الحملات .
إدراج مادة تعليمية حول الحوار بين الحضارات ضمن المقررات الدراسية فى جميع مراحل التعليم فى مصر . بحيث تنشأ أجيال الغد مشبعة بروح الحوار . ومقتنعة برسالتة من أجل تعزيز الحوار وجعله تواصلا بين المجتمعات الإنسانية . وتنشيط دور البعثات الديبلوماسية المصرية والعربية والإسلامية فى الدول الغربية فى القيام بالتحركات المطلوبة من أجل تعزيز علاقات الحوار بين الحضارات بين العالم العربى لإسلامى والغرب . وتشجيع المؤسسات والهيئات الثقافية والإعلامية والتعليمية العربية الإسلامية فى الغرب على فتح مجالات الحوار مع الحضارات على شتى المستويات وربط الصلة مع المفكرين والأكاديميين والإعلاميين الغربيين ودعوتهم إلى زيارة البلدان العربية الإسلامية فى مقدمتها مصر
ـ مناقشة الفلسفة الفكرية للإرهاب وتشكيل لجنة من المهتمين لإعداد دراسة حول الأفكار والمرتكزات المرجعية التى يعتمد عليها الفكر الإرهابى . ودحضه بأسانيد مرجعية صحيحة ومناقشة مفاهيم ومحتوى إعلان ظهران الصادر من ممثلى دول أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامى فى مايو 1999 وتشكيل لجنة فرعية لمناقشة وضع مسودة مماثلة تحت عنوان إعلان القاهرة تقدم مفاهيم وقيم لها مرجعية إسلامية . وتحمل قيم متحضرة تقبلها الحضارات الأخرى بعنوان تواصل وتلاقى الحضارات . بالإضافة إلى مناقشة خريطة التكوينات الدينية فى أوروبا وأمريكا والتعرف على الجماعات الكبرى التى تلتقى مع الأمانة العربية وقضية فلسطين . ثم تشكيل مجموعات إتصال لبناء جسور سلام وتفاهم مع كل من التكونيات الدينية فى أوروبا وأمريكا والحضارة البوذية فى الهند . والحضارة الكنفوشية فى الصين . والحضارة الأرثوذكسية فى روسيا وأوربا الشرقية . وحضارة أمريكا اللاتينية بما فيها الإتصال بمن ينتمون إلى جذور عربية والدعوة إلى بناء تحالف دولى ثقافى من المعتدلين المنتمين إلى الديانات الإبراهيمية .
ـ تبادل الأساتذة والباحثين والطلاب بين الجامعات المصرية والأوروبية للاحتكاك المتبادل . والتعرف علي المصادر . والقيام بمشروعات بحثية مشتركة بين الجانبين حول نشأة الصور النمطية وكيفية التخلص منها‏,‏ وصياغة عدة مشاريع بحثية حول حوار الحضارات من باحثين مصريين وأوروبيين لتبديد الصور المعادية للحضارة العربية الإسلامية وتقديم الصورة الصحيحة عنها‏ .‏ والرد علي مقولات الاستشراق التقليدي وعلوم الانثروبولوجيا الثقافية الغربية والكشف عن نشأة هذه الصور النمطية وتطورها وتكلسها حتي أصبحت أحكامها شائعة مقبولة عند الناس‏ . وعقد ندوات ومؤتمرات دولية حول هذه الموضوعات باشتراك باحثين مصريين وأوروبيين وتصحيح الأحكام الشائعة عن الحضارتين العربية والإسلامية‏,‏ ونشر أعمالها باللغة العربية واللغات الأجنبية‏.‏ وإنشاء قناة فضائية باللغات الأجنبية‏ . لعرض الصور الصحيحة للحضارة العربية الإسلامية‏ . وإذاعة ناطقة باللغات الأجنبية لنفس الغرض‏ . ووضع الصور الإسلامية الصحيحة علي شبكة المعلومات لتكون متاحة للجميع في عصر ثورة الاتصالات‏.‏
ـ الإقتراب من الآخر وتوضيح الصورة له وتشكيل خطاب إعلامى جديد يخاطب الغير ويتصدى لادعاءاته الظالمة بأسلوب غير تقليدى يتوقف عن المفردات المكررة والصياغات المعلبة التى سئم منها الجميع وأصبحت تجافى روح ذاته . وفتح الجسور أكثر مع الحضارة الغربية المسيحية . ومد قنوات الإتصال الثقافى إليها لأن الأسلوب الأمثل لمواجهة الموقف الحالى هو الإقتراب من الغير وليس الإبتعاد عنه .
ويؤكد حزبنا على ضرورة التصدى فى ذات الوقت لعملية الإقصاء التى تتم للجانب العربى حتى ولو جاء مغلفا بدعاوى قومية ومشاعر دينية .
ـ الاهتمام بالجاليات المصرية في بلاد الغرب التي ستشكل في المستقبل تأثيرا علي القرارات السياسية لهذه الدول‏.‏
ويقترح حزبنا إقامة مؤسسة مناسبة لتأطير الجاليات المصرية في الخارج . وتكوين منظمات شعبية لها دون تدخل من السفارات العربية مع الاحتفاظ بالعلاقة القنصلية‏.‏وتحديد الأهداف الاستراتيجية للتحرك العربي كأمر سابق لأي برامج عمل علي ان يقوم بذلك مركز دراسات استراتيجية متخصص‏.‏
ـ تفقد الثقافة السائدة وتبيان مواطن ضعفها وإستنهاض العقول للبحث فى ثقافتنا عن مصادر القوة والفهم الصحيح لعصرنا الذى نعيشه ويقترح الحزب إنشاء صندوق دعم الثقافة العربية والذى يتم دعمه من قبل الأفراد والمؤسسات المصرية والعربية ويكون مستقلا فى عمله باشراف لجنه تكون منبثقة عن جامعة الدول العربية .
ـ انشاء مشاريع متواصلة لتعريف الشعب الأمريكي والغربى بالحضارة والثقافة العربية . مثل المعارض الفنية والمسرحيات الأدبية . بما يعكس حيوية الانتاج الفكري في العالم العربي‏ العربى عامة والمصرى خاصة .
ـ زيارات متبادلة ومنسقة وفق خطة طويلة الأمد‏ (‏إعلامية‏,‏ سياحية‏,‏ سياسية‏,‏ رجال أعمال‏) مع الغرب . خاصة فى تلك الدول ذات الثقل فى القرار الأوروبى .‏
ـ توفير المعلومات المستجدة عن مصر للصحافة الغربية باللغة الانجليزية‏ (‏ منشورات‏,‏ دوريات‏,‏ نشرات صحفية‏) .‏
ـ انشاء معهد لرصد الإعلام الغربي ويمكن أن يكون فرعا لاحدي المنظمات العربية الأمريكية . ومهمته رصد تغطية القضايا العربية والإسلامية في وسائل الإعلام الأمريكية وتحديد الردود السريعة وتوزيعها بشكل أعمدة في الصحف أو رسائل للمحرر أو الظهور علي شاشات التليفزيون‏.‏
ـ إنشاء مؤسسة فكرية جادة للتركيز علي القضايا العربية والإعلامية للتصدي للمؤسسة الصهيونية النشيطة في واشنطن‏.‏
ـ تقوية وتفعيل العلاقات الحكومية المصرية . واللوبي العربي مع الكونجرس ومجلس الشيوخ والرئاسة الامريكية بالتنسيق مع المنظمات العربية والإسلامية علي الساحة الأمريكية‏.‏
ـ سرعة الاجتهاد العلمي لاعادة تقديم الحضارة العربية الاسلامية وابراز دورها الايجابي في تلاقي الحضارات . وتواصلها واسهاماتها المشتركة لخير البشرية جمعاء‏ عبر اقامة وادارة الحوارات المستمرة بين الطرفين‏ بهدف التوصل إلي التقارب والتفاهم والتعاون في مجالات مشتركة ذات نفع للانسانية‏ . علي ان تشمل هذه الحوارات‏ المجالات التالية‏:‏
أ ـ الحوار الديني : من خلال تفعيل القائم منه والذي يسهم فيه الأزهر والفاتيكان‏ . وايجاد قنوات جديدة للحوار تشارك فيها كل المؤسسات الإسلامية المؤثرة علي أن تنفتح علي المؤسسات الدينية الأوروبية والأمريكية المختلفة لتقليص مساحات الاختلاف والجفاء والعداء .‏
ب ـ الحوار الثقافي‏ :‏ بوصفه أحد أهم المجالات التي يمكن تحقيق نتائج ايجابية فيه‏ . مع الاخذ بعين الاعتبار ان لايقتصر ذلك علي الاكتفاء بعرض الانجازات الثقافية القديمة للحضارة العربية الإسلامية في تكوين الموروث الثقافي الغربي فقط‏ . والانفتاح المصرى علي الثقافات الغربية الحديثة بانجازاتها الهائلة في التقدم العلمي والتكنولوجي والتراكم الثقافي بفروعه المختلفة‏ . بهدف تعميق التواصل الثقافي المستمر والمتدفق‏ . ويتم ذلك عبر وسائل عديدة‏ . من بين أهمها الترجمة المتبادلة‏ .‏
جـ ـ الحوار الإعلامي : وضرورة استثمار الوقت والجهد والمال والطاقة البشرية فيه‏ . وذلك لعمق تأثيره في تكوين العقل وصياغة الوجدان‏ . واسهامه الرئيسي في تشكيل الرأي العام ومراعاة ان تكون السياسات الإعلامية قائمة علي اساس‏ . الحقيقة‏ والمعلومة‏ والحرية . وان تتسم لغة الخطاب السياسي الإعلامي الموجه للغرب‏ بالمصداقية والجرأة والشجاعة‏ . ويعكس الواقع الفعلي القائم‏ .
ـ معالجة قصور الإعلام المصرى والعربي الذي يصدر في العواصم الغربية أو المهاجر إليها‏ . والعمل علي اصدار صحف جديدة باللغات الاجنبية‏ ودعوة الاتحادات المهنية العربية‏ . وخصوصا ذات المواقع والاتصالات الإعلامية‏ . مثل اتحاد الصحفيين العرب‏ للقيام بدور فعال ومؤثر في مد جسور التعاون والاتصال المستمر مع المؤسسات الإعلامية في الغرب‏ . واقامة الندوات والمؤتمرات واللقاءات مع الإعلاميين والكتاب وصناع القرار‏.‏ ووضع خطة طويلة المدي تتسم بالعقلانية‏ . لبدء مشاركة رؤوس الأموال والكفاءات العربية المختلفة‏. في اسهم المؤسسات الإعلامية والثقافية وخصوصا شبكات التليفزيون وصناعة السينما الأمريكية‏, وذلك بهدف تحقيق التحاور والتواصل والتفاهم بين الحضارتين‏.‏
ـ هناك دور مهم جدا لكل من المثقفين والمهنيين المصريين بكافة أنواعهم . وعلى الجمعيات المصرية والعربية فى أمريكا والدول الأوروبية وعلى أهمية تفعيل مكاتب الجامعة العربية فى البلدان الغربية . وإشراك المرأة المصرية على نطاق واسع فى كافة البرامج والنشاطات وإبرازها بشكل مكثف وفى كل المناسبات . وتجنب الصيغ الأكاديمية والتجريدات الخطابية والتركيز على الإستراتيجيات العملية . وتأمين الأموال اللازمة لتنفيذ المشاريع المعتمدة ( كراسى للدراسات المصرية والعربية والإسلامية وبرنامج إعلامى عربى منسق .. )
ـ التسليم بأن الغرب ليس كيانا واحدا سواء على المستوى الشعبى أو الأكاديمى . ومع التأكيد على وجود الصقور والحمائم . أى أولئك الذين يدعون إلى المواجهة وأولئك الذين يؤمنون بوضع ومركزية الحضارة الغربية وأولئك الذين يؤمنون بوجود الثقافات والحضارات . وأحداث 11 سبتمبر توضح إمكانية تحولات عميقة فى النظام العالمى والنظم الأقليمية فى غير صالح الولايات المتحدة الأمريكية وتستدعى مراجعة لسياستها الخارجية .
ـ عقد مؤتمر إسلامى دورى يضم الأزهر وجامع الزيتونة والقروييين والمستنصرية . يصدر عنه تقرير منتظم يرد على الإفتراءات التى تشيع . والدعوة إلى زيادة تدريس اللغات الأجنبية .
ـ توسيع دائرة الحوار لتتجاوز المنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية والثقافية والمنتديات النخبوية لتتعداها إلى المناهج التربوية ووسائل الإتصال الجماهيرى النافذة ( صحف ومجلات ناطقة باللغات الأجنيبة الكبرى قنوات فضائية مستقلة . ومحطات إذاعية ناطقة باللغات الأجنبية ) والإنفتاح على النخب الغربية المثقفة التى تحتل مواقع مؤثرة فى القرار الثقافى وفتح قنوات أخرى متعددة وعلى نطاق واسع . باعتماد تقنيات الإتصال الحديثة لمخاطبة الآخر حيثما كان بوسائله ولغته ومنطق حضارته . على أن لايكون ذلك ظرفيا يزول بزوال الدوافع بل ينبغى الإبقاء على هذا المنحنى بشكل دائم وثابت فالحوار بين المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحوث والمثقفين ورجال السياسية والإعلام والمنظمات غير الحكومية من كلا الجانبين ينبغى أن تأخذ صبغة دائمة .
ـ انشاء مؤسسة اعلامية غير حكومية في احدي عواصم العالم الكبري لبث الوجه الحقيقى لمصر . على أن تبث في البداية بالانجليزية والفرنسية أو احداهما‏. وتشتمل علي قناة فضائية واذاعة وصحيفة ومواقع علي شبكة الإنترنت‏.‏ ونظرا للتكلفة العالية التي يحتاجها هذا المشروع فيكون بالاشتراك بين الحكومة 40%‏ والقطاع الخاص‏60%‏ بهدف عدم طغيان الجانب الرسمي علي هذه المؤسسة‏.‏
ـ السعى الدؤب لمواكبة المتغيرات العالمية السريعة . وإعداد بنيتنا الثقافية إعدادا جيدا للتعامل مع التطور الحضارى . وإستشراف مجرياته فى الأخذ والعطاء فإقدامنا على التغيير المطلوب المدروس المتوازن المتدرج لن يشكل خطرا على كياننا الثقافى . وعلى خصوصيات هذا الكيان إذا ماقمنا بانتحال ثقافة الغالب كما يسميها ابن خلدون إنتحالا دقيقا نستقرئ فيه مايستجد من المفاهيم والمعطيات استقراءا حصيفا مدركا لمتطلبات هذه المرحلة وإخضاعها لسد ماينقصنا من حاجات النمو . ومستلزمات التطور علما بأن التردد هو الذى شجع على التشويش فى إدراك حقيقة حضارتنا التى إبتليت بنفر منا إنتابهم ضرب من الشطط والجنف والإضطراب فى معطيات الحواس فألقوا على جنبات مسيرتنا الثقافية عبئا ثقيل الحمل والتحمل وهو ماسمى بالإرهاب . فعجلوا بذلك فى إيقاد مشاعر الإثارة والإستهجان والتشوية . من هنا نشأت الحاجة إلى وضع إستراتيجية شاملة لتحديث الثقافة الإسلامية ومدها برافد التجديد ورؤى الإستشراف فى تقديم زاد ثقافى متنوع تحقيقا للغاية المرتجاة فى إستيعاب القيم المثلى فى الخلق والإبداع بوسيلة جديدة وآلية متطورة تنظم مسيرة التبادل الثقافى بين مصر والغرب وتقودها ضمن مشروع حضارى شامل يستهدف فى تقويمها وتنظيمها بنهج دراسة مقارن لجميع ظواهر التعدد والتباين والإلتقاء فيما بينها أولا ثم تأتى ثانيا ضمن هذا المشروع خطة التعامل مع الوافد الثقافى الأممى وتنظيم عملية التفاعل معه أخذا وعطاء . ففى ذلك ضمان لتحقيق التوازن المطلوب فى عملية التحديث وفى الحفاظ على الهوية الثقافية وخصوصية مضامينها وحمايتها من ثقافة الغالب .
ـ البحث عن تحقيق فهم مشترك بين الغرب والعالم العربى والإسلامى وذلك من خلال إطار مرجعى يتفق عليه الباحثين والمهتمين المصريين والعرب . ولتحقيق ذلك سوف يصطدم المختصين والمهتمين بهذه القضية بالكثير من الأسئلة أهمها:
لماذا الحضارات وليس الحضارة ؟
وهل ثمة حضارات متعددة أم حضارة واحدة ؟ .
فاذا كانت الحضارات متعددة فالسؤال إذن :
هل ثمة نسق مشترك من القيم بين هذه الحضارات ؟ .
وإذا كان الجواب بالإيجاب فهذا النسق المشترك هو الإطار المرجعى . أو بالإدق هو الحضارة آلتي تتجاوز ماعداها وعندئذ لن يكون لدينا أى مبرر للحديث عن حضارات وإنما عن ثقافات . ومن ثم تكون لدينا حضارة واحدة وثقافات متعددة ومتباينة . وذلك مردود إلى مدى تمثلها لنسق الحضارة الواحدة وعلينا إذن الإنشغال بتحديد نسق هذه الحضارة الواحدة وتحديد هذا النسق مرهون بتحديد مسار هذه الحضارة .
ـ مواجهة القيم المتضاربة في المجتمع المصرى . وإلي إجراء نظرة فاحصة علي انظمتنا التربوية . ومؤسساتنا الدينية والسياسية . في محاولة لالقاء الضوء علي ثقافة العنف والإرهاب السائدة‏ . وذلك في مناهجنا التعليمية وفي مؤسساتنا الدينية‏.‏ فالعنف والإرهاب ماهما الا قمة العنف المادي‏ . من حيث هو اعتداء أثيم علي الابرياء ومن حيث هو سبيل العنف وأداته في آن‏.‏ولا نعني بذلك العنف الفطري‏ . وإنما العنف المكتسب‏(‏ الثقافي‏)‏ القائم علي العدوان والتعصب ونفي الآخر‏ . وقمعه‏ وقهره‏ والتسلط عليه لغايات اقتصادية أو سياسية أو دينية أو عرقية‏ .‏ والآخر ليس بالضرورة الأجنبي أو غير المسلم وإنما الآخر هو من ليس من نفس التوجه المذهبي أو السياسي‏.‏
ـ الإصرار على مواجهة النفوذ الإسرائيلى فى العقل والوجدان والإعلام الغربى وإقناع الغرب بأن السبب الوحيد الذى يقف وراء الشك العربى فى الموقف الغربى هو إستمرار السماح لاسرائيل فى عدم الإنصياع لقرارات الشرعية الدولية .
ـ إنشاء لوبى مصرى عربى فى الغرب على غرار المؤسسات الصهيونية وقيام الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامى بدعم المؤسسات العربية والإسلامية القائمة فى الغرب . والتنسيق معها وتنشيطها وأن تقوم الجامعة بعقد لقاءات إسلامية مسيحية محلية يشترك فيها رجال دين ومثقفين غربيين . وقيام الجامعة بتنشيط المؤسسات الدينية المحلية كالازهر والكنيسة وغيرها والتأكيد على أن الإرهاب لادين له وإرسال وفود بشكل دائم لمقابلة مسؤوليين روحيين ودنيويين فى الغرب .
ـ تطوير الخطاب الإعلامى داخل المجتمعات العربية بما يحول دونه إستخدام ألفاظ مثل الصليبية والمشركين والتوقف عن وصف المجتمعات الغربية بالكفر والشرك خاصة أن هذا الموقف لاينسجم مع الموقف الرسمى المصرى والعربى الذى ينادى بالتعاون والصداقة مع الغرب وترويج برامج إعلامية عن الإسلام والمسلمين بلغة أجنبية وشراء وقت فى محطات التلفزيون للدعاية وإحياء فكرة مهرجانات عن الإسلام فى العواصم الغربية .
ـ دعوة الدول غير المنحازة إلى مؤتمرات دورية تتناول المصالح المشتركة . وبصورة خاصة معالجة المفاهيم الخاطئة التى تروج ضد العرب والمسلمين أو تبادل زيارات والقاء محاضرات تبرز رسالة الإسلام لمواجهة الحملة الصهيونية المريضة .
ـ دعم المراكز الدولية ذات الصلة بالقضايا العربية . وذلك بإقامة ندوات مشتركة ذات صفة دورية‏ بين المفكرين والمثقفين المصريين والأجانب في عواصم عربية ودولية . وتنظيم قوافل ومعارض ثقافية عربية مشتركة تجوب العواصم والمدن الأجنبية‏ في جولات تبرز الهوية العربية . وتعرف بمختلف الألوان والأنشطة الثقافية والفنية العربية .
ـ إنشاء وتمويل برامج في المؤسسات الأكاديمية والجامعات في دول العالم‏ في المجالات التي تتصل بالتعريف بالقضايا والحضارة العربية الإسلامية .
ـ دعوة هيئات الإنتاج العربية للقيام بإنتاج مشترك لبرامج تليفزيونية وأفلام وثائقية عن الحضارة العربية الإسلامية باللغات الأجنبية بالتعاون مع شركات الإنتاج العالمي‏.
ـ إنشاء شبكات للمفكرين والمثقفين العرب والأجانب في دول العالم . وقيام بعثات جامعة الدول العربية ومجالس السفراء العرب في العواصم المختلفة بدور المنسق لها.
ـ وضع خطة طويلة المدى لبدء مشاركة رءوس الأموال والكفاءات العربية المختلفة‏ في الصناعات الثقافية خصوصا شبكات التليفزيون في الدول الأجنبية‏ وصناعة السينما. بهدف التأثير على صياغة السياسات الثقافية والإعلامية لهذه المؤسسات الخاصة.
ـ التوسع في استخدام الإنترنت للتعريف بالثقافة العربية والحضارة العربية الإسلامية عبر موقع خاص على الإنترنت باللغات الأجنبية‏ .
ـ إنشاء مراصد قانونية تضم قانونيين ومحامين لمواجهة العنصرية ضد العرب في المجتمعات الأجنبية . وذلك من خلال اتخاذ الإجراءات القانونية حسب القوانين المراعاة في كل بلد‏ .
ـ تعزيز التعاون مع اليونسكو والإسيسكو‏ والمؤسسات الثقافية للاتحاد الأوروبي‏ . والمفوضية العامة التابعة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان‏ في تفعيل الحوار الحضاري الإنساني‏ . والقيام ببرامج مشتركة بهذا الصدد‏ والاستفادة من إمكانات هذه المؤسسات في تنفيذ البرامج المشتركة .

15 ـ الآثار المصرية آلية مهمة لدعم الإقتصاد المصرى فى عصر العولمة

فى عصر العولمة تبقى عملية التنافس بين الدول وبعضها قضية حياة أو موت خاصة بعد رفع كافة الوسائل الحمائية التى تحمى بها كل دوله منتجاتها من السلع المستوردة .. ويصبح التنافس شديد جدا .. ولذلك فانه لابد من البحث عن تلك المنتجات التى تتميز بها مصر تنافسيا بما يؤدى فى النهاية إلى إنفرادها بها على الساحة ويعود عليها بالنفع العام ..
ويرى الحزب أن الآثار المصرية هى سلعة لاتنافسها أى سلعة مماثلة لها فى شتى أنحاء العالم ولذلك فانه لابد من التركيز عليها بما يؤدى إلى دعم الإقتصاد القومى .. فهى مصدر للدخل لايمكن منافسته من قبل أى دولة .. لكن المشكلة أن هذه الآثار مهملة ويتم وضعها فى مؤخرة الأولويات التى تهتم بها الدولة رغم كافة التصريحات التى نسمعها من المسئولين .. حيث تتعرض آثارنا إلى عمليات سرقة من قبل مافيا دولية منظمة تستهدف السطو على تاريخنا وآثارنا وحضارتنا .. ولابد من البحث عن أسباب عمليات التهريب الخاصة بالآثار ومن يقف ورائها .. والتصدى لهذه المافيا .. ولكى نتصدى لهذه المافيا لابد من تقنين منح تصاريح التنقيب عن الآثار فى مصر خاصة وأن كل الأدلة تؤكد تورط البعثات التى تقوم بالتنقيب عن الآثار المصرية .
وقد كشفت مجلة دير شبيجل الألمانية والشهيرة عن أسماء مجموعة من المتورطين فى عمليات سرقة ونهب الآثار المصرية القديمة وتهريبها إلى ألمانيا فى مقدمتهم عالم المصريات الشهير ديتريتش فيلدونج الذى يشغل منصب مدير المتحف المصرى فى برلين بالإضافة لزوجتة التى تعمل كمديرة للمتحف المصرى فى ميونخ . بالإضافة إلى بعض العلماء المختصين الذين يقومون بعمليات إستكشاف أثرية فى مصر .
والمجلة الألمانية أكدت أن علماء ألمانيا المهتمين يدركون هذه السرقات وعلى علم بها جميعا لكنهم لم يتحركوا بالمرة لحماية الآثار المصرية التى يعتبروا أمناء عليها من خلال عملهم .
ووجهت المجلة تساؤلات مباشرة وصريحة إلى علماء المصريات فى العالم بصفة عامة وفى ألمانيا بصفة خاصة عن سبب صمتهم وعدم مواجهة هذه الفضائح والتى تسئ إلى صورة ألمانيا وماتبذله بعثاتها وعلماؤها فى التنقيب عن الآثار وعمليات ترميمها فى مصر ؟.
وأكدت المجلة فى مقال لها أن جميع الآثار المسروقة من مصر موجودة فى مخازن المتحف المصرى بميونخ وقالت أن معظم علماء المصريات فى ألمانيا على علم بجميع تفاصيل هذه السرقات .
والنتيجة إمتلاء متاحف العالم بآثارنا المصرية دون أن يتحرك أحد ساكنا وإذا حدث وأن تحرك ثمة مسؤل فانه يتحرك بضجة إعلامية كبرى إحتفاءا بعودة بعض التماثيل محاولا إقناع العالم من حولة أن هذا كل مافى الأمر . وأن هناك بعض القطع البسيطة التى سوف يجرى التفاوض حولها لإعادتها لمصر قريبا . بينما الواقع يؤكد عكس ذلك تماما وأن جبل الثلج لازال يخفى الكثير أسفل الماء
وقد إعترف أحد أفراد عصابات تهريب الآثار من مصر إلى لندن فى التحقيقات التى أجرتها معه شرطة سكوتلانديارد مؤخرا والذى أكد أنه قام بتهريب 250 ألف قطعة أثرية من الآثار المصرية التى تفوق فى حجمها وعددها كل ماسبق تهريبه . وإعترف المتهم بأنه كان يعمل لحساب عصابه دوليه لتهريب الكنوز الأثريه من مصر إلى لندن .
وقد ذكر مصدر بشرطة سكوتلانديارد يعمل فى القسم الخاص بتعقب القطع الأثرية والفنية المسروقة أن دولا عديدة من بينها مصر واليونان وتركيا وإيطاليا تتعرض لعمليات تهريب آثار واسعة النطاق . على أيدى لصوص المقابر ومن يقومون بعمليات حفر بدون ترخيص .
وقد أكد جيمس أيبسون مدير المكتب الدولى لتسجيل الآثار والأعمال الفنية المفقودة بأن عمليات التهريب الخطيرة للآثار تنفذها عصابات دوليه . يصعب التوصل إلى منظميها أو المسيطرين عليها وأنه فى العادة يتم إلقاء القبض على أشخاص آخرين ممن يهربوا الآثار من بلد إلى بلد .
أيضا هناك معلومات أخرى تؤكد أن مجموعة من فرق مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى إقتحم عددا من مخازن بعض الأمريكيين الذين إشتروا آثار مهربة من مصر وعثرت بداخلها على كميات كبيرة من هذه الآثار وكان المكتب الفيدرالى قد حصل على معلومات من السفارة المصرية فى لندن والشرطة البريطانية تفيد بأن جوناثان توكلى بيرى البريطانى المدان بتهريب آثار من مصر قد باع كميات منها إلى عدد من الأمريكيين وأنهم أخفوها فى مخازن خاصة بهم . وهؤلاء لهم حسابات مصرفية بملايين الدولارات فى البنوك السويسرية والأمريكية .
وقد قال عالم الآثار البريطانى الشهير هارى جيمس مدير المتحف البريطانى السابق عندما سألوه عن مهربى الآثار والمافيا ودور البعثات الأثرية فيها أنه ليس متأكدا من أن تلك البعثات تفعل ذلك لكن ليس صعبا على العصابات المنظمة ان تفعل لإن إدارة الآثار عموما لاتستطيع مراقبة كل الآثار فى كل الوقت وفى كل مكان فالسارق ينظم ويخطط ويدرس أوجه القصور ولأهمية الآثار المصرية يوجد إناس بالخارج على إستعداد كامل لشراء اى قطعة آثار من مصر باى مبالغ مالية وقال هارى جيمس أن هناك مشكلة أخرى أكثر خطورة وهى تشكيل جماعات لديها القدرة على تزييف القطع الأثرية وبيعها على أنها قطع أصلية ولايقتصر هذا التزييف على الآثار فقط بل يشمل كل الفنون الأخرى مطالبا فى ذات الوقت برصد الميزانيات الكافية للحفاظ على الآثار فى مصر .
وقال أن السياح الذين يحضرون لمصر يدفعون من أجل الآثار وليس من أجل الفقراء .
وإذا كان العالم بأثرة قد تعامل مع الآثار المصرية باعتبار أنها نهبا لهم ومن حقهم بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة فان إسرائيل هى الأخرى قررت أن تنزل الساحة خاصة وأنها إكتشفت أن هذه الساحة خالية أمامها تماما حيث تسلل عدد من الإسرائيليين إلى مخازن تل بسطة الأثرية بالشرقية وقاموا بسرقة 2185 قطعة أثرية فرعونية نادرة تم العثور عليها فى منطقة بئر يوسف . التى تم إكتشافها حديثا فى محاوله منهم لفك رموز الحقبة الزمنية التى عاشها اليهود فى مصر خاصة تلك التى عاش فيها يوسف وموسى .
ويرجع تاريخ هذه القطع الأثرية المسروقة إلى بداية عهد تكوين الأسر الفرعونية وقد تم تهريبها إلى تل أبيب مباشرة عن طريق سيناء . وقام بالسرقة الوفود الإسرائيلية التى كانت تأتى لزيارة تلك المنطقة بكثافة .وتجولوا داخل المخزن المتحفى والمفترض جدلا أنه مغلق . وهذه الوفود تأتى إلى هذه المنطقة دائما ومعها تعليمات مشددة بحمايتها وعدم دخول الشرطة للأماكن التى يدخلونها .
لقد إعترفت المجالس القومية المتخصصة بأن سرقة ونهب آثار مصر وتهريبها للخارج يرجع إلى أعمال التنقيب التى تمت دون رقابة خلال السنوات الماضية . وأن بعض أعضاء البعثات الخاصة بالحفر والتنقيب كانوا يفتقدون الوازع الأخلاقى والضمير .
وأشارت الدراسة إلى انتشار عناصر إجرامية أجنبية ومحلية عملت دون كلل على سرقة واغتصاب آثار ومخازن مصر الفرعونية .
وقد اتهمت الدراسة السلطات والجهات الأثرية المسئولة فى مصر طوال قرن مضى بعدم إدراك قيمة الممتلكات الوطنية مما مهد السبيل للعبث بتراثنا الأثرى . ولعل أسوأ مثال على ذلك العبث كما تشير الدراسة ماقام به القنصل الإنجليزي سولت والفرنسى دور فينى وغيرهما من الإيطاليين والسويديين من حفائر أثناء عملهم الدبلوماسى فى مصر أوائل القرن الماضى وما أوعزوا به إلى غيرهما من ناهبى الآثار من القيام بحفائر علنيه وأخرى سرية. وكان هدف هذه الحفائر السلب والنهب فتمت بذلك أكبر سرقة لتاريخ مصر .
وتشير المجالس القومية المتخصصة إلى قيام الملوك والرؤساء المصريين على الاشتراك فى مهمة التفريط فى آثارنا القيمة من خلال إهداء قطع أثرية نادرة لأجانب . وتذكر أن محمد على أهدى مسلة لفرنسا كما أهدى الخديوى عباس الأول جميع معروضات أول متحف للآثار الفرعونية والذى كان مقاما داخل أحد قصور المماليك فى الأزبكية لولى عهد إمبراطور النمسا .
وتشير الدراسة إلى أن الآثار المهداة أو المنهوبة تشكل مجموعات ضخمة من آثار مصر ومن أشهر القطع التى تم تهريبها من مصر . رسم القبة السماوية والذى كان موجودا بمعبد دندرة ورأس نفرتيتى . كما تسربت أعداد لاحصر لها من الآثار المصرية الإسلامية ضمت مصاحف ومشكاوات وأطباقا وأباريق وسجاجيد ومنابر .
وشملت السرقات والاهداءات الوثائق والمخطوطات العربية والإسلامية والتى توجد فى المكتبات الأجنبية الأوروبية والأمريكية .مثل المكتبة الوطنية بباريس ومكتبة الاسكوربال بمدريد ومكتب الفاتيكان بروما . كما خرجت من مصر أعداد لاحصر لها من الوثائق التى تتصل بشئون الحكم كالمعاهدات والقوانين . وتضم المكتبات الأهلية بفيينا أكثر من 15 ألف بردية عربية بجانب صناديق تحتوى على 40 ألف وثيقة عربية من الورق البردى .
وكان للرؤساء دور فى إخراج الآثار المصرية من مصر حيث أهدى جمال عبد الناصر لشاه إيران السابق وزوجته ولشخصيات عديدة من الملوك والرؤساء تماثيل للطائر أبيس والآلهة أوزوريس وإيزيس ومجموعة من العقود والأوانى من عصر الملك زوسر . كما أهدى الرئيس أنور السادات مجموعات تماثيل وأوانى من التى عثر عليها فى منطقة سقارة بالإضافة إلى تماثيل خشبية مذهبه ترجع إلى العصر المتأخر .
كما أهدت الحكومة المصرية فى عهد السادات أيضا مجموعات آثار مثل معبد دندرة الصغير والذى كان مقاما على أرض النوبه للرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون أثناء زيارته لمصر عام 1974م . كما أهدت معبد دابوت إلى الحكومة الأسبانية والمقام حاليا على ربوة عاليه فى ميدان مدريد .
ومما سبق فان حزب شباب مصر يؤكد على ضرورة إعادة النظر فى كل السياسات المتبعة للتعامل مع الآثار الموجودة . ويؤكد على ضرورة وقف إهدار هذه القيم الأثرية والتاريخية والتى لايوجد لها مثيل فى اى مكان بالعالم . سعيا نحو الترويج لها عالميا بما يؤدى فى النهاية إلى تحويلها إلى مصدر لزيادة دعم الإقتصاد الوطنى باعتبار أن آثار مصر هى قيمة وسلعة ذات ميزة تنافسية لامثيل لها فى العالم . ويقترح حزبنا فى هذا الصدد :
ـ إعادة النظر فى كل الوسائل التى تتم بها حراسة الآثار حيث أن المواقع ليست محروسة حراسة جيدة ولاتوجد بها وسائل الكترونية للتأمين حتى أن الخفراء فى بعض المناطق غير كافيين لتأمين هذه الآثار .
ـ ويؤكد الحزب على أن النظام الخاص بتسجيل قطع الآثار بعد خروجها وإكتشافها غير دقيق أساسا خاصة فى السنوات السابقة التى كان يسمح فيها بتقطيع بعض الآثار وبالتالى تزداد الأعداد ومن ثم يتم تهريب البعض الآخر . مما يحتم البحث عن وسيلة جديدة لتسجيل وحماية الآثار والتنسيق فى هذا الشأن بين وزارة الداخلية ووزارة الثقافة وهيئة الآثار.
ـ وضع خطة الكترونية لتأمين المواقع الموجود بها الآثار ووضع وتنفيذ برنامج كامل للتوصيف والتسجيل لكل الموجودات والحفائر المختلفة .
ـ مراجعة كافة القوانين المتعلقة بالآثار المصرية خاصة وأنه كان هناك قانون لحماية الآثار وهو القانون رقم 215 لسنة 1951 م والذى ظل مطبقا دون إجراء أى تعديلات عليه حتى عام 1983 م حيث صدر القانون رقم 117 والذى يتم العمل به منذ 17 عام دون أى تعديلات حتى الآن .
ـ وضع رقابة صارمة على التصرف فى الآثار وإعطاء التصاريح للجهات آلتي تنقب عن البعثات بما يجعلها محكومة فى إطار ضيق .. فالقانون خول لهيئة الآثار منح هذه التراخيص حيث تشير المواد من 31 إلى 34 إلى أن الهيئة مخوله بترتيب أولويات التصريح للبعثات والهيئات بالتنقيب عن الآثار ويكون التنقيب تحت إشرافها عن طريق من تندبه لهذا الغرض من الخبراء .والأمر بهذه الصورة يخضع آثار وتاريخ بلد بأكمله لأشخاص .. وهو أمر يتنافى مع أهميه هذه الآثار ومكانتها العالميه ويعد ذلك من عيوب القانون القديم .
ويؤكد حزبنا على ضرورة إعادة النظر فى قانون الآثار حيث أن المادة 35 تقول بالنص ‘‘ جميع الآثار المكتشفه التى تعثر عليها بعثات الحفائر العلميه الأجنبيه تكون ملكا للدوله ومع ذلك يجوز للهيئه أن تقرر مكافأة للبعثات المتميزة إذا أدت أعمالا جليله فى الحفائر والترميمات بأن تمنح بعضا من الآثار المنقوله التى إكتشفتها البعثة لمتحف آثار تعينه البعثه …. ’’
كما أن المادة 36 منحت للهيئة حق إعطاء البعثات بعض الآثار المنقوله كما يجوز لها إختيار الآثار التى ترى مكافأة البعثات بها ..
وهو مايؤكد أن الأمر كله فى يد وتصرف بعض الأشخاص دون ضابط أو رابط . والعقوبات بخصوص لصوص الآثار لاتتناسب مع قيمة الآثار ومكانتها بالمرة .. ففى نفس الوقت الذى تخطط فيه عصابات دوليه للسطو على آثارنا .. وتخطط دول لمحاوله إمتلاك أى أثر منها لتزويد متاحفها ببعضها نظرا لقيمتها يعاقب القانون المهربين ولصوص الآثار بعقوبات لاتتناسب مع خطورة القضية برمتها .. فمثلا كل من يقوم بتهريب أثر خارج مصر عقوبته الأشغال الشاقة المؤقته وغرامة خمسين ألف جنيه .. مع أن هناك آثار يتم بيعها بملايين ا الجنيهات . فما قيمة الخمسين ألف جنيه كغرامة ؟ .. كما يعاقب لصوص الآثار داخل مصر بالسجن مدة لاتزيد عن سبع سنوات وغرامة لاتتجاوز خمسين ألف جنيه كما يعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن سنتين وغرامة لاتزيد عن 500 جنيه كل من نقل أثرا بدون إذن من الهيئة .
ـ إستغلال الإنترنت والفضائيات المصرية والعربية الغربية للترويج للآثار المصرية .
ـ تنظيم حملات دعائية منظمة فى شتى أنحاء العالم حول الآثار المصرية وتاريخها وقيمتها .
ـ إقامة عروض ومسرحيات وإحتفاليات ودور عرض سينمائى متطورة بالقرب من مواقع الآثار .

16 ـ دعـم المنتج المصرى

يرى حزبنا أن الحروب المستقبلية هى فى الاساس حروب إقتصادية ولذلك فانه يؤكد على ضرورة دعم الإقتصاد المصرى من خلال دعم المنتج المصرى نفسه والترويج له عالميا خاصة وأن الإتفاقيات الدولية الجديدة سوف ترفع عن قريب كل أوجه الحماية المفروضة على المنتج المصرى ولذلك فان الحزب يرى أنه لابد من سبل لدعم هذا المنتج من خلال :
ـ التركيز على أوجه المنافسة فيه . والبحث عن مصادر قوة له ثم تسويقة تسويقا جيدا .
ـ عدم الإعتماد على أى شركات عالمية فى التسويق . خاصة وأن هذه الشركات هى فى الاساس شركات غربية يهمها الترويج أساسا للمنتج الغربى وليس المصرى . ولذلك فان الحزب يؤكد على أهمية تضافر الجهود وتماشى المنتج المصرى مع الظروف الراهنة .
ـ التسويق الداخلى للمنتج المصرى فى مواجهة الغزو السلعى الأجنبى وهذا لن يتأتى إلا من خلال زيادة القوة الشرائية للأفراد من خلال إعادة النظر فى أسعار الخدمات المقدمة لهم من كهرباء وتليفونات ومواد غذائية. وإعادة النظر فى إستخدام الضرائب غير المباشرة فى تمويل العجز فى الموازنة .
ـ مواجهة ظاهرة التجارة العشوائية التى تسئ إلى المنتجات المصرية والتأكد من مطابقة مواصفات إنتاج السلع المصرية مع المواصفات الدولية وهذا لن يتأتى بدوره إلا بقوانين صارمة وحادة تواجه هذه الظاهرة .
ـ توفير البيانات والمعلومات الصحيحة للمستثمرين والتجار ورجال الاعمال عن الأسواق وحجم الطلب الفعلى بها حتى يتم تفادى ظاهرة تكدس المخزون الراكد . وإحكام الرقابة على المنافذ الجمركية من تهريب السلع المستوردة إلى داخل البلاد .
ـ تنظيم العملية الإستيرادية من خلال توفير المعلومات الدقيقة عن الإحتياجات الفعلية للسوق المحلى من السلع المستوردة مع عدم السماح لإستيراد سلع لها مثيل محلى فى الجودة . وإنشاء شركات متخصصة فى التسويق تعمل بتكنولوجيا عالية لتنشيط حركة المبيعات للمنتجات المحلية .
ـ كما يؤكد حزب شباب مصر على أهمية ضرورة تسديد متأخرات الحكومة وإعادة جدولتها أولا بأول بما يساعد على تدفق الأموال فى السوق وإتاحة وتيسير قيود الشراء من خلال وضع سياسات مصرفية لضخ أموال جديدة فى الأسواق وتنظيم إئتمان ميسر للمواطنين لتشجيعهم على الشراء بما يحقق الرواج فى الأسواق والحد من ظاهرة حرق الأسعار . وتحسين مناخ الإئتمان بانشاء محاكم تجارية متخصصة للفصل فى القضايا التجارية لإعادة الهيبة والإستقرار إلى المجتمع التجارى والمعاملات التجارية .
ـ إتخاذ إجراءات إيجابية حول تطبيق سياسات نقدية تعتمد على قواعد العرض والطلب للنقد الأجنبى مع مراعاة التوقيت المرتبط بظروف مناخ الإنتاج والإستثمار ومتطلبات السوق المحلى والتزامات الحكومة نحو الطبقات محدودة الدخل .

17 ـ نحو تعاون مصرى عربى فاعل فى مجال الإقتصاد

يؤكد حزب شباب مصر على أهمية التعاون العربى المشترك فى عصر لايعترف إلا بالكيانات العملاقة .. ويرى أنه لامستقبل حقيقى لأى دولة عربية إلا فى ظل تعاون عربى مشترك . وأنه لابد من إتخاذ مصر خطوات قوية وفعالية نحو دعم التعاون العربى المشترك بخطط طموحة تتلاشى كافة السلبيات التى نجمت عن الهرولة خلف التعاون الأمريكى والأوروبى .. ويؤمن حزب شباب مصر إيمان حقيقى بأنه لامستقبل لأى دولة عربية إلا فى ظل حماية حقيقية تنطلق من تعاون عربى مشترك .. وسوف ندرك أهمية مايقترحه الحزب فى هذا الصدد إذا أدركنا أن هناك نحو 150 مليار دولار من الأموال العربية المودعة فى البنوك الأمريكية والأوروبية معرضة لخطر التجميد تحت زعم الإشتباه فى إستخدامها فى تمويل من تصفهم تلك الدول بالإرهابيين .
ويؤكد الحزب أن حجم الأموال فى المصارف الأوروبية والأمريكية تجاوزت حتى نهاية 2001 نحو 900 مليار دولار وهذه الأموال تلعب دورا رئيسيا فى خطط التنمية الإقتصادية وإرتفاع الناتج القومى فى الدول الأوروبية وإنها تشكل 12 % من مصادر الدخل القومى فى ستة دول أوروبية كما أن بنوك أوروبا وأمريكا تعتمد على الدخل القومى فى 8 دول أوروبية وبنسبة لاتقل فى غالب الأحيان عن 25 % فى خطط التوسع والتطوير وتمثل الـ 900 مليار دولار النقود السائلة فى حين أن هناك العديد من الأصول الأخرى كالعقارات والشركات والمؤسسات التى تخضع لملكية عربية .
ويرى حزبنا أن عصر العولمة وتشابك المصالح يفرض على مصر تبنى سياسة تقوم على ضرورة إستفادتها هى وباقى الدول العربية من هذه الأموال وبما يعود عليها بالمكاسب . وهو أمر لن يتحقق بجهد مصرى فحسب بل بجهد عربى مشترك . لكن دائما يبقى لمصر المبادرة فى هذا التحرك .
ويؤكد حزبنا على ضرورة وجود تحركات مصرية على هذا المستوى وبما يتناسب والنظم العالمية السائدة من خلال العديد من التصورات تتضمن :
ـ السعى نحو إنشاء شركات عربية فى مجالات الزراعة والغذاء تنطلق فى الأساس على إستثمارات القطاع الخاص بمساندة من الصناديق العربية . وإستغلال التقدم التكنولوجى فى مجال الزراعة .
ـ ويؤكد حزب شباب مصر على أن بداية التعاون العربى الحقيقى المشترك نحو تشكيل سوق عربية ترى النور يبدأ من الزراعة خاصة وأن الدول العربية كلها تملك كل المقومات الأساسية اللازمة لتكامل زراعى وتجارى فأراضيها الزراعية وباحثوها وعلماؤها يملكون العلوم والخبرة وقادتها يؤمنون بوجوب التكامل .. ويقترح الحزب فى المجال الزراعى الآتى :
1 ـ تعاون مصرى مع كل من تونس والجزائر والمغرب وسوريا ولبنان . وهذا التعاون يحقق الإكتفاء الغذائى للوطن العربى كله وليس لمصر فى مجال القمح والشعير نتيجة لمناخها المناسب شتاء ويحقق أيضا الإكتفاء فى مجال الذرة صيفا ويحقق أيضا وفرة فى مجال المياه العذبه والأراضى الخصبة إضافة إلى الخضروات الطازجة .
2 ـ يمكن تغطية إحتياجات الوطن العربى كله أيضا من القطن والذرة والمحاصيل الزيتية من خلال تعاون مصرى مع السودان والعراق والجزائر .
3 ـ كما يمكن تحقيق وفرة فى إنتاج رؤس الماشية لكافة الدول العربية من خلال التعاون المشترك بين كل من مصر والسودان وليبيا وتونس واليمن والجزائر والصومال وموريتانيا .
4 ـ يمكن لدول الخليج العربى التخصص فى التصينع الزراعى بما تمتلكه من رؤس أموال ومساحات كبيرة لإقامة المصانع الكبيرة المجهزة بأحدث المعدات العالمية اللازمة لإنتاج المنسوجات القطنية بجميع أنواعها الفاخرة والشعبية وكذا منسوجات الألياف الصناعية والأصواف من الإنتاج الحيوانى لباقى الدول العربية وكذلك إقامة مصانع الزيوت النباتية السائلة والمهدرجة ومصانع الكرتون والسلال اللازمة للتعبئه والتصدير بالإضافة إلى إنتاجها من النباتات الطبية والعطرية التى تمكنها من إقامة مصانع الأدوية اللازمة لتصنيعها وايضا توريد منتجاتها من التمور الفاخرة إلى جميع دول المنطقة .
5 ـ يمكن لمصر أن تعمل عملية توسيع لإنتاج اللحوم البيضاء والدواجن الكافية لتغطية إحتياجات الوطن العربى فى حالة ماإذا تعاونت مع دول مثل لبنان وسوريا وتونس والمغرب والجزائر .
6ـ وضع إستراتيجية تشرف عليها جامعة الدول العربية لإستصلاح الأراضى البور والمالحة والقلوية التى تنتشر فى مصر والعراق وسوريا والجزائر وتونس والسودان لزيادة المساحة المزروعة .
ويرى حزب شباب مصر أنه قد حان الوقت نحو إتخاذ خطوات عملية وحقيقية بعيدا عن الشعارات البراقة التى إستهلكت جزء كبير من عمر الوطن العربى من أجل إقامة منطقة تجارة عربية حرة يكون لمصر الدور الأساسى فيها خاصة وأنها تضم أجود العقول والعمالة الماهرة . وتضم الكثير من الكفاءات القادرة على توجيه هذه المنطقة بما يحقق المصلحة العامة والخاصة لها .

7 ـ إستمرار الجهود الفعالة المتعددة الأطراف من خلال الجات ومنظمة التجارة العالمية لتحقيق حرية التجارة فى الأجل الطويل على اساس علمى .

18 ـ تفعيل إتفاقية الدفاع العربى المشترك

يؤمن حزبنا بأنه إذا كان هناك ضرورة ملحة تفرضها التغيرات العالمية من أجل عاون على المستوى الإقتصادى . فانه يؤمن أيضا بضرورة التعاون العربى على المستوى العسكرى خاصة فى ظل التكتلات التى تظهر كل يوم وتتجه دول العالم نحو هذه التكتلات كضرورة لابد منها ولامهرب منها بالمرة .. ولذلك فانه لابد من تعاون عسكرى مصرى عربى خاصة وأن أمن المنطقة اصبح مهدد بشكل لايمكن السكوت عليه . ولعلنا جميعا لاحظنا تعرض المنطقة للخطر إبان عمليات الحصار التى قامت بها إسرائيل للرئيس الفلسطينى ياسر عرفات وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلى أنه لن يمانع فى توجيه ضربات موجعه خارج إسرائيل حسبما تقتضيه مصلحتها .. وهو مايؤكد أن مصر فى مقدمة الدول التى قد يتعرض أمنها إلى خطر وتهديد من قبل إسرائيل ويرى الحزب أنه لابد من تفعيل إتفاقية الدفاع العربى المشترك كوسيلة اساسية لحماية الأمن المصرى العربى بما يكفل ردع أى عدوان خارجى والتصدى لأى تهديدات قد تقع على كاهل مصر فى أى وقت . على أن تتبنى مصر إستراتيجية فى هذا الصدد تقوم على تعديل الإتفاقية وتعديل أسلوب تنفيذها على ضوء خبرة السنوات الطويلة الماضية .
ويرى الحزب أن الدفاع العربى المشترك لابد أن يستند وينبثق من عمل سياسى عربى تتفق عليه الدول العربية . على أن تلتزم الدول التى وافقت على الإتفاقية بتنفيذ قرارات وتوصيات مجلس الدفاع العربى طالما أنها صدرت بالأغلبية إذ ليس من المعقول أن تتسبب دولة او إثنتين فى عرقلة ماأجمعت عليه الأغلبية كما حدث من قبل وكما يحدث حاليا وماسوف يحدث مستقبلا .
ولذلك فانه على مصر أن تحدد الهدف القومى العربى أولا . ومنه يتحدد الهدف الإستراتيجى ووسائل تحقيقه . ويكون هناك إتفاقا سياسيا بين الدول العربية على الهدف . ثم يلى ذلك وضع إستراتيجية عليا لتنفيذ هذا الهدف سياسيا وعسكريا واقتصاديا وبدون ذلك يصعب القيام بعمل دفاع عربى مشترك .

19 ـ توظيف الشباب فى عصر العولمة

تقوم رؤية حزب شباب مصر بخصوص عملية التوظيف على رفع يد الدولة تماما عن عملية التوظيف . ووقف هذه العملية لمدة عشرة سنوات كاملة خاصة وأن كل الأرقام والإحصائيات الرسمية الصادرة عن مؤسسات بحثية أورسمية تكشف عن أرقام تصدم أى محلل لها حيث تشير الأرقام والبيانات أن قيمة تكاليف تشغيل الجهاز الحكومى من أجور ومرتبات ومكافآت ومستلزمات التشغيل والنفقات الإستثمارية المخصصة لإقامة المبانى والمنشآت الحكومية وتجهيزها بالمعدات والأثاث والسيارات إرتفع من 535.6 مليون جنيه عام 1962/ 1963 إلى أكثر من 47 مليار جنيه عام 1996 /1997 كما قفز عدد الموظفين بالإدارة الحكومية من 441 ألفا عام 1951 إلى 5.5 مليون عام 1998 وبلغ عدد القرارات التنظيمية لأجهزة الدولة من سنة 1980 إلى 1996 نحو 4105 قرارا تنفيذيا .
وخلال العشر سنوات التى تقوم فيها الدولة برفع يديها عن عملية التعيين . يتم إعادة تقييم كافة القوى العاملة الموجودة فى مكاتب القطاع العام والحكومى . ويتم التخلص من كل القوى الزائدة عن الحد الفعلى المطلوب بما يؤدى إلى إحداث نوع من التوازن داخل كافة القطاعات بعدها على أن يتم التأكيد من خلال المناهج الدراسية فى مراحل التعليم المختلفة أن الدراسة ليست وسيلة لعملية التوظيف بقدر ماهى وسيلة لإعداد الإنسان الجيد القادر على العطاء فى وسط مجتمع بناء ومنتج . وهذا لن يأتى إلا من خلال مرحلة زمنية يتم خلالها تنفيذ مخطط قومى يزيح ويمحو وجهة النظر التى تراكمت عبر السنوات الماضية ان الدولة هى المسئول الأول عن عملية التوظيف .
ـ والحزب يرى أن عصر العولمة والنظام العالمى الجديد لايمكنه أن يقبل التعامل مع المناهج الدراسية والتعليم بشكل عام . باعتبار أنهما الوسيلة الأساسية للتوظيف . وإنما إعداد الفرد القادر على مواجهة العصر بوسائل متطورة تجعله فرد نافع ومنتج فى المجتمع وليس فى حاجة إلى تلك الفرصة التى توفرها له الدوله بمبالغ زهيده . تعتبر فى الأساس خصما من أموال وميزانية الدولة المطلوبة للحاجات الأساسية وإنما يجب أن يتأكد للجميع أنه قد حان الوقت الذى يعتمد فيه الخريجيين على أنفسهم من خلال الإعداد الجيد لقدراتهم وتوظيفها توظيفا صحيحا .
ـ والحزب على قناعة أن مثل هذه الخطوة قد تمثل نقلة نوعية كبرى فى التعامل مع عمليات التوظيف وقد تسبب صدمة للكثيريين لكنه على قناعة أيضا بأن مثل هذه الخطوة ستوفر الكثير من قدرات شبابنا حيث أن هذه القدرات مستهلكه فى الأساس فى وظائف روتينية لاتضيف لقدرات ودور الشباب المصرى أى دور . وإنما هى فى الأساس خصم من رصيده وحياته وقدراته وعطاءه المتوقع منه . ولذلك فان الحزب يرى أن هذه الخطوة مهمة جدا بما يعود بالنفع على الشباب وعلى وطنه . ووضع خطة قومية تؤدى إلى تحقيق هذا المطلب كفيله بمحو كافة الآثار المترتبة عليها .
ـ على ان تبدا الدولة بعدها فى إختيار حاجاتها الحقيقية والأساسية من القوى العاملة من خلال لجان قومية يتم تشكيل أعضائها من قيادات فى القطاع الخاص والعام .
ـ على أن يتم عقد دورات تدريبية وإختبارات للموظفين بالقطاع العام والحكومى كل فترة وكل من يفشل فى إجتياز هذا الإختبار يتم تنحيته من موقعه ووضع بديل له أكثر كفاءه . بعد إعطاءه مستحقاته القانونية . ويشترط أن يشرف على هذه الإختبارات لجنة يتم تشكيلها من المصلحة الحكومية نفسها والتى تجرى فيها الإختبارات بما لايؤدى فى النهاية إلى تحول هذه الإختبارات إلى سيف مسلط على رقاب العاملين بالدولة وأجهزتها .
ـ يؤكد حزب شباب مصر على أنه ولكى يتم تطوير جهاز الدولة وقطاعها العام لابد من شرط أساسى للتعيين لديها وهو إجادة إحدى اللغات الأجنبية والحاسب الآلى .
ـ عقد دورات تدريبة لكافة الموظفين كل عام بحيث تجعلهم هذه الدورات مواكبين لحركة التطور العالمية أولا بأول وكل من لايتجاوز هذه الدورات يتم تسريحة بعد منحه كافة مستحقاته .
ـ تسهيل عمليات منح قروض للشباب لمنحهم بديل لوظائفهم . دون الدخول فى عمليات تعقيد روتينية على أن يتم رد أصل المبلغ دون أى فوائد تتراكم عليهم . على أن يمنح المتميزين فى مشروعاتهم حوافز تشجيعية كأن يتم التنازل عن جزء من هذه القروض . ومنح المشروعات الناجحة الكثير من الإعفاءات الضريبية .
ـ توفير بيوت خبرة ومكاتب إسشارية مجانية تابعة للدولة لمساعدة الشباب فى تقديم الخبرة المطلوبة لهم فى كافة المشروعات التى يقبلون عليها .

20 ـ الإسـكان

فى مشكلة الإسكان يرى حزب شباب مصر أنها أزمة متوطنة وتمتد بجذورها إلى سنوات طويلة جدا . وعليه فانه يرى أنه لابد من موقف جاد وحازم سعيا للتغلب عليها حيث تمتد هذه الأزمة إلى ماقبل عام 1952 حيث لم تكن هناك أزمة فى مجال الإسكان فى الأصل . ولكن كانت هناك تداعيات محدودة ومؤقتة بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وكان مجال الإسكان متروكا تماما لآليات السوق . ولكن بعد قيام الثورة كان من أهم أولوياتها توفير المسكن الملائم للمواطن المصرى مما جعل الثورة تنوء بحمل لم تتحملة . وزاد على كاهلها لظروف مختلفة فقد دخلت البلاد حروبا متتابعة من عام 1956 ثم 1962 حرب اليمن ثم 1967 وقد إنشغلت الثورة عن المستثمرين فى مجال الإستثمار العقارى وهو المضمون حينئذ لإرتفاع عائدة بغية تجميع رؤس الأموال فى البنوك لأغراض قومية كالصناعات الثقيلة والسد العالى لتوفير السيولة حينئذ . وقد وصلت السوق العقارى من الإنتعاش فى الثمانينيات ومنتصف التسعينيات أدت إلى هرولة عقارية من مختلف الأنشطة والإستثمارات إلى المجال العقارى بالإضافة إلى غياب الضوابط العمرانية حينئذ فمثلا نجد عشرات من القرى السياحية فى مدينة 6 أكتوبر ظهرت فى وقت لاحق لمشروع حقق نجاحا مما يعكس غياب الخريطة العمرانية للإستثمارات المحلية . ومن ناحية أخرى فان حجم الإستثمارات غير المنظم فى المدن الجديدة والذى لم يواكبة مردود إستثمارى قد أدى بصورة مباشرة إلى حالة من الكساد .
وتشير ملامح خريطة الإسكان فى مصر إلى أن أسعار الأراضى الخاصة بالبناء إرتفعت بشكل خرافى وفى بحر 25 سنة من 1975 إلى 2000 إذ تضاعفت نحو 200 مرة وكان سعر الأرض فى أرقى الأماكن سنة 1973 من 40 إلى 60 جنية للمتر وصار حاليا نحو عشرة آلاف جنية للمتر . كما كانت أسعار أراضى البناء فى الأحياء الشعبية من 2 جنية سنة 1973 وإرتفع مؤخرا إلى نحو 400 جنية للمتر فصارت تكلفة الأرض جزء مهما من تكلفة الوحدة السكنية . وتكونت فئة المنتفعين من المضاربة على إرتفاع أسعار الأرض وكونوا ثروات هائلة وتحول بعضهم من سماسرة بيع أراضى إلى مستثمرين عقاريين وسط غياب تشريع واضح وحازم لضرائب زيادة الثروة كما فى أغنى الدول الرأسمالية .
ومايؤسف له حقا أن تكلفة البناء إزدادت نحو 50 مرة للإسكان الشعبى من 8 جنية للمتر المربع للمساكن الشعبية إلى 450 جنية للمتر لمشاريع الشباب وكان أحد أسباب إرتفاع تكلفة الإنشاء بخلاف زيادة أسعار مواد البناء والعمالة . كما إرتفع وتضخم هامش الربح للمقاولين من نحو 5 % فى الستينيات إلى 25 % فى التسعينيات فاختلت إقتصاديات الإسكان وزادت تكلفة المسكن من 50 إلى 70 ضعفا والأجور إرتفعت من 5 إلى 10 مرات وهذا هو عصب المشكلة كما يراها حزب شباب مصر .
ولقد كان قطاع المقاولات فى مجملة قطاعا عاما . أى ملك للدولة وتديره بقبضة قوية وزارة الإسكان . كما تدير شركات مواد البناء وإذا بالإتجاة إلى الخصخصة يؤدى إلى ظهور شركات قوية وثرية ملك القطاع الخاص . وبدلا من أن تتنافس لمصلحة المستهلك . إذا بمعظمها يتحول إلى قطاع الإستثمار العقارى ثم هجروا الإسكان الشعبى وإتجهوا منذ عشر سنوات لإنشاء مشاريع الإسكان فوق الفاخر . وقد تصور البعض أن الإقتصاد الحر يعنى ترك الحبل على الغارب حتى صرنا نعيش حياة المحيطات السمك الكبير يتغذى على السمك الصغير . وكان من المفترض أن تقوم الدولة بوضع سياسات تدعم وتحفز القطاعين العام والخاص كما فى دول أوروبا لإيجاد التوازن الذى يشجع الإستثمار فى مجال إسكان الفقراء . ثم تدعمة الدولة مثل رغيف العيش فيوازن الإندفاع الملحوظ لإنشاء مساكن الأثرياء . ففى غياب مثل هذا النوع من التخطيط التأثيرى وهو مشروع له فاعلية فى كل الدول الرأسمالية فى أوروبا وأمريكا تتحول الأمور إلى حالة من التسيب المخل بالأمن الإجتماعى .
وخلال ربع القرن الأخير حدث نوع من إتساع الفجوة الإقتصادية وكان لذلك أثرة على أوضاع السكن فلدى الأسر الثرية أكثر من وحدة سكنية أما الفقراء فقد إنقسموا إلى جماعتين :
الأولى : متوسط الحال يعيشون فى مساكن بايجارات مجمدة هزيلة
الثانية : لم يكن أمامها من سبيل سوى العشوائيات والتى طوقت محافظة القاهرة .
ورغم جهود الدولة المبذولة فى توفير مسكن ملائم لقطاع عريض من الشباب مثل مشروع مبارك لإسكان الشباب. ومشروع سوزان مبارك لمحدودى الدخل ومشروعات الإسكان فى بعض المحافظات وبقدر مايتم تنفيذه فى هذه المشروعات بحوالى 100 ألف وحدة سكنية سنويا فان حجم الطلب الحقيقى والمتراكم منذ سنة يصل إلى 750 ألف شقة سنويا عبارة عن 480 ألف وحدة لحالات الزواج الحديث و220 ألف وحدة لاحلال المناطق العشوائية و50 ألف وحدة لاحلال الوحدات القديمة الآيلة للسقوط . وهكذا فان نسبة مايتم تنفيذه هو 15 % من هذا النوع من هذا الإسكان وتظل المشكلة الكبرى فى الـ 85 % الباقية وهى تتكلف مبالغ باهظة لأن الدولة تقدم دعما ماليا بنحو 70 ألف جنية لكل وحدة متمثلة فى 15 ألف جنية تنفيذ طرق ومرافق وخدمات و55 ألف وهى دعم سعر الفائدة 4% بدلا من 11% لمدة 40 سنة وبهذه الأرقام نجد أن المطلوب من الدعم لتوفير الإحتياج الفعلى 750 ألف شقة هو 50 مليار جنية سنويا وهو مايفوق إمكانيات أى دولة مهما تكن . والنتيجة ظهور مافيا الإسكان وفئات المنتفعين من الأزمة .
والحل من وجهة نظر حزب شباب مصر يكمن فى :
ـ رفع الإيجارات المجمدة للوحدات المستخدمة فى السكن . وهو مطلب شعبى تأخر كثيرا .
ـ دعم الدولة للإيجارات المرتفعة على المساكن الجديدة لتتناسب مع دخول الفئات الفقيرة . وصيانة المبانى عن طريق الملاك القدامى . وزيادة الضريبة العقارية والتى يجب أن يتحملها الساكن بحيث تكون متدرجة .
ـ توسيع رقعة النظام الإئتمانى بحيث يتم منح الشباب شقق متوسطة التكلفة بحيث يكون الضامن الوحيد هنا مرتبه حيث يتم خصم جزء من مرتب الشاب مقابل الإنتفاع بالوحدة السكنية .. وفى حالة وفاته إما أن يقوم ورثته من الأبناء أو الزوجه بتسديد الباقى فى حالة عدم إستكمال السداد أو يتم بيعها لمواطن آخر مقابل تسديد جزء مما تم دفعه . على أن يتم الإستغناء عن جزء من المدفوع مقابل حق الإنتفاع الذى تم خلال الفترة الماضية والتى قضاها صاحب الشقة الأساسى فيها .
ـ عمل نظام تأمينى للمساكن منذ الصغر حيث تقوم الدولة بفتح حسابات صغيرة للآباء الراغبين فى توفير شقق للأبناء منذ صغرهم . يتم فيه إيداع مبلغ صغير جدا يتم الإتفاق عليه لمدة عشرين عام يتم إستثمارها هى وملايين الجنيهات خلال هذه السنوات بحيث يتم توفير شقة للحاجزين بأسماء الأبناء أو لمن يرشحونهم للحصول على الشقة بعد عشرين عام .

21 ـ تشكيل صف ثانى وثالث من القيادات الجديدة

بعد تشكيل حقيقى لوعى الشباب المصرى . وبناء مواطن قادر على التعامل باجابية مع متغيرات العصر .. وبعد دعم الإقتصاد المصرى يرى حزبنا أنه قد حان الوقت الذى يتولى فيه الشباب المصرى مقاليد الأمور بعيدا عن البيروقراطية التى وصلت بالأمور إلى درجة المد لقيادات ومسئوليين بعد سن الستين حيث تشير المعلومات إلى أن متوسط عمر المسئولين إرتفع فى السنوات الأخيرة بمعدلات خطيرة عملت على تنحية الشباب جانبا وعدم قدرتهم على تولى المسئولية وإعطائهم الفرصة فى التعبير عن قدراتهم وحماسهم والإستفادة من طاقاتهم المهدرة مما أدى إلى جذب بعض الجماعات والتجمعات غير القانونية للشباب المصرى وهو مانجم عنه حالة من الصدام والعنف الذى شهده المجتمع فى فترة من الفترات .
ويؤكد حزب شباب مصر أن عمر المسئولين فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر وصل إلى 36 عاما فقط بينما إرتفع فى عهد الرئيس أنور السادات إلى 46 عاما فيما إرتفع حاليا إلى 66 عاما .
وإذا كان هذا المؤشر يدل على أن الدولة تحاول الإستفادة من خبرات الشيوخ فان ذلك ينم أيضا على تنحية قدرات الشباب المصرى جانبا وتعطيلها مما يهدد باستفادة قوى غير شرعية بهم . ولذلك فان حزب شباب مصر يرى أهمية تنحى كبار السن عن مواقعهم فى سن الخمسين وليس الستين على أن يظلوا مستشارين حتى الستين من أجل إفساح الفرصة لجيل الشباب من خلال إختيار قيادات للصف الثانى والثالث بجوار هؤلاء الكبار بحيث يتم عمل دورات تدريبية للشباب على تحمل المسئولية القيادية تحت قيادة وتوجيه الكبار . وكل من ينجح فى هذه الدورات يتولى المسئولية بشكل كامل . على ان لايتم المد لأى مسئول مهما إن كان عمره . على أن يتم توفير الخبرات للشباب بشكل كامل منذ المراحل الأولى فى عملية التعيين .

22 ـ البحث العلمى

أصبح العصر الذى نعيشه حاليا هو عصر العلم . والسباق الحقيقى لم يعد فى مجال التسلح فحسب أو فى مجال الإقتصاد .. فاذا كان البعض يؤكد أن هذا العصر الذى نعيشه هو عصر الحروب الإقتصادية وعصر المجالات الجادة من أجل السيطرة على الأسواق .. فان حزب شباب مصر يؤكد أن هذا العصر بحق هو عصر العلم والتكنولوجيا وأصبحت العلوم هى أساس تقدم الشعوب فى عصر العولمة والنظام العالمى الجديد .. ولايمكن أبدا أن تقف مصر فى عصر التقنيات والتكنولوجيا المتسارعة مكتوفة الأيدى فبالعلم وحده تستطيع مصر التغلب على الكثير من الأزمات التى قد تواجهها . ودون الإهتمام الكافى بهذا المجال فان الأمور تزداد تعقيدا .. وليس أدل على أهمية مايشير إليه ويؤكده الحزب سوى إهتمام الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية ودولة مثل اليابان بهذا القطاع الحيوى والذى لم يعد الإهتمام به عملية ترفيه بل أصبح ضرورة تفرضها تحديات عصر العولمة .. كما أن إسرائيل أقامت قوتها الأساسية بالمنطقة على أساس هذا الجزء تحديدا حيث نجحت فى أن تثبت جذورها من هذا المنطلق .. وتشير الإحصائيات إلى إتساع الفجوة بين إسرائيل والدول العربية التى تتزايد يوميا لصالح إسرائيل . ولايمكن أن تظل ميزانية البحث العلمى فى مصر ومنذ سنوات طويلة جدا تتراوح بين 0.3% إلى 0.5% من الميزانية العامة للدولة .
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن ميزانية البحث العلمى فى الدول العربية تصل سنويا إلى 548 مليون دولار فيما بلغت هذه الميزانية والمخصصة للبحوث المدنية فقط عدا البحوث العسكرية فى أحد الأعوام فى إسرائيل 4.56 مليار دولار عدا المساعدات التى تتلقاها إسرائيل من الدول الأجنبية كما أن عدد الباحثين فى المنطقة العربية لايتجاوز 80 ألف باحث فيما يصل عدد الباحثين اليهود حوالى 600 ألف باحث .
وتعتبر مصر جزء من المنطقة .. وتعانى مثل ماتعانيه . رغم الإمكانيات التى تحتويها مصر وماتتتضمنه من قدرات علمية لايمكن تجاهلها ..
ومن هذا المنطلق فان حزب شباب مصر يؤكد على عدة محاور يجب الإهتمام بها سعيا إلى تطوير قدرات مصر العلمية والتكنولوجية .. وهى :
ـ رفع ميزانية البحث العلمى إلى 2.5% من الميزانية العامة للدولة .
ـ إعطاء القضية التكنولوجية الأولية . وتحويلها إلى قضية أمن قومى بعد أن أصبح التحدى الحقيقى والحروب نفسها تقوم على هذا الشأن .
ـ رفع ميزانيات المراكز البحثية
ـ الإهتمام بالعلماء داخل النطاق البحثى وتأمين حياتهم ضد الأخطار والإشعاعات التى يتعرضون لها . وتأمينهم ضد الأمراض بما يكفل لهم إستقرار حقيقى .
ـ ربط العلوم فى المدارس بالواقع الحياتى المعاش .
ـ وضع نظام جديد للإمتحانات المدرسية يعتمد على عمل مشروعات علمية سنوية لكل طالب بحيث يقوم بعمل تطويرا ما فى مجال بحثى علمى معين وتطبيق ماحصل عليه أثناء السنة الدراسية من علوم بشكل عملى .
ـ تشجيع القطاع الخاص على دعم البحث العلمى ومنح الشركات والمصانع الخاصة التى تهتم بانشاء مراكز بحثية لتطوير منتجاتها تسهيلات وإعفائها من الضرائب لفترة يتم الإتفاق عليها .

23 ـ وزارة خاصة للإنترنت

فى عصر أصبح يوصف بأنه عصر الإنترنت والمعلوماتية .. والتراكم المعرفى يؤكد حزب شباب مصر على ضرورة التعامل مع هذه المستجدات بطريقة عملية جدا حتى لانفاجئ بوجود جيل مشوه المعالم والهوية القومية .
حيث تشير الإحصائيات إلى أن التراكم فى مجال العلوم والمعارف أصبح سريع جدا بدرجة خطيرة ومن الممكن أن يتحول هذا الأمر إلى سلاح خطير جدا فى مواجهة شبابنا وقد يدمرهم تماما فى حالة عدم إستغلاله بالشكل الصحيح .. فالإنترنت أصبح ينقل إلينا كافة المعلومات الموجودة فى شتى أنحاء العالم فى لحظات قليلة جدا .. ويتم تداول كميات هائلة من المعلومات دون رقابة مباشرة ودون التحكم فى هذه المعلومات . أو قدرة على إستيعابها بالمرة وهو مايفرض علينا ضرورة التفكير جديا فى سبل إستغلال هذه المعلومات بما يفيد شبابنا حيث يقترح الحزب فى هذه الحالة إستحداث وزارة مستقلة للإنترنت تكون مهمتها التخطيط فى سبل إستغلال هذا العالم . وسبل مواجهة كافة ماينشر ويعرض خلاله من معلومات .. والتخطيط عبر الوسائل الناجحة للتصدى لما يمكن أن يسفر عنه من عمليات غسيل مخ للشباب المصرى بالمعلومات المغلوطة .
على أن الحزب يؤكد فى ذات الوقت على ضرورة وجود تنسيق بين هذه الوزارة وبين وزارات التعليم والإتصالات فى ذات الوقت من أجل وضع المناهج التى تعطى للشباب معلومات كافية للطريق الصحيح للتعامل مع هذا العالم بما يطور من قدراتهم وإمكانياتهم . وبما ينقذهم من براثن المخططات المدمرة لعقلية الشباب المصرى خاصة مع وجود منظمات مشبوهة ودول تستهدف شبابنا للنيل من القدرات المستقبلية لمصر حيث تقف الكثير من هذه المنظمات وراء خطط تستهدف النيل منهم بالفعل عبر ملايين الرسائل الالكترونية المحملة بالصور والأفلام الجنسية الفاضحة ..
ولذلك فان حزب شباب مصر يؤكد أيضا على ضرورة تعاون وزارة الأوقاف والأزهر فى هذه القضية مع وزارات الإنترنت والتعليم والإتصالات .

24 ـ البرمجيات وصناعة التكنولوجيا

يرى حزب شباب مصر أن الإستثمار العربى لم يأخذ حقه الكامل من الدعم المنوط به لؤدى الدور المرسوم له والمنوط به فى هذا الشأن أيضا . والحزب على يقين من أنه وعلى الرغم من امتلاك المنطقة العربية كافة الموارد البشرية والمادية إلا أنها وحتى الآن لم تحصل على النصيب العادل من الأسواق العالمية نظرا لعدم وجود تنسيق وتكامل عربي يتناسب مع التحديات التى تواجه المنطقة في السنوات الأخيرة .
وتكمن مشكلة المشروعات العربية المشتركة فى أنها لاتتناسب مع الوضع الحالى المصاب بحالة من التمزق والشتات نتيجة لما مرت به المنطقة من تداعيات أثر حرب الخليج الأولى والثانية . ولذلك فان أى حديث عن تعاون عربى مشترك يصبح دائما فى طور الأمنيات والرغبات والأحلام ويرى حزبنا أنه لابد من الإبتعاد عن المشروعات العربية العملاقة التى يحتاج تنفيذها وإخراجها إلى أرض الواقع فترات زمنيه طويلة قد تلقى بالأمة العربية فى ركاب التخلف بالقياس للحركة العالمية . ومن هذا المنطلق فانه يدعو إلى ضرورة إستغلال حركة التطور العالمية . من أجل بدء تعاون مصرى عربى مشترك يتفق وهذه التغيرات العالمية ويرى أن صناعة البرمجيات بداية معقولة ومنطقية من أجل بدء هذا التعاون .
ويرى الحزب بأن صناعة البرمجيات هي الحل الأفضل لإخراج المنطقة العربية من الحالة الراهنة التى تعيشها وهذه الصناعة كفيلة برسم مستقبل أفضل وقدرة ذاتية عربية أكبر بما يضع العالم العربي في مصاف دول العالم المتقدم ليحصل على نصيب عادل من السوق العالمي وعائد أفضل . ويرى الحزب أن مصر مهيئه لكى تتولى التخطيط لتنفيذ مثل هذا السوق والتعاون العلمى حيث تملك الكفاءات والعقول القادرة على تصنيع برمجيات مصرية 100%
ويؤكد الحزب على أنه لابد من تهيئة مناخ مناسب للإستثمار وتوفير بنية تحتية تسمح بهذه الإستفادة من هذا المجال خاصة وأن عدد الشركات الموجودة فى نفس المجال تتزايد بمعدلات كبيرة جدا فى شتى أنحاء العالم ومثل هذه الشركات لاتوفر فرص عمل فحسب بل توفر مجالات كبرى للإستثمار .
لكن هذا لايعنى أن الطريق سهل أمامنا بل هناك تحديات حقيقية تواجهنا ومطلوب منا أن نعمل على تعبيدها خاصة وأن السوق العربي بأكمله لا يتجاوز رأسماله فى مجال البرمجيات من 3 إلى 5 مليار دولار بينما رأسمال السوق البريطاني في هذا المجال أكثر من 60 مليار دولار وهو مايفرض على مصر تحدى كبير جدا ويتطلب منها النهوض بهذه الصناعة خاصة وأن هناك حالة من التخلف الاقتصادي على المستوى العربي بالمقارنة بدول مثل إسرائيل والهند ومنافسة شرسة في شتى أنحاء العالم .
وعلى مصر فى هذه الحالة أن تقوم بالتخطيط لدعم سوق صناعة البرمجيات بتعاون عربى . وفتح اسواق عربية لها خاصة وأن السوق العربى مستورد كبير لهذه الصناعة . كما أن هذ ه الصناعة تحديدا فى تطور مستمر يؤكد أنها فى تزايد دائم . وفى حاجة إلى خطة طموحة تشبع حاجة السوق العربى .

25 ـ مجالات جديدة لمواجهة الفقر

إذا كان حزب شباب مصر يطالب بالإهتمام بالعلوم فى عصر التكنولوجيا المتسارعة عتبر أن هذا المجال هو التحدى الحقيقى الذى يواجه مصر فى عصر العولمة والنظام العالمى الجديد . فانه يؤكد أيضا على ضرورة التفكير فى حلول للمشاكل التى تواجه مصر خلال الحقبة القادمة بما يتفق وهذه النظرة حيث يؤكد الحزب على ضرورة البحث عن حلول جديدة لهذه المشاكل .. وفى مقدمة هذه المشاكل الفقر وندرة الغذاء بالقياس للكثافة السكانية الكبيرة .. ويرى الحزب أن هذه المشكلة لاتخص مصر فحسب بل انها مرتبطة بالوضع العالمى وعملية تآكل نصيب الفرد من الغذاء فى شتى أنحاء العالم حيث تشير الإحصائيات إلى أن اكثر من مليار نسمة يعيشون باقل من دولار يوميا فى شتى أنحاء العالم واكثر من 56 مليون طفل يفترسهم الفقر والمرض، والمطلوب معونات بمائة مليار دولار من اغنياء كوكب الأرض لانقاذهم.
وأوضحت أن مئات الملايين من الناس لا يحصلون على طعام يكفيهم ليعيشوا حياة طبيعية ونشطة.
ومن هذا المنطلق فان حزب شباب مصر يؤكد على ضرورة البحث عن سبل ووسائل علمية جديدة تغلبا على هذه المشكلة فى مصر تتفق وتطورات عصر العولمة .. ويرشح من هذا المنطلق تربية الأحياء المائية كحل مستقبلى لهذه المشكلة حيث تشير الدراسات الصادرة عن هيئة الأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية المعنية أن تربية الأحياء المائية ستساهم خلال العقدين القادمين بدرجة أكبر في تعزيز إمدادات العالم من الأسماك، كما ستساعد في التخفيف أيضا من حدة الفقر في العالم وحالة انعدام الأمن الغذائي.
كما أشارت إلى أن قطاع تربية الأحياء المائية يسهم في دعم مصايد الأسماك في العالم ويواصل نموه بمقدار 3ر31% سنويا ، كما يهيمن باستمرار على معظم القطاعات الغذائية الانتاجية الأخرى ذات الأصل الحيواني.
كما تشير الدراسات إلى أن مجموع انتاج الأحياء المائية فى عام واحد بلغ نحو 77ر42 مليون طن متري بقيمة تقدر بما يقرب من 56ر53 مليار دولار .
وقد طرأت على هذا القطاع تطورات كبيرة، سواءً كان ذلك في مجال الأنشطة محدودة النطاق على مستوى الأسرة أو بالاستزراع التجاري على نطاق واسع.
كما أن هذا القطاع توسع في العقود الثلاثة الأخيرة وتنوعت أنشطته حيث سجل تقدما وذلك بعد إدخال التكنولوجيا المتقدمة عليه . الأمر الذي أسهم في زيادة الانتاج من الأحياء المائية. كما أن نسبة كبيرة من الانتاج العالمي تأتي من خلال المنتجين محدودي النطاق في البلدان النامية وبلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض . مما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي والتخفيف من حدة الفقر وتحقيق الرخاء الاجتماعي للعديد من البلدان فى مقدمتهم مصر.
وتشير الإحصائيات إلى أن حجم تجارة الأحياء المائية ازداد في العقود الأخيرة . كما ارتفع مستوى الدخل وازدادت فرص العمل في هذا القطاع . مما أسهم على مستوى العالم في تعزيز التنمية الاقتصادية الوطنية.
ويؤكد حزب شباب مصر على إمكانية الاستفادة من موارد قطاع الأحياء المائية باعتباره القطاع المستقبلى الذى يمكنه إنقاذ مصر من براثن الفقر والعجز الغذائى الذى يعانى منه قطاع كبير من الأسر المصرية . ويكتسب هذا الأمر أهميته خاصة وأن بمصر 13.5 مليون فدان مائى فى البحرين الأبيض والأحمر والبحيرات والنيل وفروعة لاتنتج إلا 650 ألف طن سمك فقط وهو إنتاج متواضع وعلى سبيل المثال فان بحيرة ناصر وهى أكبر بحيرة صناعية فى العالم حيث أن مسطحها المائى يصل إلى 1.25 مليون فدان ومياهها تعد أعذب مياه نقية فى العالم وبالرغم من ذلك فقد وصل إنتاجها إلى 8300 طن عام 2000 مما يتعبر كارثة حقيقية. وإهدار لثروة مصر المائيه .
ويرى الحزب أنه لابد من تضافر الجهود النشطة من جانب كافة القطاعات المعنية . بما في ذلك التعاونيات الزراعية والوكالات والمنظمون وصانعو القرارات والعلماء والمنظمات غير الحكومية . والمستفيدون الآخرون من الموارد المذكورة . وذلك لتعظيم الإستفادة من هذا القطاع الحيوى والذى يكفل لمصر مصدر غذائى هام . ومصدر فى ذات الوقت لدعم عملية التصدير . ويمكن تعظيم الإستفادة من هذا القطاع خاصة وأن مصر غنية بسواحل طويلة جدا .. وغنيه فى ذات الوقت بالإحياء المائية التى يمكنها إنتاج كميات هائلة من الغذاء

26 ـ التصحر وأزمة المياه

يأخذ حزب شباب مصر على عاتقة مهمة التفكير فى كافة المشاكل التى قد تواجه مصر فى عصر العولمة . والتحديات التى تواجهها مستقبلا . والتفكير فى الحلول الفورية والعملية التى تتفق والتغيرات الحالية . ومن هذا المنطلق فان الحزب يؤكد على ضرورة مواجهة مشكلة التصحر وأخطارها التى قد تواجهها جرائها ويؤكد على ضرورة تبني تحرك سياسي عاجل لوقف خطر التصحر الذي يهدد مساحات متزايدة فى مصر رغم خطط الإستصلاح الزراعى الطموحة التى تتبناها الدولة .
ولكى نعالج هذه المشكلة لابد من دراسة وبحث أسباب المشكلة فى الأساس حيث يعتبر الحزب أن السكان هم السبب الرئيسي في مشكلة التصحر التي تهدد مساحات متزايدة من الأراضي الزراعية، لكنهم ضحايا للمشكلة في الوقت نفسه كما أن الزراعة الزراعة نفسها وطريقتها الخاطئة تتحمل جزءا من اللوم في مشكلة التصحر أيضا .
وتشير الإحصاءات والمنظمات الدولية إلى أن التصحر والجفاف يهدد نمط حياة ملايين الأشخاص في 110 بلدا في مختلف أنحاء العالم من بينها مصر .
وقد فشلت الكثير من المنظمات الدولية فى الحد من هذه المشكلة خاصة مع عدم وجود تعاون حقيقى من قبل القيادات السياسية فى شتى أنحاء العالم .
وقد حذر صندوق الأمم المتحدة للبيئة من أن نصف المساحة الصالحة للزراعة في إفريقيا قد تصحرت، في الوقت الذي يتسارع فيه معدل بوار الأرض الزراعية . وقال الصندوق إن الشريط المحاذي للصحراء الكبرى في غرب إفريقيا أكثر عرضة للخطر خاصة وأن تزايد السكان يضيف أعباء جديدة كل عام على البيئة هناك . وتصاحب الزيادة السكانية عادة زيادة في معدلات الزراعة والرعي وما يستتبعه من اجتثاث للغابات .
وتقوم خطة الحزب فى هذه القضية على عدة إقتراحات لعلاج هذه المشكلة تتضمن :
ـ وضع سياسات إستراتيجية لمقاومة التصحر توفيرا للمياه من أجل الإتجاه لغزو مساحات جديدة من الصحراء فى نفس الوقت الذى يتم فيه تبنى مبادرات تتعلق بالمحافظة على المياه ومحاولة الإستفادة من التقدم التكنولوجي في مجال تكنولوجيا الرى في الماضي .
ـ ويرى الحزب أن مؤسسات الدولة ومراكزها البحثية قد اكتسبت خبرة جيدة تمكنها من أن تحد بصورة فعالة محلياً من الطلب على المياه . سيما وأن الادارة الخاطئة للموارد المائية وتطبيقها قد قلّصت على نحو خطير من الكميات التي يتوقع توفيرها من المياه . ومن زيادة مستوى الانتاجية .وقد إعتمدت الكثير من الدول على نظام الري بالتنقيط مما أسهم في توفير ما بين 20 الى 50 في المائة من المياه المستعملة . الأمر الذي إنعكس بدوره على إنتاجيات وإستصلاح مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية . كما أن هناك دول إعتمدت بشكل أساسى على التكنولوجيا الجديدة في الري بواسطة أشعة الليزر مما تمخض عن وفورات بكميات المياه.
ـ الإستفادة من تجارب البلدان العربية .. وإستغلال الطرق العلمية فى إتباع نظم جديدة للرى بما يؤدى فى النهاية من توفير المياه لإستصلاح أراضى جديدة وبما يساهم جديا فى مقاومة عملية التصحر ..
ـ الاعتماد على المؤسسات الفلاحية القائمة عند تحديث نظم الري وخاصة حين يكون المزارعون غير مستعدين لتقبل التكنولوجيا الجديدة.
ـ تطبيق برامج عامة لتوفير المياه . وتقديم الحوافز للمزارعين من أجل تحديث نظم الري . مع التركيز بقوة على مشاركة القطاع الخاص.
ـ يأتى هذا فى الوقت الذى يؤكد فيه حزب شباب مصر على أهمية تعاون دول المنطقة العربية بأثرها للتغلب على مشكلة المياه مستقبلا والتحسب لها ووضع الخطط التى تعمل على إيجاد حلول جذرية لها . والتفكير برؤية علمية مستقبلية وهذه الدول المرشحة لعملية التعاون مع مصر هى السعودية وليبيا ودول الخليج والسودان .. حيث يمكن إستغلال المياه الجوفية فى هذا الشأن خاصة وأن كل المعلومات والأبحاث العلمية تؤكد أن منطقة الجزيرة العربية وبالتحديد صحراء الربع الخالي تتربع على بحر هائل من الماء العذب الا انه لم يحن الوقت بعد لاستخدامه نظرا لارتفاع تكاليف الاستخراج ولوجود بدائل أقل تكلفة.
وتعتبر أكثر من نصف كميات المياه المحلاة من البحار في العالم تنتج في دول الخليج معتمدة على طاقة النفط والغاز الذي يتوافر بكميات وفيرة ورخيصة نسبيا.
ومن الممكن أن تلجأ دول المنطقة العربية مستقبلا الى استخراج هذه الثروة المائية الهائلة فى حالة إشتداد أزمة المياه . ووصولها إلى منطقة مسدودة خاصة وان دوله مثل ليبيا قامت ببناء قناة طولها يزيد عن ألفي كيلومتر وقطرها اربعة امتار لسحب المياه العذبة من وسط الصحراء الى مناطق اخرى في البلاد بكلفة بلغت مليارات الدولارات.
ـ ويشدد حزب شباب مصر على ان العمل والتعاون المشترك بين الدول العربية يجب ان يتركز حاليا على تطوير التقنيات الخاصة بتحلية المياه وادارة توزيعها وترشيد استهلاكها على أن تقود مصر هذه المخططات.
ـ ويدرك الحزب أن جزء من هذه المياه يقع على اعماق كبيرة وتكلفة الوصول اليها واستخراجها ونقلها مرتفعة جدا لكن في المستقبل يمكن ان يحصل ذلك اما الان ومع وجود بدائل اخرى لا بد من ان يتعلم المواطن المصرى كيف يستخدم المياه بصورة افضل .
ـ ويؤكد الحزب على أن مشكلة نقص المياه اصبح امرا خطيرا يستوجب الاستعداد الكافي له بكافة السبل.
ـ ويرى الحزب أنه لابد من توقيع اتفاقات اقليمية ودولية من اجل اقتسام المياه بصورة عادلة خاصة وان الازمة المقبلة يمكن ان تؤثر على السلام والامن الدوليين .
ـ ويشدد الحزب على ضرورة الاخذ بمبدأ ترشيد استهلاك الماء من خلال وقف الهدر والاقلال من التسرب في الشبكات واستخدام التقنيات الحديثة في الري للزراعة وغير ذلك من الاساليب التي تهدف للمحافظة على هذه الثروة الحيوية .

31 ـ الإعــلام

كما يؤمن حزبنا بخصخصة القطاع العام وكافة القطاعات الإنتاجية التى كانت تابعة للدولة ذات يوم . فانه أيضا يؤمن بخصخصة وسائل الإعلام بما فيها التلفزيون والإذاعات . لأن الأوضاع الدولية من حولنا أصبحت أكثر إنفتاحا وأصبح الإعلام يلعب دورا مهما فى توجيه الرأى العام العالمى .. وإذا كنا كدوله عربية .. تشق طريقها نحو التنمية وسط تحديات كبرى نرى فى عملية الخصخصة تلك طريق قد يؤدى بنا فى النهاية إلى عملية إستغلال كبرى .. وإختراقات نحن فى غنى عنها فانه ليس اقل من أن يتم إتاحة الفرصة الكاملة أمام القطاع الخاص لتملك قنوات فضائية دون ثمة تعقيدات أو بيروقراطية . وتسهيل الأمور فى هذا الشأن فى نفس الوقت الذى لايمانع فيه الحزب من تملك الدولة لجزء من هذه الوسائل . على أن لايشترط أن يكون هناك ثمة تعقيدات أمنيه فى هذا الشأن . ونفس الأمر ينطبق على الصحف حيث لابد من إتاحة الفرصة أمام ترخيص الصحف للقطاع الخاص . على أن يتم الترخيص بمجرد الإخطار المرسل للمجلس الأعلى للصحافة .. وضمان تدفق معلوماتى كبير أمام وسائل الإعلام .

27 ـ وسائل مواجهة العنف

يؤكد حزب شباب مصر على أهمية الإستفادة من تجارب الماضى وخبراته دون التوقف طويلا عن الأخطاء التى إرتكبت خلاله . خاصة وأن الأوضاع العالمية تفرض علينا أن نتواكب معها بمعدلات سريعة .. وفى مقدمة هذه الإشكاليات والقضايا التى يجب أن نستفيد من تجارب الماضى خلالها هى قضية العنف والإرهاب حيث راح ضحيته الكثير من شبابنا ولقوا حتفهم على المستوى المادى والمعنوى .. وكان من أهم أسباب ماحدث عملية الفراغ التى عاناها شبابنا طوال السنوات الماضية وتنطلق رؤية حزبنا فى هذا الصدد من عدة محاور أهمها :
ـ ضرورة التصدى للإرهاب الفكرى الذى يمارس على شبابنا فى المدارس والجامعات وأماكن العمل وحصارهم بأفكار رسمية لاتنشد الدولة سواها وتفرض بالقوة الجبرية على مسامع كافة المواطنين دون السماح للرأى الآخر بالوصول للجميع بنفس الطريقة .
ـ توسيع الهامش الديمقراطى المتاح أمام المواطنين من شتى التيارات الفكرية والسياسية وعدم تبنى الإعلام الرسمى سياسة عرجاء تقوم على الرأى الواحد
ـ تدريب شبابنا على إحترام الرأى الأخر من خلال المناهج الدراسية والمحاورات التى يتم تخصيص حصص لها فى المدارس والجامعات .
ـ عدم السماح باعتلاء منابر المساجد إلا لمن هم مؤهلين لذلك بما لايؤدى إلى بلبلة وإختراق يتم من قبل بعض الجماعات المتطرفة للوصول إلى رجل الشارع العادى .
ـ تنظيم قوافل توعيه دينية من أئمه الإسلام فى شتى أنحاء الجمهورية خاصة فى شهور الصيف تكشف عن سماحة الإسلام . وأن هذا الدين دين العقل والتفكير وإحترام الرأى الآخر على أن لاتأخذ هذه القوافل الطابع الرسمى الفج الذى نراها عليه الآن .
ـ إشغال الشباب فى الأجازة الصيفية بدورات تدريبة على أسس التكنولوجيا والعلوم وتقوية حصيلتهم من القرآن والعلوم واللغات بما يفيدهم فى حياتهم العلمية والعملية . على أن تضاف هذه الدورات للمجموع فى سنوات الدراسة المختلفة .

28 ـ علاج الإدمان والمخدرات

تطالعنا وسائل الإعلام المختلفة بضبط كميات ضخمة من المخدرات التى كان ينتظر توزيعها . ويكون الضحية فى هذه الحاله شباب مصر الذين ونتيجة لإفتقادهم القدوة والدور الذى يحلمون به . وإشباع رغباتهم على كافة المستويات فانهم ينساقون خلف كافة المغريات والبدائل التى تطرح أمامهم من خلال تجار المخدرات الذين وجدوا فيهم ساحة قوية لتوزيع سمومهم . ولايمكن أبدا أن تستمر عمليات ضبط المخدرات ومساحات شاسعة من مزارع البانجو ليتم معاقبة التجار والموزعين بعقوبات لاتتناسب مع حجم الجرم ولذلك فان حزب شباب مصر يولى هذه القضية أهمية خاصة حيث أنها كفيلة بالقضاء على زهرة شبابنا وتدميرهم خاصة مع شن الحروب الخفية التى تستهدف النيل من مستقبل مصر وسط تحديات وحروب نفسية وإقتصادية وثقافية ولذلك يقترح الحزب :
الإهتمام بتثقيف الشباب ثقافة إسلامية واعية . وتنمية الوازع الدينى والخلقى لديهم بما يعمل على تحصينهم من حالة الضياع التى يعيشها جيل اليوم نتيجة إفتقاد الفرصة العملية فى الحياة . وعدم القدرة على تحقيق اهدافهم وطموحاتهم . مع ضغوط الحياة العملية .
وإعادة النظر فى العقوبات التى يتم توقيعها على المتهمين من تجار المخدرات على أن يكون الإعدام هو العقاب الطبيعى لأى شخص يضبط وهو يقوم بتوزيع وترويج المخدرات فى مصر .

29 ـ الــصـحـة

يجب أن نعترف جميعا أن عصر العلاج المجانى قد إنتهى تماما . ولم يعد هناك رعاية صحية للفقاء . فكافة مستشفيات الحكومة أصبحت مجرد يافطة تحمل إسم المستشفى ولايجد متوسطى الدخل والفقراء ثمة علاج يذكر .. ولم يعد هناك ثمة خدمات مجانية حقيقية يتم تقديمها لذوى الدخل المحدود فى مجال الصحة ..
ويؤكد حزب شباب مصر على أن محاولة توسيع التأمين الصحى ليشمل فئات المجتمع بأثرها تجربة أثبتت خطأها بالفعل وعلى وزارة الصحة أن تعمل على مراجعتها تماما .. والبحث عن شكل بديل يضمن علاج الفقراء من محدودى الدخل .. ولايمكن أن يتم خصم جزء من مرتبات العاملين بالدولة مقابل تقديم خدمات صحية تابعة للتأمين الصحى لتسفر فى النهاية عن مجرد منح المرضى أدوية بديلة لاتؤدى الغرض بالمرة لمجرد أن صيدليات التأمين الصحى لايوجد بها العلاج المطلوب ..
ومن هذا المنطلق يرى حزبنا أنه لابد من توفير الخدمات الصحية للفقراء بشكل مجانى كامل جنبا إلى جنب التعليم والبحث عن آليات جديدة تتناسب مع تطورات العصر وتقدمه . حتى لايحدث إنفجار داخل الدولة نتيجة إهمال علاج الفقراء .
ويؤكد حزبنا على أنه لابد من إلغاء كافة نظم العلاج القديمة والتى لم تعد تقدم الخدمة الصحية المنتظرة للفقراء والإهتمام بكافة مستشفيات الريف التى تعانى الأمرين جراء نقص الخدمات المقدمة . على أن يتم الإستعانة بالقطاع الخاص فى تقديم هذه الخدمة مقابل مزايا وتسهيلات تقدم إليه فى هذا الشأن .

30 ـ الـتعــلـيم

الذى ينظر للمناهج التى يتم تدريسها لطلابنا اليوم يكتشف أنها نفس المناهج التى كان يتم تدريسها لهم منذ أكثر من ربع قرن من الزمان وتتم بنفس الطريقة التى كانت تتم أيضا منذ أكثر من نصف قرن من الزمان والتى تعتمد بشكل أساسى على عملية الحفظ والتلقين . وهى طريقة لايمكنها أن تتناسب بأى حال من الأحوال مع التطورات الدولية والاوضاع العالمية وعصر المعلوماتية الراهن . ومن هذا المنطلق يؤكد حزبنا على :
ـ ضرورة إنشاء لجنة قومية من خبراء التعليم تضم فى عضويتها أعضاء من كافة مؤسسات مصر البحثية والسياسية والإقتصادية لمراجعة كافة المناهج التربوية بشكل شامل وإعداد توصيات كاملة حول طرق تطوير المناهج التربوية والإبتعاد تماما عن المؤسسات البيروقراطية التى تعتمد عليها وزارة التربية والتعليم . وإشراك كافة المراكز المهتمة فى عضوية اللجنة بما يؤدى إلى الإستفادة من خبراتها وبحوثها فى هذا الشأن على أن يتم عقد إجتماعات مستمرة لهذه اللجنة لضمان نوع من التطوير المستمر للمناهج .
ـ عدم الإعتداد بنظام التدريس القديم والبحث عن طرق جديدة للتدريس تعتمد فى المقام الأول على الإستعانة بمراجع وأبحاث تشجع على تدريب الطلاب على التفكير الحر المستقل .
ـ تدعيم نظام التعلم عن بعد كنوع من التوافق مع تطورات الأوضاع العالمية ودعم شبابنا بكل مايحتاجونه من مراجع وكتب وأبحاث ومنحهم هذه الكتب كهدايا أو كتب مدعومه من قبل الدولة .
ـ ربط المناهج الدراسية بالحياة العملية بما لايؤدى إلى إنفصالها عن الواقع حيث يشكو الطلاب من نسيانهم المواد الدراسية فور الإنتهاء من السنة الدراسية بما يعمل على عدم الإستفادة من المناهج بالشكل المنتظر منها .
ـ إلغاء نظم القبول والتنسيق القديمة التى كانت تتم لتوزيع الطلاب على الجامعات . والإستعانة بنظام المهارات والمواهب بشكل أساسى . على أن يتم مساعدة الطلاب فى مرحلة الثانوية العامة فى تنمية قدراتهم بحيث تضاف مادة كاملة عن تنمية هذه القدرات . بما يؤدى فى نهاية المرحلة إلى بلورة موهبة كل طالب مما يساعده فى إتخاذ قراره بالكلية التى يرغب فى التوجه إليها .
ـ التأكيد منذ بداية الدراسة على أن التعليم ليس وسيلة لعملية التوظيف وإنما هو أداة مساعدة للإتجاه نحو الطريق المراد للشباب . مما يساعد فى توجيههم التوجيه الصحيح نحو الطريق والكلية التى يرغبونها دون أن يكون مكتب التنسيق ذات صلة بهذه القضية . ولايمكن أن يكون هناك نظام قديم فى عملية القبول بالكليات سارى المفعول منذ أكثر من نصف قرن من الزمان دون أن يواكبه ثمة تطوير بالمرة .
ـ الإهتمام بالمعلم كحجر زاوية أساسى بشكل عملى ودون رفع شعارات لايتم تنفيذها بالمرة .. وتحسين مستوى دخله بما يقضى فى النهاية على كافة الدروس الخصوصية التى يلجأ إليها البعض لتحسين مستوى دخولهم .
ـ تشديد العقوبات الرادعة لكل المعلمين الذين يتعاملوا فى الدروس الخصوصية وحرمان الطالب الذى يتعامل فى هذا المجال من جزء من درجاته . من خلال تشكيل لجان مراقبة لكل أطراف العملية التعليمية .

32 ـ النـقـابـات

يؤكد حزبنا على أهمية رفع اليد تماما عن النقابات ورفع كافة القيود التى تحاصها من كل جانب وإلغاء كافة القوانين السالبة لحرية العمل النقابى . باعتبار أن النقابات المهنية والعمالية هى أساس ودعامة رئيسية فى بناء جبهة داخلية قوية فى مواجهة التحديات الخارجية وهو نفس مانجحت الكثير من الدول فى إستغلاله لممارسة نوع من الضغوط على العالم الخارجى باعتبار أنها لايمكن أن تمارس ضغوطها على جبهتها الداخلية .. ولابد من دور كامل لهذه النقابات بعيدا عن الرقابة التى تفرضها الدولة من خلال القوانين المقيدة للحريات .
وإذا كانت هناك قيود قد فرضت على النقابات فى فترة من الفترات لضرورة ما فان حزب شباب مصر يؤكد على خطورة إستمرار هذه الأوضاع بالطريقة التى تتم بها حاليا . مؤكدا على أهمية إيجاد نوع من الحوار بين الدولة وبين النقابات بما يؤدى فى النهاية إلى المصلحة العامة .

33ـ تأمين الجبهة الداخلية

يؤمن حزب شباب مصر بأهمية تأمين الجبهة الداخلية فى هذا الوقت تحديدا ويؤكد على خطورة إهمال هذه النقطة . فالعصر الذى نعيشه إنهارت فيه الحواجز . وإنهارت أيضا فيه كافة القيود والجدران بين دول العالم وبعضه وأصبح من اليسير إختراق الجبهة الداخلية لأى دولة . ويؤكد حزبنا على أهمية إيجاد تأمين لهذه الجبهة من خلال تماسك قوى وفعال بين كافة طوائف وفئات الشعب المصرى من مختلف الديانات . ورفض الخضوع لعمليات التفتيش التى تمارسها بعض الدول بزعم التفتيش على الحريات ومراقبتها باعتبار أن ذلك ليس سوى نوع من الإبتزاز المرفوض . وباعتبار أنه تعدى على السيادة الوطنية . على أن يكون هناك نوع من الحوار المستمر بين الدولة وبين كافة فئات وطوائف الشعب المصرى . ولن يتم ذلك إلا بتوسيع الهامش الديمقراطى المتاح . وافساح الفرصة أمام كل أبناء الشعب المصرى للمشاركة فى صناعة وإتخاذ القرار بعيدا عن الوساطة والمحسوبية التى أصبحت كالسوس الذى ينخر فى جسد الامة .
ويؤكد حزبنا أيضا على أهمية دعم الدور الذى تؤديه وزارة الداخلية فى تأمين وحماية الجبهة الداخلية لمصر . ويرى أنه إذا كانت هناك فترة من الفترات فقد الشعب خلالها الإحساس بالإيمان نتيجة بعض الممارسات المتجاوزة لبعض الضباط فان ذلك لايعنى فقدان الثقة بالآخرين باعتبار أن ماحدث فى فترة من الفترات كان إستثناءا لايمكن أو يجوز تكراره . ولذلك فانه لابد من تنسيق وتعاون بين رجل الشارع فى مصر وبين وزارة الداخلية حفاظا على الجبهة الداخلية لمصر . وقد تجسد هذا التعاون فى الكثير من اللحظات الحرجة فى التاريخ المصرى . وهذا التعاون يقوم على تشكيل لجان فى كل مناطق مصر من الشباب والطلاب تكون مهمتهما مساعدة الشرطة فى إلقاء القبض على اللصوص وتجار المخدرات والمتهمين . وكافة الخارجين على القانون .. وكل من يثبت تفوق غير عادى من هذه اللجان يتم منحه مكافأة رمزية .. على أن تكون هناك تدريبات لهؤلاء المتطوعين .. ومزايا تضاف للمجموع الكلى فى نهاية كل عام للطلاب منهم .
وهذا التعاون سوف ينمى نوع من الروابط بين المصريين وبين ضباط الشرطة بشكل ملحوظ يؤكد لهم أنهم مشاركين فى حماية الجبهة الداخلية المصرية . ويعطى نوع من الراحة والإحساس بالأمان والثقة المتبادلة بين الطرفين.
34 ـ منظمات العمل الأهلى

يرى حزب شباب مصر أنه لايمكن أن تحرز مصر ثمة تقدم يذكر على أى مستوى مالم يتم منح منظمات العمل الاهلى فى مصر الحرية الكاملة فى العمل والتحرك بلا قيود أو حصار مفروض عليها .
ويؤمن الحزب أن منظمات العمل الأهلى أصبحت جزء لايتجزء من المنظومة العالمية فى الوقت الراهن . وقد أثبتت هذه المنظومة أنها قادرة على اداء دور هام فى تاريخ وواقع الدول وهو ماتحقق فعلا فى المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر دربان بجنوب أفريقيا ..
ويؤكد حزبنا على أن الدور المنوط بهذه المنظمات هام ولايمكن الإستغناء عنه نهائيا خاصة فى قضايا الصراع الكبرى التى لاتجدى فيها السياسة نفعا وفى مقدمتها قضية الصراع العربى الإسرائيلى الذى نجحت فيه إسرائيل فى إستغلال هذه المنظمات على كافة المستويات وفى المقدمة المستوى الإعلامى وتعبئة رأى عام عالمى يؤمن بقضيتها رغم الممارسات الوحشية التى ترتكبها فى حق شعب عربى على مقربة منا .. وهو مايحتم إطلاق العنان لهذه المنظمات بما يخدم الجبهة الداخلية .. والخارجية خاصة وان النظام العالمى الجديد منح هذه المنظمات صلاحيات كبرى .. وينظم لها المؤتمرات الدولية ويحاول إستغلالها وجذبها فى إتجاهات معينه للتأثير فى الرأى العام العالمى وتعبئته بما يحقق مصلحة دول بعنيها .. ولذلك فان الحزب يدعو إلى تبنى إستراتيجية تستهدف دعم دور منظمات العمل الأهلى ويضمن لها حرية الحركة . وحرية التعبير عن رأيها بلا خوف من أى عواقب .

35 ـ نحو خصخصة كاملة للقطاع العام

إذا كانت الحكومات المصرية المتوالية قد عملت جاهدة على وضع الخطط لخصخصة القطاع العام بشكل أثار الكثير من الإنتقادات جراء الطريقة التى تمت بها البيع وفاحت معها رائحة فساد زكمت أنوف المصريين . فان حزب شباب مصر يرى أنه لابد من سرعة الإنتهاء من خصخصة القطاع العام والإكتفاء بدور الدولة كمشرف ومنسق عام على كافة الشركات والمصالح والقطاعات الإنتاجية فقط . على أن يساهم القطاع الخاص أيضا فى عملية الإشراف على المصانع والقطاعات الإنتاجية . حيث لم يعد هناك ثمة مجال للتباطؤ فى عملية الخصخصة مع أوضاع ونظم التجارة فى عصر العولمة . ولايمكن قبول عمليات فساد جديدة فى مجال القطاع العام أو نهب ثمة أموال للشعب .
ويرى حزبنا أن القطاع الخاص مع الإشراف الجيد والرقابة عليه بشكل قوى وفعال من خلال القوانين التى تتفهم الأوضاع والمستجدات على الساحة الدولية كفيل بأن يقوم بدوره خير قيام مع ضمان عدم حدوث ثمة إختراقات لجبهات مصر الداخلية من خلال عملية الخصخصة التى تتم .

36 ـ السـكـــان

يؤمن حزبنا بأهمية مواجهة مشكلة التزايد السكانى بالمعدلات الخطيرة التى تسير فى طريقها إلى تدمير كل قدرات الدولة وكل مايمكن إصلاحة . وعمله من خطط طموحة لتنمية الإقتصاد المصرى . ويؤكد فى ذات الوقت على أهمية وضع الخطط القوية والفعالة والتشريعات الجادة التى تلتزم بتنفيذها كل مؤسسات الدولة .
ويرى حزب شباب مصر أنه مالم يتم النظر لهذه المشكلة بعين نافذه فانها ستكون معوق كبير لتحركاتها .
ومن هذا المنطلق فان الحزب يؤكد على أنه لايمكن حل هذه القضية والتصدى لها بما يروج له الإعلام والإعلانات التى تتكبد المؤسسات المعنية لها الكثير لأن الإحصائيات تؤكد أنها لم تأت بالنتيجة المرجوة . وإنما النتيجة المرجوة ستأتى عندما تسن القوانين التى تلزم الجميع بالشعور بالخطر الحقيقى الذى يحاصر الدولة من كل جانب . والإحساس بالمسؤلية تجاه هذه الأزمة . حيث يرى الحزب أنه لابد من قوانين صارمة تتصدى للزيادة السكانية المتوالية فى مصر . ويرى أنه لابد من تشريع يعطى الحق فى التعليم المجانى والرعاية الصحية والإقتصادية للإبن الأول والثانى . ثم يتم تقديم جزء من هذه الرعاية فقط للإبن الثالث . على أن يتم رفع يد الدولة تماما عن عملية الدعم والرعاية للإبن الرابع والخامس وأى أبناء يتم إنجابهم فيما بعد . على أن يتم الإلتزام بالرعاية الكافية لكل من الإبن الأول والثانى بشكل يغرى المواطنين بالإلتزام بسياسة الدولة وتطبيقها .
ويؤكد الحزب على ضرورة توفير الأموال الدعائية التى تنفقها المؤسسات المعنية من أجل تنظيم الاسرة وتوجيه هذه الأموال إلى تطبيق خطة طموحة موجهه للحد من الزيادة السكانية . وبدلا من نشر الإعلانات بالطريقة الساذجة التى نراها عليها الآن والتى أثبتت كل إستطلاعات الرأى والخبراء والمهتمين أنها لم تأت بالنيتجة المأموله وتوجيهها فى خطة عملية للحد من الزيادة السكانية . يتم وضعها بالتعاون بين الخبراء فى مجال التعليم والإقتصاد والبحث العلمى . ورجال الدين .

37 ـ البـيـئة

يرى حزب شباب مصر أن مشكلة البيئة لاتكمن فى عملية تلوث الجو فحسب وإنما هى فى ذات الوقت قضية تخص صحة المصريين أيضا . حيث أن كل المؤشرات تؤكد أن هناك إرتفاع فى نسبة تفشى الأمراض الخطيرة بين المصريين جراء عمليات التلوث المحيط بهم . وقد إنتشرت أمراض خطيرة مثل أمراض الكبد والكلى والجهاز التنفسى جراء عمليات تلوث البيئة والطعام والمياه . وجراء عدم نقاء الجو المحيط بهم . وتراكم معدلات القمامة التى تجلب الكثير من الأوبئة.
ويرى حزبنا أن العمل على الحد من تفشى هذه الأمراض هو التكاتف بين كافة الأجهزة المعنية للتصدى للتلوث والمحافظة على البيئة . ونشر الوعى الصحى بين المواطنين . ويقترح فى هذا الصدد :
ـ وضع ميزانية مستقلة تستهدف عمل رقابة مشددة على كافة المصانع والمستشفيات وكافة الأعمال التى من شأنها تلويث البيئة . وتغريم أى جهة تقوم بتلويث البيئة . ولايكفى فى هذا الصدد وزارة البيئة وإنما يرى الحزب أنه لابد من لجنة مشكلة من وزارات البيئة والبحث العلمى وقطاع الأعمال والقطاع الخاص .
ـ منح تسهيلات ومزايا لكافة القطاعات التى تعمل على الحد من تلويث البيئة خاصة مصانع الأسمنت ومصانع المسبوكات بما يشجع على المحافظة عليها .
ـ قيام مصر بإيجاد تكاتف عربى مع دول المنطقة بهدف البحث عن أفضل الوسائل للحد من عمليات تلوث المياه . والجو . بأقل تكلفة .

38 ـ الـزراعـة

يؤكد حزب شباب مصر على أن الزراعة المصرية تواجه تحديات خطيرة فى عصر العولمة . يأتى فى مقدمتها التحدى البيئ حيث ترفض دول العالم خاصة الدول الأوروبية الصادرات الملوثة والتى لاتخضع للمواصفات والقياسات البيئية والتى تسمى بالحماية الرمادية والتى تفرضها الدول المتقدمة . وليس غريبا رفض الدول الأوروبية إستيراد الخضر والفواكة المعالجة كيماويا . ورفض القطن المصرى الذى تدهورت أحواله فى السنوات الأخيرة نتيجة العلاج بالمبيدات أيضا
ويرى حزب شباب مصر أن بدأئل المبيدات هى الحل الآمن للإنتاج الزراعى المحلى والتصديرى سواء باستخدام المستخلصات النباتية أو الزيوت العطرية والتكنولوجية الحيوية والآزوت والبكتريا النافعة للحد من إستخدام المبيدات الضارة خاصة فى الأراضى البكر المستصحلة فى توشكى وشرق العوينات للإنتاج من أجل التصدير .
ويؤكد حزبنا أنه وفى عصر العولمة لايمكن أن يكون فى قدرة مصر منافسة الكثير من دول العالم فى تصدير الخضروات والفواكة والمحاصيل الأخرى طالما تمسكت باستعمال المبيدات . خاصة وأن العالم بدأ يتجه إلى مصادر بديلة للمبيدات فى معالجة أمراض الزراعة سواء قبل الحصاد أو بعده .
وتكمن خطورة إستخدام الأسمدة الكيمياوية فى حفظ الفاكهة تحديدا أنها تترك أثرا على أنسجة الغلاف الخارجى لثمار الفاكهة والخضروات ومنها ماينفذ إلى أنسجة الثمار الداخلية مما يجعلها تسبب أضرارا جسيمة على صحة الإنسان وكذلك الحيوانات التى تتغذى على بقايا ومخلفات هذه الثمار وكذلك تسبب تلوثا للبيئة . ومع مرور الوقت فان إستخدام هذه الكيماويات يؤدى إلى ظهور سلالات جديدة من الكائنات الممرضة التى تقاوم فعل هذه المبيدات بل ولاتؤثر فيها مما يقلل القيمة الإقتصادية من إستخدامها ويجعلها بلا فاعلية كما تتسبب هذه الثمار المعاملة بالكيماويات فى عدم صلاحية إستخدامها فى مجال التصنيع مثل عمل المربات والعصائر وغيرها من الصناعات التى تقوم على الفاكهة والخضروات الطازجة لما تسببه من أضرار على الصحة العامة للإنسان والبيئة .
ويؤكد حزبنا أن هذا الوضع يؤدى إلى تدمير قدرات مصر الزراعية وعدم قدرتها على التصدير لدول العالم الخارجى . خاصة مع تطبيق كافة الإتفاقيات الدولية التجارية الجديدة التى تزيل كافة الوسائل الحمائية أمام السلع والمحاصيل الزراعية والمنتجات مما يقلل من فرصة منافسة المنتجات الزراعية المصرية أمام السلع الأخرى سواء فى الداخل أو فى الخارج .
وتكمن خطورة هذه المشكلة فى إستغلال الكثير من الدول عملية تلوث الزراعة المصرية لضرب الصادرات الزراعية المصرية فى معظم دول العالم لتحل محلها فى عملية التصدير . أو لضرب إقتصادها الزراعى .
ولذلك فان حزبنا يؤكد على ضرورة إستخدام بدائل المبيدات باعتبار أنها الحل الآمن لإنتاج زراعى صحى وقابل للتصدير .
كما يؤكد حزب شباب مصر على أهمية التعامل مع مشكلة تبوير الأراضى الزراعية من أجل البناء . وحصار الزحف العمرانى للكتلة الزراعية المحدودة بطريقة جديدة . ولايمكن أن تظل هناك حالة من الحصار والمعارك المستمرة بين مؤسسات الدولة المعنية وبين المواطنين الراغبين فى البناء فوق أراضى زراعية . فقد أثبتت التجارب وحصاد السنوات الماضية أن كافة القوانين وكافة الإجراءات التى تم إتخاذها للقضاء على محاولات تبوير الأراضى الزراعية والتصدى لعملية البناء فوقها لم تجد نفعا . وظلت الأوضاع تسير من سئ إلى أسوأ مما يحتم التفكير جديا فى وسائل جديدة تحد من هذه المشكلة .
ويرى حزبنا أنه يجب ترك الحرية للأفراد فى البناء فوق الكتلة الزراعية على أن يتم فرض رسوم على كل متر يتم البناء فيه . هذه الرسوم يتم تقديرها من قبل لجنة مختصة بحيث يمكن بهذه الرسوم إستصلاح مساحات زراعية جديدة . على أن تتناسب رسوم البناء فوق الأراضى الزراعية مع قيمة التكلفة المخصصة لإستصلاح الأراضى الجديدة . وبالتالى يتم التخلص من عملية المعارك المستمرة بين المواطنين وبين الأجهزة المعنية والتى تفشل دائما فى الحد من عملية البناء فوق الكتلة الزراعية . لأن المواطنين الذين يقومون بالبناء فوق المساحات الخضراء يتمسكون بعملية البناء . ولو تم إزالة المبانى التى شيدت فوق المساحة الزراعية فان المبانى عادة تدمر الكتلة الزراعية من حولها . ولاتجدى نفعا فيما بعد .
أيضا يرى حزبنا أنه من الأهمية حماية المزارعين من عمليات المضاربة التى تتم على المحاصيل الزراعية فى نهاية موسم الحصاد . وعلى الحكومة وبصفة مستمرة حمايتهم من هذه العمليات حرصا على الإقتصاد الزراعى لأن تعرض المزارعين إلى إنتكاسات فى سعر أى محصول تؤدى إلى إحجامهم عن زراعته فى العام التالى مما قد يهز الأوضاع الإقتصادية أو الغذائية فى مصر .

ليست هناك تعليقات: